لم يكن مفاجئاً عشية نهائيات كأس العالم 1998 ان تشير الاحصاءات الى ان سكان العاصمة الفرنسية باريس يميلون الى المنتخب البرازيلي بعد منتخب بلادهم الذي احرز اللقب عامذاك على ارضه على حساب «السيليساو» تحديداً. تعاطف غالبية ابناء العاصمة مع منتخب البرازيل لم يكن اعجاباً بألوان قمصانهم او بفنياتهم المعروفة او شعبيتهم الجارفة، لكن بسبب الارتباط الذي عرفه هؤلاء مع نجومٍ عديدين قدموا من «بلاد السامبا» ليصنعوا افراح نادي العاصمة باريس سان جيرمان.ومعلوم ان العصر الذهبي لباريس سان جيرمان كان في تسعينيات القرن الماضي حين بلغ الفريق المباراة النهائية لكأس الكؤوس الاوروبية مرتين، وفاز باللقب عام 1996، ثم وصل الى الدور نصف النهائي في مسابقة دوري ابطال اوروبا، وللمرحلة عينها مرتين في كأس الاتحاد الاوروبي.
وفي ابرز محطات التسعينيات، كانت اللمسة البرازيلية واضحة، فظهر المدافع الصلب ريكاردو، والملهم راي والعقل المفكر فالدو والفنان ليوناردو في قلب التشكيلات الناجحة التي تعاقب عليها دوليون فرنسيون لامعون، امثال الحارس الاسمر برنار لاما، والمدافعين ألان روش وبول لو غوين وفنسان غيران، ونجمي الوسط دافيد جينولا ويوري دجوركاييف، ومعهم الهداف الليبيري جورج وياه افضل لاعب في اوروبا والعالم عام 1995.
التجربة البرازيلية في «عاصمة الأزياء» كانت ناجحة هذه المرة، اذ كان باريس سان جيرمان قد جعل جويل كامارغو بطل العالم مع «السيليساو» في مونديال 1970 اول برازيلي يدافع عن ألوانه في 1971، لكن الاخير لم يلعب سوى مباراتين. وبعد كامارغو، كان لأرماندو مونتيرو تجربة ايضاً لم تترك ذكريات كثيرة عنه. وبعد حقبة راي (اختير افضل لاعب في تاريخ النادي عرب استفتاء قامت به صحيفة «لو باريزيان») وزمرته في اواخر التسعينيات، حاول الباريسيون تكرار التجربة املاً بقطف الالقاب مجدداً، لكن البرازيليين المتعاقبين على الفريق لم يتمكنوا من تحقيق الانجازات الكبيرة، ومنهم ادميلسون وادايلتون وكريستيان وجوزيه ألويزيو والكس واندريه لويز واوغستو سيزار وباولو سيزار وفامبيتا (بطل مونديال 2002) وماركوس سيارا. وحده رونالدينيو ترك بصمة خلال ثلاث سنوات (2001-2003) قضاها في باريس، والدليل على نجاح تجربته، انها نقلته الى برشلونة الاسباني حيث خطّ المعجزات وتوّج افضل لاعب في العالم.
لكن مع عودة ليوناردو في الصيف الماضي لشغل منصب مدير النادي، عادت الميول برازيلية بالنسبة الى سان جيرمان، اذ وضع بطل مونديال 1994 لائحة للاعبين برازيليين يشدون انتباهه، فشطب ماكسويل بعد اتمام الصفقة، وانتقل الى سطورٍ اخرى كتب على احدها اسم زميل الاخير في برشلونة ادريانو، اضافة الى مهاجم انترناسيونال الدولي لياندرو دامياو المطلوب في توتنهام هوتسبر الانكليزي وانتر ميلانو الايطالي. كذلك وعد ليوناردو بمفاجأة برازيلية كبيرة في الصيف المقبل، فطافت اسماء اخرى لمرشحين كثيرين، على رأسهم النجم القادم غانسو.
ادارة باريس سان جيرمان تبدو سعيدة بهذا التوجه، اذ ان التجربة البرازيلية عادت لتثمر، فكان نيني خير ممثل للبرازيليين بأدائه الرائع هذا الموسم حتى انه كسب تعاطف النقاد الفرنسيين الذين يطالبون مدرب البرازيل مانو مينيزيس باستدعائه الى المنتخب.



باتو يرفض سان جيرمان

في الوقت الذي قدّم فيه ماكسويل وأعلن عن توصله الى اتفاق مع مواطنه الكسندر باتو لضمه من ميلان الايطالي، فوجئ باريس سان جيرمان أمس ببيان اصدره النادي الايطالي اشار فيه الى ان المهاجم البرازيلي قرر البقاء معه، وهو قال: «اريد المساعدة في كتابة قصة هذا النادي والمساهمة في نجاحاته».