على مدى ساعتين وفي أحد مطاعم الأشرفية، اجتمع رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية جان همام رئيس هيئة الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة والمرشح لرئاسة الاتحاد اللبناني لكرة السلة بيار كاخيا حيث قدّم كلّ طرف ما لديه في هذا الملف وخصوصاً كاخيا الذي طرح برنامجه للعودة الى الرئاسة.
سلامة كشف أن الجلسة كانت لطرح وجهات النظر حيث اتفق الجميع على ضرورة الاتيان باتحاد مختلف عن السابق بصورة جديدة «نيو لوك» يضم أعضاء يغلب عليهم طابع التكنوقراط. وبالنسبة لبرنامج كاخيا الذي طرح في الجلسة رأى المحاضر الأولمبي أن كل طرف لديه قراءة خاصة لأي برنامج، وستكون الفترة المقبلة فرصة لكل طرف لمزيد من التشاور مع نفسه ومع فرقائه وحلفائه.
من جهته، وصف كاخيا الاجتماع بالإيجابي «وهناك أرضية للتفاهم مع موعد جديد للقاء سيكون يوم الإثنين ما لم يطرأ تغيير حتى يصل الجميع الى التوافق المطلوب». وأشار كاخيا الى أن ارضية التفاهم تتمحور حول استقرار الاتحاد واللعبة بشكل عام وتشكيل اتحاد يحظى بثقة الجميع من أهل اللعبة والرأي العام، مؤكداً أن الأطراف جادون بالخروج بحلّ يخدم اللعب ويساعد على الاستقرار. ولفت كاخيا الى أن الجميع اتفق على عدم وضع فيتوات على أحد ومن الممكن أن يصل كل شخص الى الاتحاد وفق حجمه ووجوده وما يمثله.
ويمكن اعتبار اجتماع أمس جرعة أوكسيجين لمتابعي الملف الانتخابي، خصوصاً أنه جاء بعد ساعات على الحلقة التلفزيونية التي كان فيها كاخيا وسلامة ضيفين على برنامج كلام الناس. فالأجواء بدت وكأنه لا مجال لالتقاء الطرفين على نقاط مشتركة، لكن اجتماع أمس أعطى بارقة أمل.
وبناء على ما اتفقت عليه الأطراف أصبح مؤكداً أن يوم 14 كانون الثاني لن يشهد انتخابات، خصوصاً مع صعوبة وصول ممثلي بعض الجمعيات بسبب العاصفة التي تضرب لبنان.
ولعل من أبرز ما نتج عن الاجتماع هو قناعة الممسكين بالقرار بأنه حان الوقت لكي يكون هناك اتحاد بوجوه جديدة بعيداً عن وجوه انتهت صلاحيتها. فهناك رأي غالب أن جميع العهود السابقة إن كان في عهد كاخيا الاول أو في عهد جورج بركات وحتى في عهد روبير أبو عبد الله ولو من ناحية أخرى، عانت ما عانته نتيجة عدم وجود أعضاء اتحاد كفؤين قادرين على ادارة اللعبة والفرض على الرئيس طريقة عمل ناجحة.
صحيح أن هناك ملاحظات على عهد كاخيا أو بركات (وهما المرشحان الأبرز للعودة الى الرئاسة)، لكن هذا يتحمل مسؤوليته الأعضاء الذين كان معظمهم إما شهود زور أو وفق مقولة «شاهد ما شافش حاجة». وبالتالي الحديث عن اتحاد يغلب عليه التكنوقراط يوازي بأهميته الكلام عن هوية الرئيس الجديد.
فأبناء اللعبة والعارفون بمشاكلها وهمومها قادرون على النهوض بها مجدداً أكثر من مجموعة أشخاص يمثلون المرجعيات التي فرضتهم ويتحركون وفق ما تمليه عليهم تلك المرجعيات.
وبانتظار الاجتماعات المتلاحقة والاجتماع الثاني بين سلامة وهمام وكاخيا، سيبقى الشارع السلوي يترقب ما ستؤول اليه هذه المشاورات لمعرفة ما إذا كانت اللعبة ستشهد فجراً جديد أو تمديداً لحالة الفشل السابقة تحت شعار «فالج لا تعالج».