لم يبقَ كريستيانو رونالدو، بالتأكيد، على نفس الحالة ظهر أمس مقارنة عمّا كان عليه صباحاً. في الصباح كان «سي آر 7» يبتسم. ابتسامته لم تكن لتسع العالم وهو يستعرض الحذاء الجديد الذي سيلعب به مباراة «إل كلاسيكو» امام الغريم برشلونة.
اما ظهراً فلا شك في أن الوجوم احتل حيّزاً لا بأس به في تفاصيل وجه «الدون» عندما تابع البرتغالي قرعة الملحق الأوروبي المؤهل الى نهائيات كأس العالم 2014. ليس مستغرباً في هذه اللحظة إن كان رونالدو قد شرب جرعة من الماء لينعش بها أنفاسه، فأن تقع البرتغال في مواجهة السويد فلا شك في أن النبأ كفيل بأن يقطع الأنفاس، بأن يأخذ مخيلة «سي آر 7» نحو الكابوس الأسوأ: حيث لا ريو دي جانيرو ولا كوباكابانا، حيث لا حذاء يتباهى به فتى مدريد المدلل لينتعله في المونديال، حيث لا كريستيانو رونالدو في البرازيل.
لا كريستيانو رونالدو في البرازيل؟ بطبيعة الحال هذا السؤال كان الاكثر تداولاً أمس ظهراً، بعد القرعة التي سحبت في زيوريخ، على أفواه متابعي كرة القدم. فأن تقع البرتغال في مواجهة السويد فهذا ليس بعابر على الاطلاق. ان يواجه «برازيليو أوروبا» هذا المنتخب السكندينافي تحديداً فإن كل الاحتمالات تبدو مفتوحة على مصراعيها وعلى رأسها عدم تأهل رونالدو ورفاقه الى مونديال البرازيل. أن يكون الخصم الذي سيقف في وجه رونالدو هو زلاتان إبراهيموفيتش، فهذا «المحك» الحقيقي بعينه.
قد يخيل لكثيرين أن فرنسا كانت لتشكل عقبة كبيرة في وجه طموح رونالدو بالتأهل الى العرس العالمي، لكن في واقع الامر فإن إبراهيموفيتش ورفاقه لا يقلون شأن عن فرانك ريبيري ورفاقه حيث يتميز السويديون بانضباطهم التكتيكي العالي وقوتهم الهجومية، هم الذي سجلوا 7 أهداف في مرمى ألمانيا في مواجهتيهما في التصفيات الحالية. وبطبيعة الحال فإن تواجد «إيبرا» وحده كفيل بأن يربك أحلام البرتغاليين، فضلاً عن التذبذب في المستوى الذي ظهر عليه منتخب البرتغال في التصفيات.
ماذا عن ريبيري؟ لا شك في أن هذا النجم بدوره لن يكون في مأمن. صحيح أن عدم مواجهة فرنسا للبرتغال قد أسعدت، لا شك، الفرنسيين، لكن يمكن القول أن فرحتهم كانت ناقصة، اذ إن مواجهة اوكرانيا ليست في المتناول على نحو كامل، وهذا ليس مرده الى تذبذب مستوى الفرنسيين وعدم وجود إجماع وطني عليهم فحسب، بل إلى صعوبة الأوكرانيين وهذا ما نبّه اليه مدرب «الديوك» ديدييه ديشان. لكن يبقى أن «كلمة السر» تبدو في يدَي ريبيري قبل غيره لتحقيق «الحلم» الفرنسي، فهو الوحيد القادر على أن يبدد مخاوف الفرنسيين، هؤلاء الذين لم تذهب من مخيلتهم بعد تسديدة البلغاري إميل كوستادينوف القاتلة التي أبعدتهم عن مونديال 1994.
بالتأكيد، فإن احد اثنين بين رونالدو وابراهيموفيتش لن يسافر الى البرازيل. علّ «الأضرار» تقتصر على ذلك، ولا تطال ريبيري أيضاً، فهذا هو، لا شك، لسان حال عشاق المونديال والكرة الجميلة، قبل عشاق هؤلاء النجوم.
وهنا نتيجة القرعة:
البرتغال × السويد
اوكرانيا × فرنسا
اليونان × رومانيا
أيسلندا × كرواتيا
وتقام مباريات الذهاب في 15 تشرين الثاني والاياب في 19 منه.