هو يوم حزين بامتياز. صباحه حزين ومساؤه حزين. صباحاً مع الانفجار الذي حصل قرب السفارة الإيرانية، والذي لم يود بحياة عدد من الشهداء فقط بل أودى بالجمهور اللبناني الذي غُيِّب عن مباراة منتخبه أمام الضيف الإيراني ضمن تصفيات المجموعة الثانية المؤهلة الى كأس آسيا 2015. منتخب لبنان خسر بنتيجة كبيرة 1 - 4 أمام الإيراني الذي ضمن تأهله، شأنه شأن المنتخب الكويتي الذي فاز بدوره على ضيفه التايلاندي 3 - 1.
لكن الخسارة اللبنانية لم تفقد أصحاب الأرض فرصة التأهل، التي ما زالت قائمة كأفضل منتخب ثالث حيث يتنافس على هذا المركز منتخبا لبنان والعراق الذي يلعب في المجموعة الثالثة. منتخب لبنان تجمد رصيده عند 5 نقاط، في حين أصبح لدى المنتخب العراقي ست نقاط بعد فوزه أمس على إندونيسيا 2 - 0. فالمطلوب في 5 آذار أن يفوز منتخب لبنان على مضيفه التايلاندي وألا يفوز منتخب العراق على ضيفه الصيني في الإمارات.
وبالعودة الى مباراة أمس التي جرت وسط أجواء حزينة بعد أحداث الصباح وقرار إقامة المباراة من قبل الاتحاد الآسيوي عبر ممثله مراقب المباراة الصيني تو كسي لانغ، قررت السلطات الأمنية اللبنانية منع الجمهور من الحضور، ما أفقد المنتخب اللبناني سلاحه الأول.
لكن هذا لا يعني أن هذا هو سبب الخسارة. فالمنتخب الإيراني استحق الفوز، والمنتخب اللبناني قدم شوطاً أول جيداً قبل أن ينهار في الشوط الثاني.
المدرب الإيطالي جوسيبي جيانين شارك في التشكيلة عينها التي لعبت أمام الكويت لكن مع إشراك عباس عطوي «أونيكا» بدلاً من حسن سعد «سوني».
وظهر المنتخب اللبناني بصورة جيدة في النصف الأول من المباراة، وكان أداؤه الجماعي لافتاً، مع تخلي محمد حيدر عن أنانيته، ومؤازرة خط الوسط للهجوم. لكن مع اهتزاز الشباك اللبنانية في الدقيقة 39 من ركنية سجل منها أمير صادقي الهدف الأول، هبطت عزيمة اللبنانيين. واكتمل مشهد الانهيار في الشوط الثاني مع تعزيز النتيجة في الدقيقة 52 عبر المرعب أشكان ديجاغه، تلاه آخر من ركلة جزاء ارتكبها علي حمام في الدقيقة 56 وسجلها القائد جواد نيكونام.
ولم تنفع تبديلات جيانيني مع إشراك حسن شعيتو وخضر سلامي بدلاً من حسن معتوق وأونيكا، فاستمرت السيطرة الإيرانية التي أثمرت هدفاً في الدقيقة 65 عبر رضا قوشانجهاد. وسجل محمد حيدر هدفاً في الدقيقة 78 لتنتهي المباراة بفوز إيراني 4 - 1.
بعد اللقاء، عبّر مدرب منتخب إيران البرتغالي كارلوس كيروش عن غضبه من إقامة المباراة في هذه الظروف، متسائلاً عن الجهة التي اتخذت القرار (وهي الاتحاد الآسيوي). وأضاف «أخذنا على عاتقنا عدم الاحتفال احتراماً للضحايا، وكان حرياً بالمعنيين تأجيل اللقاء، لأن كرة القدم هي لعبة للجمهور وكرة القدم لعبة إحساس وشعور وعطاء واحترام».
أما مدرب منتخب لبنان الإيطالي جوسيبي جيانيني فقد رأى أنها لحظات صعبة ليس من السهولة فيها التحدث عن المباراة بعد أحداث أمس.
فنياً، قدم المنتخب اللبناني مباراة جيدة في الشوط الأول، لكن بعد الهدف هبط المستوى وتأثر اللاعبون، إضافة الى قوة المنتخب الإيراني الذي هو أفضل من لبنان بدنياً وفنياً. وأشار جيانيني إلى أنه ليس حزيناً لنتيجة المباراة، خصوصاً أنها أمام منتخب يتقدم على لبنان كثيراً في تصنيف الفيفا.
وعن مشكلة المنتخب اللبناني، فقد لخصها جيانيني بأن الفريق يصل الى الأمتار الـ15 أو الـ20 الأخيرة ثم تبدأ الأخطاء في التمرير أو عدم القدرة على التسديد إلى المرمى. وهو راهن على اللاعب حسن شعيتو كبديل لحسن معتوق، لكن التغيير لم يجد نفعاً.
وعن اللاعب سوني سعد، رأى جيانيني أنه لاعب جيد، لكنه اختار محمد غدار كلاعب أساسي لأن لديه تجربة أفضل في مركز رأس الحربة. وهو المركز الذي تفتقر اليه الكرة اللبنانية. فهو حاول الاعتماد على حسن محمد سابقاً في هذا المركز، لكنه لم يكن جاهزاً فنياً أو بدنياً.
وعن توجه اللاعبين حول خوض المباراة بعد الأحداث الأمنية، قال جيانيني إنهم كانوا في حيرة من أمرهم في ما إذا كانوا يلعبون المباراة أو لا، لكن في النهاية هناك سلطات رسمية رياضية هي من تقرر.
ومع نهاية الجولة الخامسة، تحتل إيران الصدارة برصيد 13 نقطة امام الكويت الثانية (9) ، فيما يشغل لبنان المركز الثالث بخمس نقاط وتايلاند المركز الرابع الاخير من دون رصيد.



تأهل قطر وعمان



تأهل منتخب قطر الى نهائيات كأس آسيا لكرة القدم بفوزه على مضيفه الماليزي 1 - 0 أمس. كما حجز منتخب اوزبكستان بطاقته الى النهائيات بعد فوزه على هونغ كونغ 2-0. وضمن بالتالي مرافقة الامارات الى النهائيات والتي فازت أمس على فيتنام 5 - 0. وتأهل منتخب عمان بفوزه على نظيره السوري 1-0. وتقلصت آمال سوريا كثيرا في حجز البطاقة الثانية الى النهائيات، هذا ان لم تكن قد تلاشت لانه تبقى للاردن الثاني بخمس نقاط ثلاث مباريات. وأبقى منتخب العراق على آماله بعد تغلبه على مضيفه الاندونيسي 2-0 وتعادل الصين مع السعودية سلباً.