ميونيخ تبحث عن «جاسوس». في عاصمة مقاطعة بافاريا الألمانية «عميل» يتجسّس على بايرن ميونيخ حبيب قلوب البافاريين. المصيبة مصيبتان في بايرن: خطط الفريق تنتقل إلى الصحف الألمانية، وتحديداً «بيلد» الواسعة الانتشار، والمتهم هو أحد أبناء النادي. قد يكون الشخص المعني هو النجم الفرنسي فرانك ريبيري أو الهولندي أريين روبن أو باستيان شفاينشتايغر أو توماس مولر أو مساعد المدرب أو مدرب الحراس أو الشخص المعني بإحضار الكرات إلى مركز التدريب أو ذاك الذي يعتني بعشب الملعب أو عامل النظافة. لا أحد يعلم حتى الساعة في ميونيخ هوية هذا الجاسوس، لكن ما بات واضحاً أن أحدهم في النادي قد خان أمانة حفظ السر، وهو يسرب أخباره إلى الصحافة كما حدث أخيراً بشأن خطة الفريق قبل مباراة القمة أمام بوروسيا دورتموند، بحسب مدرب البافاري، الإسباني جوسيب غوارديولا، الذي لم يخفِ غضبه الشديد، متوعداً بالاقتصاص من هذا الشخص مهما علا شأنه. أما رئيس بايرن ميونيخ، كارل هاينتس رومينيغيه، فتوعد «الخائن» بإلقاء القبض عليه، مضيفاً: «لن نخاطب وكالة الأمن القومي، ولكنني أحذر مَن فعل ذلك بأنه وضع نفسه في ورطة كبيرة ليس مع بيب فقط ولكن مع النادي بأكمله».
ما يحدث في ميونيخ ليس جديداً على كرة القدم. فالتجسّس بكافة أشكاله حاضر في هذا العالم. كيف لا تحضر في الكرة وكل شيء متوافر فيها من الأموال إلى النجومية والمنافسة المفتوحة على مصراعيها، وصولاً إلى المشاكل الشخصية التي تنتج منها اتهامات بالخيانة، كما حصل مثلاً مع نجم بحجم الحارس ايكر كاسياس الذي حاول البعض، وفي مقدمهم الصحافي الإسباني، سيرو لوبيز، تشويه صورته، مستغلين سوء علاقته بمدربه السابق البرتغالي جوزيه مورينيو عندما اتهموه بتسريب أخبار ومعلومات عن ريال مدريد.
في كرة القدم، ليس بغريب أن تتصدر كلمة «جاسوس» عناوين الصحف الكبرى. نشاط هؤلاء «الجواسيس» يصل إلى ذروته في المباريات المهمة والبطولات الكبرى، أما في ما يخص تحركهم ورصدهم وجمعهم للمعلومات، فإنها تأخذ أشكالاً متعددة، وفي بعض الأحيان لا تخطر على بال أحد كما فعل، على سبيل المثال، مدرب حراس المرمى في فريق الشباب في سمبدوريا الإيطالي، لوكا دي برا، الذي «تطوع» من تلقاء نفسه للتجسس على حصة تدريبية لفريق جنوى قبل لقاء الفريقين، حيث ارتدى بزة عسكرية واختبأ بين الاشجار بجانب ملعب التدريبات، لكن تحركاً خاطئاً منه أوقعه في «الجرم»، فراح الرجل يركض هارباً والمعنيون في جنوى يلحقون به.
لكن الحصول على المعلومات في عالم كرة القدم ليس بهذه الخفة، وهو يأخذ منحاً حِرَفياً، وتحديداً من قبل بعض الصحف التي تتلصص على النجوم، ويصل الأمر حتى إلى «التنصّت» عليهم، وهذا ما حصل في حالة المدرب السابق للمنتخب الإنكليزي، السويدي زفن غوران إريكسون ومجموعة «ميرور» الصحافية، ومع الفضيحة الشهيرة التي طاولت مئات المشاهير، وبينهم نجوم الرياضة كديفيد بيكام وصحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» البريطانية المملوكة من صاحب «الإمبراطورية» الإعلامية الأميركي روبرت مردوخ. هنا الأذى يتخطى كل حدود، متجلياً بأبشع صوره عبر انتهاك حرمة الحياة الشخصية!



الثعلب الأحمر

لاعبون يعملون لمصلحة أجهزة مخابرات. الأمر ليس نكتة، فهذه التهمة سبق أن طاولت النجم الروسي أندريه أرشافين، لاعب أرسنال السابق، الذي ادعت وكالة الأمن الوطني في الولايات المتحدة أنه «كان عميلاً لدى الاستخبارات الروسية في انكلترا. وكان اسمه الحركي «ريد فوكس» (الثعلب الأحمر)».