كان اليوم السلّوي أمس مثيراً بامتياز. فالمتابعون لانتخابات الاتحاد اللبناني لكرة السلة عاشوا التناقضات. فمن جهة كان الحديث محسوماً حول حدوث معركة بين لائحتين، ثم تحوّل الحديث الى كلام عن تسوية وتوافق. ولعل وصف المشهدين السلّويين يعطي فكرة عن المخاض العسير الذي تمر به الانتخابات والذي قد يستمر حتى صباح غد، فإما أن تكون «الولادة» يوم السبت طبيعية، أو تتحول الى قيصرية مع حاجة لتدخل جراحي.
المشهد الأول كان على الشكل التالي:
معركة انتخابية بين لائحة يترأسها وليد نصار وهي مدعومة من الثنائي القوي جان همام وجهاد سلامة، وثانية يترأسها بيار كاخيا ومدعومة من أطراف أخرى أبرزها الأندية الخمسة في الدرجة الأولى وهي الرياضي، المتحد، عمشيت، بيبلوس وهوبس.
حتى المساء كان من المفترض أن يعقد اجتماع نهائي بين سلامة وهمام وعدد من المرشحين لوضع الشكل شبه النهائي للائحة التي تشير المعطيات الى أنه ستنجح يوم السبت مع انتهاء انتخابات الاتحاد في نادي المركزية في جونية. لائحة يترأسها وليد نصار وهوالاسم الوحيد المحسوم فيها مع حظوظ كبيرة لدخول الأمين العام السابق والحالي والمقبل غسان فارس لكي يفوز بولاية جديدة. نيابة الرئيس قد تذهب لفارس مدوّر المحسوب على حزب الكتائب الذي طلب من التيار الوطني الحر أن يتمثّل بمدوّر كونه متحالف مع العونيين في الانتخابات. على الصعيد السني قيل أن الأمور أقرب لهادي غمراوي (لكنه اعتذر وجرى الاتصال بحسن حسن) ونزيه بوجي ونزار الرواس كي يكونوا ممثلي الطائفة في اللائحة.
أما شيعياً، فإن مرشحي حركة أمل محسومان وهما نادر بسمة ورامي فواز. لكن هل يكونان على اللائحة القوية؟
أمر لم يحسم بعد رغم الاجتماع الذي عقد أمس في مكتب رئيس الهيئة التنفيذية لحركة أمل محمد نصر الله (أبو جعفر) وضم سلامة وهمام ورئيس مكتب الرياضة في الحركة مازن قبيسي. وتزامن الإجتماع مع زيارة قام بها النائب في التيار الوطني الحر سيمون أبي رميا للرئيس نبيه بري كان من ضمن ما تمت مناقشته فيها مسألة انتخابات اتحاد السلة. فنصر الله وقبيسي أبلغا ضيفهما بأن مرشحي الحركة هما بسمة وفواز، لكن سلامة رد بأنه قادر على السير باسم واحد فقط كونه ارتبط مع المرشح محمد عيد وجيه الخليل وبالتالي لا يمكن أن يتراجع. لكن نصر الله أصرّ على بسمة وفواز معاً، وهنا كانت فرصة لسلامة كي يعود الى الماضي القريب ويتحدث عن بعض الأمور المتعلقة بالعلاقة بين التيار والحركة على الصعيد الرياضي وتحديداً في ما يخص الاتحاد اللبناني لكرة القدم، إذ أشار سلامة الى أنه لطالما تعامل مع الحركة كحليف لكن في المقابل لم يكن التيار شريكاً في اتحاد كرة القدم. وجرى الاتفاق على وضع بروتوكول يحدد طبيعة التعاون بين الطرفين بضمانات للمستقبل حتى يستطيع سلامة السير بمرشحي الحركة، هذا بعد أن تتم تسوية الموضوع مع الخليل عبر أطراف عليا. لكن الأمور لم تحصل كما كان مقرراً، فلا الاجتماع الليلي عقد ولا الأسماء تغربلت، الإ أن الثابت الوحيد بقي النية لوضع البروتوكول بين التيار وحركة أمل.
المشهد الأول ينسحب على المعسكر الآخر. يتحدث رئيس اللائحة بيار كاخيا بثقة عن يوم السبت مستنداً الى عمل انتخابي دقيق أرسى تحالفات ستقوده مع لائحته الى مقر الاتحاد اللبناني لكرة السلة. أسماء لائحته شبه محسومة بمعظمها مع وجود بعض المرشحين المشتركين مع اللائحة الأخرى كبسمة وفواز وحتى الرواس.
وطبعاً ضمن المشهد الأول فإن الأسماء المؤكدة أيضاً ضومط كلاب، داني حكيم، رامون زغيب، تمام جارودي، محمد أبو بكر.
لكن المشهد المسائي جاء مختلفاً. إذ عاد الكلام عن توافق وتسوية ولائحة واحدة برئاسة بيار كاخيا، دون أن يحسم المعسكر الأول هذا، لكن المعطيات تشير الى ذلك. فتأجل الإجتماع الذي كان مقرراً أمس الى واحد يعقد اليوم عند الساعة 20.30 مساءً.
إلا أن هذا لا ينفي أن بعض الأسماء أصبحت معروفة خصوصاً على الصعيد الإسلامي كنادر بسمة ورامي فواز وتمام جارودي ومحمد أبو بكر ونزار الرواس. وحتى بالنسبة للأعضاء المسيحيين العشرة فالأقرب أن يكونوا على الشكل التالي: بيار كاخيا رئيساً، وليد نصار نائباً للرئيس، غسان فارس أميناً عاماً، جان مامو، جاد قهوجي، رامون زغيب، مارون جبرايل، فيكين جيرجيان، جورج صابونجيان، وداني حكيم أو ضومط كلّاب، على أن تعلن اللائحة النهائية غداً، هذا في حال تم التوافق.
أما إذا لم يحصل فالعودة ستكون الى المشهد الأول.




التوافق أو الديمقراطية

تمنّى رئيس اللجنة الأولمبية جان همّام ان تأتي انتخابات اللجنة الادارية لاتحاد كرة السلة ضمن الأطر الديموقراطية بعد تعذّر التوافق بين الأطراف حتى هذه الساعة. وتمنى على عائلة اللعبة أن يتّم التوافق بين الأطراف ولو في اللحظة الأخيرة «قبل الولوج الى الانتخابات التي أتمنّاها ديموقراطية وبعيداً عن التشنّجات وليهنئ الخاسر الفائز بروح رياضية مع استعدادي الكامل للمساعدة مع سعاة الخير لمواصلة جهودي التوافقية في أي وقت لنصل الى اتفاق قبل موعد الانتخابات السبت المقبل».