لم يكن وقع الأهداف الصفاوية الثلاثة والخسارة الثقيلة للنجمة عادياً. فالنجمة خسر الصدارة لصالح الصفاء وتراجع الى المركز الثالث خلف الأنصار بفارق الأهداف. وجاءت الخسارة كي تشكل «نقطة الماء» التي أفاضت الكأس النجماوية، فكان قرار المدرب موسى حجيج بالاستقالة والغياب عن السمع، وسط سعي من إدارة النجمة لحل الموضوع. فهي تعلم تماماً أن الخسارة لا يتحمل مسؤوليتها حجيج وحيداً. صحيح أنه أخطأ في إدارة المباراة، وتعامل بطريقة شخصية مع بعض اللاعبين، وهو أمر اعترف به حجيج، لكن واقع النجمة يتخطى هذه المباراة إلى مكان أبعد بكثير. فالنادي يعاني مادياً وهو قائم على دعم شخص واحد بنسبة كبيرة وهو نائب الرئيس صلاح عسيران، أما على الصعيد الإداري، فهناك عضوان أو ثلاثة يعملون وخصوصاً الأمين العام سعد الدين عيتاني، في حين أن معظم زملائه لا يشكلون سوى رقم ضمن اللجنة الإدارية للنادي.
هذا الأمر يعرفه النجماويون تماماً، وهو أحد الأسباب التي جعلتهم يتمسكون بحجيج. فهم لم يؤمّنوا لمدرب الفريق جميع مستلزمات النجاح كي يحاسبوه على أخطائه. وهو في الوقت عينه يحق له محاسبتهم على تقصيرهم، رغم أن الكلمة قد تكون ظالمة بعض الشيء نظراً إلى كون العاملين في النادي قدموا أقصى ما يستطيعونه بشكل شخصي. وبالتالي، فإن الإدارة لا تستطيع الرد على حجيج حين يقول إنه لا يستطيع أن يطالب لاعباً ببذل مجهود أكبر طالما أن هذا اللاعب لم يتقاضَ راتبه بعد، ولديه مستحقات مادية على الإدارة. كما أن المسؤولين النجماويين يعلمون تماماً أن لا قدرة لهم على تغيير حجيج؛ أولاً، لأن البديل الذي يتناسب مع قدرتهم المالية غير متوافر، وفي الوقت عينه غير قادرين على التعاقد مع مدرب أجنبي من المستوى المتوسط حتى. فأي مدرب عربي قد يكلف خزينة النادي ما يقرب من ستة الى سبعة آلاف دولار شهرياً، وهو أمر لا قدرة للمسؤولين في النادي عليه.
ووفق هذه المعطيات، لم يكن أمام الإدارة (الفاعلين فيها طبعاً) سوى الجلوس مع حجيج والحديث بصراحة، فكان اجتماع مساء الاثنين جرى فيه تجديد الثقة بحجيج من جهة، وكذلك منح الأخير فرصة للإدارة من جهة أخرى. فحجيج كان له موقف لافت بأنه ابن النادي لا يمكن أن يتركه فجأة، وبالتالي جاهز كي يستمر في مهمته لحين إيجاد بديل أجنبي، وهو أمر ليس في الوارد لدى الإدارة. وعليه، فقد طالب حجيج المسؤولين بتأمين الاستقرار المادي، وخصوصاً رواتب اللاعبين كي يستطيع المنافسة وتحقيق النتائج، إضافة الى ضرورة تأمين المكافآت على كل فوز. وفي الوقت عينه، وعد بعدم التعامل بطريقة شخصية مع بعض اللاعبين وتغليب مصلحة الفريق بدلاً من اتباع الأسلوب الكيدي.
أما بالنسبة إلى اللاعبين، فقد قررت الإدارة فسخ العقد مع المهاجم السوري رجا رافع بالتراضي، وقد تبحث بين مرحلتي الذهاب والإياب عن بديل له.
من جهة أخرى، نفى لاعب فريق النجمة وليد اسماعيل ما نقل عنه أنه نادم على قدومه الى النادي. فاسماعيل أكّد أنه لم يقل هذا الكلام، وهو غير نادم على الإطلاق. وسرت الشائعة بعد عدم إشراك اسماعيل في المباراة مع الصفاء وإبقائه على مقاعد الاحتياط للمباراة الثالثة على التوالي، حتى إنه لم يشارك كبديل وجرى تفضيل خالد حمية عليه.