انها مواجهة كلاسيكية من العيار الثقيل، فلا يمكن تبسيط الأمور والقول إن صراع الليلة بين ريال مدريد الاسباني ويوفنتوس الايطالي سيكون سهلاً على ايٍّ منهما. وعلى عكس ما فعل المدرب الإيطالي مارتشيلو ليبي ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، يصعب توقع نتيجة اللقاء، وإن كان 75% من الإيطاليين، في استطلاع أجرته صحيفة «توتو سبورت»، لا يثقون بقدرة فريقهم على الفوز.
كل مباراة بين ريال مدريد ويوفنتوس كانت تحمل في طياتها مفاجآت تخالف التوقعات. حكايات سطّرها لاعبون عظماء مع «اليوفي» و»الميرينغيز»، في المباريات العشر السابقة بينهما في دوري أبطال أوروبا، اذ في آخر عشر مواجهات فاز يوفنتوس 6 مرات، مقابل اربعة انتصارات لريال مدريد.
يكاد مشجعو «اليوفي» لا يصدقون الحظ السيئ الذي أصابهم في نهاية الأسبوع الماضي، اذ بعد الخسارة الكارثية أمام فيورنتينا 2-4، تعرض التشيلياني أرتور فيدال لإصابة في عضلة فخذه قد تبعده عن المباراة. وخلال الأيام الأخيرة لم يجر فيدال التدريبات بشكل اعتيادي مع فريقه. لكن المدرب انطونيو كونتي استدعاه الى التشكيلة المسافرة الى مدريد.
في الأساس، لا تبدو الأمور سهلة على يوفنتوس هذا الموسم، اذ انه لم يعد يفوز بمبارياته بسهولة، عكس الموسم الماضي، وقد تراجع النسق المتبع للفريق كثيراً. كانت كرة الفريق أسرع في خط الوسط والهجوم، أما الآن فقد أصبح بطيئاً. قد يكون هذا خوفاً من المرتدات السريعة عند لحظة فقدان الكرة. لكن هذا البطء يصعِّب تسجيل الأهداف بسبب عودة مدافعي الخصوم الى مراكزهم. دفاعات «اليوفي» تراجع مستواها ايضاً عند مواجهة لاعبين يتسمون بالسرعة، ما يترك عبئاً خطيراً على الحارس جيانلويجي بوفون.
قد يكون ما قاله ليبي عن قدرة «اليوفي» على الفوز بسبب ثقة لاعبيه الكبيرة بأنفسهم، في غير محله. الثقة التي تمتع هؤلاء بها لوقتٍ طويل أثمرت أداءً جميلاً وبطولات، ثم تحولت غروراً. باتوا يلعبون وكأنهم الأقوى، ما انعكس سلباً على أدائهم. كل هذا قد يتغير لحظة دخول ملعب «سانتياغو برنابيو»، اذ ان لاعبي الريال أعربوا أكثر من مرة عن حذرهم من انتفاضة «السيدة العجوز». ولا شك في أن هيبة الفريق الايطالي سيكون لها دور على أرض الملعب، اذ يكفي وجود أندريا بيرلو في وسط الملعب وبوفون في حراسة المرمى لتصعب مهمة الملكي، وهذا ما قاله مدافع الريال البرتغالي بيبي.
في مدريد، اكتملت صفوف المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعودة الويلزي غاريث بايل والفرنسيين كريم بنزيما ورافايل فاران وشابي ألونسو. مباراة ريال الأخيرة أمام ملقة، التي قدم فيها الفريق أداءً مثالياً وفاز 2-0 بسبب تألق الحارس الأرجنتيني ويلي كابانيرو، ليست سوى بداية تبشر بالخير لجماهير الملكي، بعد أن عانوا سابقاً، ومنذ بداية الموسم، من عدم ثبات في المستوى. مرحلة التأرجح تلك، يأمل أنشيلوتي أن تنتهي، وهو الذي وعد الجماهير بأداءٍ شبيه بالمباراة الأخيرة. هذه المباراة سيلعبها الفريق وهو يفكر بـ«إل كلاسيكو» ضد برشلونة السبت المقبل. لذا، بحسب التقرير الوارد في موقع «أ ب ث» الإسباني المختص بأخبار ريال مدريد، سيلعب أنشيلوتي بخطة 4-3-3. أورد التقرير أنَّ كلاً من الحارس ايكر كاسياس وفاران وأربيلوا سيعودون للتشكيلة الأساسية، مع احتمال التفكير بالزج بالبرتغالي فابيو كوينتراو على الرواق الأيسر بدلاً من البرازيلي مارسيلو الذي قد يمنح الراحة قبل موقعة «كامب نو».
كذلك، يحتمل أن يكون الكرواتي لوكا مودريتش صانع الالعاب الأساسي في خط الوسط، وهو سيكون الأفضل لمواجهة لاعب بحجم بيرلو. في خط المقدمة تبدو الأمور محسومة بوجود بنزيما مع الأرجنتيني أنخيل دي ماريا والبرتغالي كريستيانو رونالدو. وبالمناسبة، الأخير كاد أن يكون لاعباً في صفوف «البيانكونيري» عندما كان مع سبورتينغ لشبونة، لكن مانشستر يونايتد حمله الى «اولد ترافورد».
كذلك، لا يمكن نسيان ان ريال مدريد توّج بلقب دوري الأبطال في موسم 1997-1998 على حساب السيدة العجوز بهدف المونتينيغري بريدراغ مياتوفيتش في النهائي الذي أقيم في أمستردام، بينما أنهى يوفنتوس مغامرة الريال في البطولة موسم 2004-2005 بعد أن أخرجه في دور الـ 16 حيث فاز 2-0 على أرضه وسجل هدفيه النجم الفرنسي دافيد تريزيغيه والأورغوياني مارسيلو زالاييتا.
لكن اليوم تبدو الأمور صعبة على الطرفين، وإن رأى بعض المحللين أن فرصة الريال أقرب للفوز، فذلك لأن الفرق الإيطالية قد تراجع مستواها أمام الإسبان والألمان.




«الملكي» أراد يورنتي

كشف مهاجم يوفنتوس الإسباني فرناندو يورنتي أن ريال مدريد حاول التعاقد معه مرتين في السابق، آخرها كانت قبل عام ونصف عام، لكن محاولاته لم تنجح. وصرح يورنتي لصحيفة «ماركا» الإسبانية: «كان هناك اهتمام حقيقي من قبل ريال مدريد بالتعاقد معي، لكن الأمر لم يتم». وأكد يورنتي أن يوفنتوس يتوق إلى تحقيق الفوز على ريال مدريد: «فنحن لم نبدأ على نحو جيد في دوري الأبطال، ونشعر بتعطش إلى تحقيق الفوز، وإذا لم نستغل هذه الفرصة، فسندفع الثمن غالياً».