ماريو غوتزه ليس لاعباً عاديّاً، هو يثبت ذلك كلما سنحت له الفرصة. سيصبح رمزاً وأيقونة في ألمانيا قريباً، وأحد الوجوه القادرة على صنع الفرح في البلاد. مهاجم بايرن ميونيخ الذي يعتبر حالياً في مدينة دورتموند «الخائن الأكبر»، اختار الانتقال الى البافاري عن اقتناع تام، بحسب ما يقول، بعدما أثار قراره الجدل في ألمانيا بداية أيار الماضي. وفي المباراة الأولى بين الفريقين، غوتزه يسجل هدف بايرن الأول. هذا بمنتهى القسوة. لكنه أوفى بعهده ورفض الاحتفال بالهدف من أجل احترام جماهير ناديه السابق التي استقبلته استقبالاً عدائياً.
12 موسماً في صفوف دورتموند، بداية من مرحلة الناشئين ثم مع الفريق الأول، أحرز معهم لقبين في الدوري الالماني وكأس المانيا. ومع ذلك، ورغم موقعه الفريد سابقاً في وجدانهم، اختفى غوتزه من ذاكرة مشجعي دورتموند لحظة دخول كرته شباكهم. هدف واحد يكفي لتدمير كل شيء.
عن استمرار هزّه الشباك مع بايرن سأل مدرب دورتموند يورغن كلوب بعد المباراة أمام الفريق البافاري: «لماذا لم يكن غوتزه يحرز مثل هذه الأهداف مع بوروسيا دورتموند. على الأقل بشكل متكرر؟».
عاد وفعلها غوتزه في مباريات أخرى. وبسرعة، خرج من كل الضوضاء، ومرة أخرى ثبّت مكانته، هذه المرة تحت قيادة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا. اللاعب الأكثر تطوراً في المستوى هذا الموسم والشاغل الأكبر للرأي العام بموهبته ماضٍ في تثبيت نجوميته. يكاد اسمه يكون الأكثر ذكراً بين عناوين الصحف، يتمايزون بوصفه: ميسي ألمانيا أو رونالدو «المانشافت»، مع أنه يفضّل اللقب الأخير. مهاجم عصري صغير السن، قوي بدنياً، يسدد بدقة على المرمى، مهاري، سريع، يصنع الأهداف لزملائه، ماذا يتمنى فريق وجمهوره في لاعب أكثر من هذا. كان كافياً الهدف الأخير الذي وضعه بكل مهارة في شباك غوانغزو الصيني في مونديال الأندية ليدل على ذلك. تمكن غوتزه سريعاً من حجز مكانه في تشكيلة بايرن، وتمكن سريعاً من الإكثار من تسجيل الأهداف. لاعب في الـ21 من عمره لم يحتج وقتاً للانسجام في النادي البافاري، عكس زميليه الهولندي أريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري. وعكس ما توقع غوارديولا، وبمعزل عن تألقه في مركز الجناح الأيمن، إلا أنه قادر على اللعب في أي من الجهات، فهو يعوّض الجميع بسهولة تامة، من روبن وريبيري الى الكرواتي ماريو ماندزوكيتش. «جوكر» عبقري، سريع في لعبه وفي تطوره وفي انسجامه مع محيط جديد.
أصغر لاعب يرتدي قميص «المانشافت» بعد النجم السابق أوفي زيلر أثبت بانطلاقة الموسم الجديد أنه سيترك بصمته على البطولات كافة. ويبقى الأهم أنه قريباً، قريباً جداً، سيتساءل كثيرون من محللين ونقاد وغيرهم، عن اللاعبين القادرين على منافسة ماريو غوتزه على جائزة «الكرة الذهبية» لأفضل لاعب في العالم. غوتزه عنوان المرحلة المقبلة، نجم كرة حقيقي، لا نجم إعلام فقط.

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad




ريبيري الأفضل في المانيا

اختير الفرنسي فرانك ريبيري افضل في المانيا لسنة 2013، حيث اختار 29 قائداً من اصل 36 في اندية الدرجتين الاولى والثانية ريبيري في المركز الاول، متقدّماً على مهاجمَي بوروسيا دورتموند البولوني روبرت ليفاندوفسكي والدولي ماركو رويس.
ولا يزال ريبيري يواصل تألقه هذا الموسم، اذ سجل 18 هدفاً ومرر 20 كرة حاسمة في 44 مباراة خاضها في المسابقات المختلفة.