لم يسبق لمنتخب الأردن التأهل الى نهائيات كأس العالم، لكنه اليوم أقرب من أي وقتٍ مضى لتحقيق حلمٍ بكل ما للكلمة من معنى. هو حلمٌ فعلاً لأن الأردنيين يواجهون منتخباً عالمياً اسمه الأوروغواي. منتخبٌ يضم ثلاثة من أبرز الهدافين المرعبين في العالم، وهم: دييغو فورلان، لويس سواريز وأدينسون كافاني.
البعض يقول إن الأردن خائف، وإن الأردن يخوض المباراة لأنها مفروضة عليه. ولولا هذا الأمر لكان قد هرب منها. وكثيرون من المحللين الأردنيين بدأوا يبررون الخسارة قبل حصولها، فالروح الانهزامية تسيطر بشكلٍ كبير على عددٍ لا بأس به من الجمهور، الذي لا شك في أنه سيتوافد بكثرة لمتابعة اللقاء، وهذا ما عكسته صور استقبال اللاعبين الأوروغوانيين، حيث ذهب رجال الشرطة حتى لالتقاط الصور التذكارية معهم! ربما، يمكن تبرير خوف الأردنيين من تلقي هزيمة نكراء على وقع ضربات فورلان وسواريز وكافاني وزملائهم، لكن تناسى كثيرون أن الأوروغواي تخوض ملحقاً، ولم تتأهل مباشرة الى مونديال البرازيل، وبالتالي فإنها ليست في أفضل أيامها، بل هي أيضاً لا يخفى من خلال تصريحات لاعبيها بأنها تأتي بحذر الى عمان لأنها تعرف أنها تواجه منتخباً غير عادي.
باختصار، لم يعد منتخب الأوروغواي على صورة ذاك المنتخب الذي أذهل العالم ببلوغه الدور نصف النهائي في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، قبل أن ينهي البطولة بحلوله في المركز الرابع.
إذاً، لا شيء يمنع الأردن من الفوز، والتهويل هناك في عمان يضرّ باللاعبين أكثر مما يفيدهم، إذ حتى رسّام الكاريكاتور المعروف أسامة حجاج نشر رسماً يصوّر فيه الأوروغواي وحشاً، ولو أنه حاول أن يكون إيجابياً لناحية تصوير المواطن الأردني وهو يمسك بالقميص الأزرق الذي يرتديه هذا الوحش، مهدداً إياه بأنه من «النشامى»...
هذا التهديد هو الذي يفترض أن يكون على أرض الملعب، فإذا كان هناك منتخب يلعب في صفوفه الهدافان أحمد ابراهيم وحسن عبد الفتاح (سجّل كلّ منهما 7 أهداف في التصفيات الآسيوية) ويدرّبه المصري حسام حسن، فإن التفكير بالفوز هو أمر مشروع.
اليوم، المنتخب الأردني مدعو لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة لأن المباراة في مونتيفيديو ستكون صعبة بلا شك، لكن حتى الخسارة في الملحق لها مكاسب أخرى، إذا ما أردنا الحديث عن هذا السيناريو، إذ إن اللقاءين يشكلان مناسبة استثنائية للأردني من أجل تقديم نفسه على الساحة العالمية بأنه أحد منتخبات الصف الأول في آسيا.
مخطئ من يقول إنه يفترض على الأردن عدم التفكير بالفوز أمام بطل العالم مرتين لأن ذلك سيكون ضرباً من الجنون، ومخطئ من يرى أن الطريقة الوحيدة لإيقاف لاعبٍ مثل سواريز هي اعتماد طرقه المعروفة مثل الركل والعض وفروعه. ومخطئ من يرى أن منتخب الأردن ليس بمستوى قادرٍ على مقارعة أي منتخب قادم من خارج القارة الآسيوية، إذ إن الجيل الحالي أثبت أن لديه عناصر من طينة مختلفة، وإذا كان هناك من فرصة للأردن للتأهل يوماً ما الى المونديال، فإن هذه الفرصة هي في أيامنا هذه.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




الفوز ولا شيء سواه

أشار الأمير علي بن الحسين، نائب رئيس «الفيفا» ورئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، الى أن المنتخب الأردني سيلعب بطموح الفوز أمام الأوروغواي. وقال الأمير علي في برنامج «جرايد» على قناة الدوري والكأس القطرية: «المباراة صعبة جداً، لكن الأردن سيلعب بطموح الفوز لأن «النشامى» لا يمثلون الأردن فحسب، بل منتخبات «عرب آسيا».