يواصل الفرنسي بول بوغبا إبداعاته على أرض الملعب، فهو يقدّم عطاءات عظيمة جداً مع يوفنتوس. في كل مباراة يثبت بوغبا أنه موهبة فذة يزداد لمعانها. مساء الأحد، أذهل اللاعب الاسمر الجميع في مباراة فريقه ضد نابولي (3-0)، عندما اختتم ثلاثية يوفنتوس بشكلٍ رائع، بعدما هزّ الشباك بقذيفة بعيدة المدى، اذ تلقى تمريرة على بعد 30 متراً من المرمى، فهيأها لنفسه بطريقة فنية، وسدد باتقان في شباك الحارس الاسباني بيبي راينا.
صحيح ان بعض تصرفات بوغبا لا تخلو من الغرور، لكنه يقدّم اداء محترفاً عالياً وسط التزام بتعليمات مدربه أنطونيو كونتي. لكن المدرب الذي آمن بموهبته وصقلها لتتطوّر كان مدرب مانشستر يونايتد السابق «السير» الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون، الذي خسر موهبة رائعة، وهو الذي على نحو مفاجئ وافق على التخلي عنها ليخسرها تلقائياً المدرب الحالي ديفيد مويز.
«ماكينة متكاملة لممارسة كرة القدم» و«رياضي صاحب بنية اشبه بلاعبي كرة السلة الاميركيين لكن بأقدام برازيلية». هذا ما يقال عن بوغبا في الصحف الإيطالية بعدما أثبت أنه قادر على اللعب في أكثر من مركز، من مركزه المعتاد كلاعب وسط الى الهجوم ايضاً. فمذ بدأ سطوع نجمه مع الـ«بيانوكونيري»، بدأت مقارناته مع نجومٍ آخرين، وهو الذي لا يحبذ هذه الامور ولو كانت في مقام المدح، خصوصاً مع لاعبين أقدم منه. هو يتواضع أمام هؤلاء من جهة، ويسعى ليكون أفضل منهم من ناحية أخرى. ينال الكثير من الإشادات، إلا أنه لا يعطيها أي أهمية بل يسعى دائماً لاثبات انه استحق ما وصل اليه كونه أصبح لاعباً أساسياً مع الـ«يوفي»، كما تمّ استدعاؤه الى المنتخب الوطني. هناك، رفض مقارنته بباتريك فييرا وقال: «لا احب المقارنات، فييرا سيبقى فييرا، وليس هناك سوى فييرا واحد. كل جيل له اسم، بالطبع اشعر بالفخر لمقارنتي بفييرا لكن طموحي ان اكون افضل منه». وفي إيطاليا يكثر الكلام عن خلافته لبيرلو، وهو الذي خطف الأنظار منه بعدما سجل الأخير هدفاً في غاية الروعة أمام نابولي. يبدو هذا معقولاً، فبعدما فشل الـ«يوفي» في الحصول على خدمات لاعب باريس سان جيرمان ماركو فيراتي لخلافة بيرلو، كما طلبت الجماهير وقتها، تعاقد النادي مع بوغبا، ولم يخيّب الاخير الآمال أبداً. في مباراة يوفنتوس ضد جاره اللدود تورينو لعب بوغبا بدلاً من بيرلو الذي يكبره بـ15 عاماً، فكان خير من ملأ مكان «الأسطورة». أبدع في المباراة، وسجل هدفها الوحيد ليخرج فريقه بثلاث نقاط ثمينة.
لا يعطي بوغبا اهتماماً للألقاب التي حاز عليها حتى الآن، اذ رغم فوزه بكأس العالم للاعبين دون من 20 سنة مع منتخبه واختياره كأفضل لاعب في البطولة، بدا غير معنيٍّ بهذين الانجازين، فطموحه هو الكرة الذهبية التي يرى فيها الوصول الى قمة الكمال الكروي. وقد يكون هذا الطموح صعباً جداً الآن بوجود نجوم أقوى على الساحة العالمية، لكن اذا ما استمر بتطوره ونضجه الكروي، قد يحملها في المستقبل ولو ان بعض المحللين رأوا أن ذلك يبقى صعباً لتواجده مع يوفنتوس.
من هنا، ومع محاولة ريال مدريد الاسباني وأرسنال وتشلسي الانكليزيين التعاقد معه، يبدي رئيس الـ»يوفي» أندريا أنييللي خوفه من عدم قدرة ناديه على الاحتفاظ بنجمه الأسمر رغم سعيه لتقديم عرض يتناسب مع عطاءاته الكبيرة. الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها أمام بوغبا، الذي يمكنه مخالفة التوقعات كما يفعل دائماً، وتحقيق اهدافه مع «السيدة العجوز»، فأسلافه، وعلى رأسهم زين الدين زيدان، تمكنوا من فعلها.

يمكنم متابعة هادي أحمد عبر تويتر | @Hadiahmad




«مانديلا» يونايتد

قال بول بوغبا في مقابلة له مع صحيفة «فرانس فوتبول» الفرنسية إن زملاءه في مانشستر يونايتد كانوا يلقبونه بـ«نيلسون مانديلا»، وذلك لأنه كان يعترض قرارات مدربه السابق «السير» أليكس فيرغيسون. وأضاف: «لا أخفي عن فيرغيسون عندما اكون على صواب. في يونايتد زملائي كانوا يلقبونني بنيلسون مانديلا لأنني كنت معارضاً لفيرغسون، ولكنني أودّ أن أقول بأنه يمكنني قول «لا» في وجه أوباما أيضاً».