قبل حوالى عام تقريباً، تصدرت أغلفة صحف برشلونة الإسبانية، على نحو مفاجئ، صور لاعب في الفريق الثاني للكاتالوني كان يدهش الجميع بقدراته العالية. قيل يومها إن «ميسي جديد» في طور الولادة في برشلونة. فجيرار دولوفو، خريج أكاديمية «لا ماسيا» الأشهر في العالم، كان يظهر لمحات في الملعب تشبه الى حد كبير ما يمتلكه النجم الأرجنتيني من سرعة بالكرة وقدرة فائقة على مراوغة المدافعين بسهولة، إضافة إلى امتلاكه حاسة تهديف عالية، وكانت التوقعات تشير إلى أن هذا اللاعب سيسلك طريقه الى الفريق الأول في الموسم الحالي ولو على دكة بدلاء الفريق، على غرار كل النجوم الذين صعدوا من «لا ماسيا»، وما أكثرهم في السنوات الأخيرة، وفي مقدمهم ليونيل ميسي.
لكن في غمرة الاهتمام «الهوسي» في برشلونة بضم النجم البرازيلي نيمار في الصيف الماضي، فإن الأخبار المتعلقة بدولوفو هبطت من عناوين الصحف الكاتالونية الى الهوامش، وأكثر، فإن برشلونة لم يمانع انتقال لاعبه الصاعد، على سبيل الإعارة، الى افرتون الانكليزي. مر هذا النبأ مرور الكرام في برشلونة ولم يعره كثيرون اهتماماً، فقدوم نيمار خطف عقول الكاتالونيين وقتها.
لكن أمسية الأحد، لا شك بأن البرشلونيين ضربوا كفاً بكف وهم يشاهدون قمة الدوري الانكليزي بين أرسنال وإفرتون. وفور نزول دولوفو في أواخر المباراة، فإنه قلب الأمور رأساً على عقب وسجل هدفاً ولا أروع في مرمى البولوني فوتشيك تشيزني وكاد أن يصنع آخر لزميله البلجيكي روميلو لوكاكو.
بالتأكيد، أيقن البرشلونيون في تلك اللحظة مدى موهبة هذا اللاعب الصاعد، فأن يسجل دولوفو بعمر الـ 19 عاماً وفي دوري كالانكليزي هدفاً جميلاً ويُرعب دفاع أرسنال، فإن هذا كاف للتأكد أننا أمام موهبة استثنائية ويُتوقع لها مستقبل باهر.
لا شك بأن الندم أكل البرشلونيين في تلك اللحظات، وبالتأكيد فإنهم تساءلوا: ماذا لو كان هذا اللاعب في صفوفنا الآن؟ ألم يكن من المفيد لنا أن يعتاد على الفريق؟ أليست امكانية مشاركته متاحة في ظل غياب ميسي الطويل للإصابة؟
أسئلة محقة طبعاً. لكنّ ثمة آخرين من يرون فائدة في إعارة دولوفو الى ناد في الدوري الانكليزي لقوته، فالشاب، بنظرهم، عائد عاجلاً أو آجلاً إلى برشلونة، وهذا ما طمأن اليه اللاعب نفسه أنصار الـ«بلاوغرانا» أمس بقوله: «في هذه اللحظة أنا لاعب لإفرتون، وبعدها أنا لاعب لبرشلونة وهو النادي الذي أنتمي اليه»، مضيفاً «هدفي هو أن أكتسب أكبر قدر من الخبرة في انكلترا. أنا سعيد في الدوري الإنكليزي. برشلونة يقرر في نهاية الموسم ماذا يريد ان يفعل بالنسبة لي»، ذلك إلا إذا كان للنادي الكاتالوني رأي (جنوني) آخر ببيع دولوفو الى أحد الأندية الأوروبية الكثيرة المهتمة بخدماته لقاء حصوله على مبلغ مالي كبير.
على أي الأحوال، ما هو واضح أننا أمام نجم جديد سيجلب لنا، كمتابعين شغوفين بكرة القدم، بخلاف إن كان يرتدي قميص برشلونة أو غيره، كمّ إضافي من السحر، وهذا هو الأهم.



تمديد الإعارة

لم يخف روبرتو مارتينيز، مدرب افرتون، عقب المباراة الأخيرة لفريقه أمام أرسنال رغبته الشديدة في تمديد فترة استعارة دولوفو لعام إضافي، قائلاً: «لدينا بند يتيح تمديد الإعارة لعام إضافي إذا كان برشلونة لا يريد دولوفو»، مضيفاً «إنه يمتلك سرعة لا تصدق، ولم أشاهد لاعباً بهذه السرعة بالكرة».