قبل عامٍ تقريباً، وفي ملعب «اليانز ارينا» في ميونيخ فجّر النجم الالماني ماريو غوتزه فرحته عندما سجل هدف التعادل لبوروسيا دورتموند في مرمى الغريم التقليدي بايرن ميونيخ. بعد اشهرٍ قليلة أُعلن عن انتقال غوتزه الى العملاق البافاري في خطوة رأى فيها جمهور «سيغنال ايدونا بارك» خيانة عظمى، فنصحوا اللاعب عشية عودته الى ملعبه السابق بعدم الاقتراب من خطوط الملعب وعدم تنفيذ الركلات الركنية لان الغضب الكبير سيهبط عليه.
غوتزه يعلم ان مشجعي دورتموند يحبونه وهو يحب فريقهم ايضاً، اذ شوهد متخفياً في بعض المرات داخل الملعب لمشاهدة فريقه السابق في احدى مبارياته، وهو امر اثار امتعاض مشجعي بايرن. فعلاً، يعشق غوتزه جمهور دورتموند ويعلم ان غضبهم ناتج من عتبهم لفقدانه حيث اخذته ظروف الاحتراف ليرتدي القميص الاحمر. وبهذا القميص سجل غوتزه مساء السبت ورفع يديه طالباً السماح ورافضاً الاحتفال، في مشهدٍ الاكيد انه لن يرضى به كل مشجعي الفريق البافاري.
هذا المشهد المتكرر ليس بالجديد على كرة القدم، اذ لطالما احترم لاعبون كبار مشاعر من ارتبطوا بهم لسنوات طويلة، ففي الماضي البعيد وتحديداً في نهاية موسم 1973-1974، عاد «اسطورة» مانشستر يونايتد دينيس لو الى «اولد ترافورد» بقميص العدو الازلي مانشستر سيتي، فسجل بكعب القدم هدف الفوز لفريقه ورفض الاحتفال وسط ادراكه ان يونايتد سيهبط الى الدرجة الثانية. لو حكى قصة هدفه الى صحيفة «ذا دايلي مايل» البريطانية معترفاً بأنه لم يريد ان يسجل في مرمى فريقه السابق، واصفاً ما فعله بالعار!
لكن اليوم، وفي ايامنا هذه تختلف الامور، اذ يعتبر كثيرون انه يفترض على اي لاعب يسجل ضد فريقه السابق الاحتفال بطريقة مضاعفة حتى ليظهر ولاءه لفريقه الجديد. اللاعبون باتوا مطالبين بهذا الامر، اذ من حق جماهيرهم الجديدة التي تهتف باسمهم طوال الموسم، ومن حق انديتهم التي تصرف اجورهم، ومن حق مدربيهم وزملائهم، الاحتفال معهم بالاهداف التي يسجلونها، وما عدم الاحتفال سوى خطوة سارقة لمتعة هزّ الشباك واطلاق العنان لفرحة جنونية ينتظرها الجمهور القادم للاستمتاع.
من هنا، قد يكون المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي قد انصت الى هذه المطالبات، اذ قبل اسبوعين جنّ جنونه لدى تسجيله هدف الفوز لمانشستر يونايتد في مرمى فريقه السابق ارسنال. مشهدٌ اختلف كثيراً عن ذاك الذي شاهده العالم في 3 تشرين الثاني 2012 حيث احتاج «روبن هود» الى ثلاث دقائق فقط لمعاقبة فريقه السابق بهدفٍ كان فاتحة لفوز «الشياطين الحمر» على «المدفعجية» 2-1. الا ان فان بيرسي الذي كان قد انتقل حديثاً الى يونايتد عامذاك رفع يديه طالباً عدم الاحتفال، في خطوة فرضت احترام الكل له.
كذلك، يقول البعض انه يفترض على اللاعب الاحتفال بأكبر قدرٍ من الجنون في حال سجل في مرمى فريقٍ رماه جانباً وتخلى عنه. وهذا الكلام برز كثيراً في الدوري الانكليزي الممتاز، وتحديداً عندما سجل شون رايت – فيليبس لكوينز بارك رينجرز في مرمى تشلسي، وعندما دكّ آدم جونسون شباك مانشستر سيتي الذي باعه الى سندرلاند...
لكن شبح العائدين ليس مزعجاً في احيانٍ كثيرة، وخصوصاً عندما تغلب العاطفة على اي هدفٍ غالٍ، وهذا ما حضر في عدم احتفال البرتغالي كريستيانو رونالدو مرتين ضد فريقه السابق مانشستر يونايتد مبرراً الامر بقوله انه لا يستطيع ان يأذي اهله.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem