خلال دورة المراقبين لمباريات كرة القدم الآسيوية التي اقيمت اخيراً في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لم يخجل القيّمون على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الكشف عن ان اللعبة في القارة الصفراء لا تشدّ اليها الانتباه لان المباريات يطغى عليها عامل الملل استناداً الى معدل اللعب المنخفض، وذلك مقارنة بالوقت المهدور خلال الدقائق الـ90.
ويبدو مبرراً سبب ارتفاع شعبية البطولات الاوروبية الوطنية في القارة الآسيوية وخصوصاً في بلدان شرق القارة، وذلك رغم الفارق الكبير في التوقيت بين اوروبا وآسيا الذي يتعدى الست ساعات في بلدانٍ عدة، فتكون المباريات عند الفجر من دون ان يمنع هذا الامر الكثير من محبي الكرة من متابعتها، في الوقت الذي يديرون فيه ظهرهم للمباريات الآسيوية.
وعند السؤال عن الاحصاءات تبدو المفاجأة كبيرة، اذ ان معدل اللعب خلال مباريات المسابقات الآسيوية هو 52.07 دقيقة في المباراة الواحدة (من اصل 90) اي اقل
بـ 7.25 دقائق من المباريات الخاصة بمسابقات «الفيفا» التي تحظى بأعلى معدلٍ من المتابعة حول العالم، واقل بـ 11.50 دقيقة من المباريات في ابرز بطولات الدوري في اوروبا، علماً ان اعلى معدل للعب في المباراة الواحدة بلغ 82 دقيقة في كأس العالم.
اما المعدل المطلوب والمفترض ان ينقل المباريات الآسيوية الى مستوى آخر فهو 60 دقيقة، وقد اصابته 4 مباريات فقط من اصل 32 في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي عام 2011 على سبيل المثال. وهذا المعدل هو اقل الايمان، اذ انه يظل ادنى من المعدل الذي اصابته المباريات في الدوري الايطالي اخيراً وهو 65 دقيقة، والذي نصّب الـ«سيري أ» اكثر مللاً من غيره ضمن البطولات الخمس الكبرى.
اذاً، كرة القدم الآسيوية لا تملك جاذبية كنظيرتها الاوروبية، فقد اصبحت مسألة اضاعة الوقت «موضة» في المباريات الآسيوية، حيث تصل اسعار بطاقات الحضور احياناً الى اكثر من 100$، من دون ان يمنع هذا الامر اللاعبين من اهدار الدقائق لاسباب تخصّهم دون سواهم.
وانطلاقاً من هذا الامر، كشف مدير مسابقات المنتخبات الوطنية في الاتحاد الآسيوي، شين مان - غيل، ان حملة تحت عنوان «60 دقيقة» ستنشط حول القارة بشعار رفض تأخير اللعب لعدم اضاعة الوقت (Dont Delay. Play). وتتمحور الحملة حول نشر برامج تعليمية للحكام والمدربين والاداريين والفرق من اجل توجيههم نحو تفادي اهدار الدقائق لاسباب غير ضرورية.
من هنا، فان رفع معدل دقائق اللعب سيجذب عدداً اكبر من الجماهير والعائدات والعاملين في مجال التسويق، ما يعزّز الاستثمارات في مجال كرة القدم الآسيوية ويرفع من قدراتها المادية لتعزيز موقف انديتها وتقوية عودها.
فعلاً، لا تبدو مباريات
الـ «تشامبيونز ليغ» في آسيا مثيرة للاهتمام، واحياناً في ادوارها المتقدّمة مقارنة بدوري ابطال اوروبا حيث تباع مباريات الادوار التمهيدية وتحظى باهتمام اعلامي وجماهيري وتسويقي.
«المستقبل هو آسيا» شعار رفعه الاتحاد الآسيوي سابقاً، وهو يسعى الى الوصول اليه من خلال شعارٍ آخر اليوم (60 دقيقة)، اذ لا مستقبل من دون كرة مثيرة تجذب اليها الآسيويين قبل الاوروبيين وغيرهم من المتابعين حول العالم.