تضافرت الجهود فكانت النتيجة المنتظرة. جمهور كرة القدم سيعود الى الملاعب، في قرارٍ أثمر نتيجة جهود متعددة الاطراف، بعدما زهّر الاحد الماضي بتلك المسيرة النبيذية من المشرفية الى برج حمود، وذاك الاقتحام الاخضر الذي "احتل" مدرجات" ملعب بيروت البلدي.
الحقيقة أنه للمرة الاولى منذ بداية مشكلة الجمهور في ملاعب الفوتبول قبل حوالى عشرة أعوام، تكون الخطوات مليئة بالاصرار لحلّ هذه المعضلة التي تحوّلت الى مساحة لتبادل الاتهامات بين الاطراف المختلفة، إذ تارةً ما أشار البعض بالاتهام الى تقصير من جانب القوى الامنية، وتارةً أخرى حُكي عن تقصير اتحادي، وفي أحيانٍ عدة عن إهمال من قبل الاندية وروابطها تسبّبت بتفلّت جماهيري، ووصولاً الى الجمهور نفسه الذي لم ينصع الى الانضباط في محطات عدة.
المهم أن الكل أراد الحل، وما الدليل على ذلك سوى تلاقي الاتحاد مع الاندية على هذا الهدف، إضافةً الى ظهور الجمهور بأفضل مظاهره في اعتراضه الحضاري ومطالبته بحقه المشروع.
كل هذا أفضى الى قرارٍ إيجابي يوم أمس مع الاجتماع الذي عقده مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص مع وفد الاتحاد اللبناني الذي رأسه المهندس هاشم حيدر، وضمّ الامين العام جهاد الشحف، رئيس لجنة الملاعب موسى مكي، وأمين سر نادي الانصار اسماعيل محمود.
هذا الاجتماع المفصلي الذي تلى سلسلة اتصالات مع الجهات الامنية طوال الاسابيع الماضية، كان مثمراً عبر السماح بحضور الجمهور للمباريات من المدرجات. لكن هذا القرار لم يأتِ "سادة" هذه المرة، فاللواء بصبوص حذّر من أن أي شغب سيحصل ستتعامل معه القوى الامنية بحزم، وهو أمر يتلاقى مع تطلع الاتحاد الى المرحلة الجماهيرية المقبلة حيث ينتظر أن يؤدي الجمهور دوره بشكلٍ محترم، وإلا ستكون العقوبات القاسية بالانتظار في حال الإخلال بالقانون، كون الامر سيسبّب إحراجاً للاتحاد في الدرجة الاولى، ولأن مشكلات من هذا النوع ستعيدنا الى قصة "إبريق الزيت" نفسها، وهي التي لم تعد تحتملها اللعبة بعدما عاشت دائماً أوقاتاً عصيبة، وخصوصاً على الصعيد الجماهيري بحيث بقي قسمٌ قليل من رواد الملاعب يهوى زيارتها مقارنة بالماضي حيث كان من الصعب إيجاد كرسي واحد فارغ في المباريات.
لكن المسألة الآن لا تعني التوقف عن حماية جمهور الفوتبول بعدما عاد الى الملاعب بشكلٍ طبيعي، إذ إن العمل يبدأ الآن لعدم التفريط بهذه الفرصة المفترض أن تتوّج موسماً مثيراً على صعيد المنافسة الفنية. وهنا يأتي دور إدارات الاندية في تنظيم جمهورها عبر روابطها. كذلك، فإن دور هذه الروابط أساسي لتنظيف المدرجات من المسيئين الى الشريحة الاكبر من المشجعين عبر تصرفات غير مقبولة تضرّ بالنادي واللعبة على حدٍّ سواء. وهذا الدور قد يبدأ انطلاقاً من اللقاء المزمع عقده الاسبوع المقبل بين روابط جماهير الاندية والقوى الامنية.

مباراتا اليوم

وتستكمل المرحلة الـ15 من الدوري اللبناني، حيث يلعب شباب الساحل مع ضيفه طرابلس الرياضي، الساعة 14.15 على ملعب العهد، وهي مباراة تمّت جدولتها اليوم بسبب مشاركة الفريق الشمالي في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، تماماً كالعهد الذي يلتقي مع مضيفه الراسينغ، الساعة 15.15، على ملعب بحمدون البلدي.
وتحمل مباراة الراسينغ والعهد (30 نقطة) أهمية كبيرة لبطل لبنان العائد بمعنويات عالية من الساحة الآسيوية حيث حقق فوزاً عريضاً على الحد البحريني، إذ يرصد النقاط الثلاث أمام الفريق الابيض، اليوم، وذلك طمعاً باستعادة الوصافة التي خطفها النجمة (32 نقطة) منه الاسبوع الماضي.