عادت الأجواء السوداء لتخيّم على نادي الحكمة بعد بصيص أمل لاح الجمعة انطلاقاً من مبادرة رئيس نادي الحكمة الأسبق جورج شهوان. فالمبادرة التي أعلنها شهوان، والتي تقضي بدخول الرئيس الحالي إيلي مشنتف ومارون غالب الى اللجنة الادارية الجديدة مقابل تجنيب النادي معركة انتخابية ستكون كارثية كونها ستوصل لجنة إدارية مثقلة بالدعاوى القضائية، يبدو أن أمامها عراقيل من جانب الفريق القواتي، وتحديداً شفيق الخازن، إذ شهد ليل السبت اجتماعاً موسّعاً ضم غالب وزملاءه في اللجنة الادارية ألكو داوود ومارك بخعازي وجورج شلهوب إضافة الى الرئيس الأسبق للنادي ميشال خوري وجوزيف عبد المسيح كممثل لهنري شلهوب الذي من المفترض أن يترأس النادي في المرحلة المقبلة. وكان معظم الحاضرين الحكماويين (وليس جميع الحاضرين هم حكماويين) مقتنعين بأن مبادرة شهوان هي الأنسب لحل الأزمة. لكن الخازن وحده وقف في وجه المبادرة مصرّاً على عدم دخول مشنتف الى اللجنة الادارية والاستمرار في الدعاوى، علماً بأن هذا سيكون مدمراً للنادي.كلام استفز ميشال خوري الذي دخل في مشادة مع الخازن، مستنكراً فكرة الاستمرار في نهج قد يدمر النادي، خصوصاً أنها تأتي من شخص «غير حكماوي»، حيث خاطب خوري الخازن سائلاً إياه «أين كنا نحن حين كنت أنت ومشنتف أصدقاء، وكيف يمكن أحداً تدمير أكبر ناد مسيحي بهذه البساطة؟»، إذ اعتبر خوري أن نادي الحكمة أكبر من الجميع ولا يمكن أحداً أن يدمره.
لكنّ الخازن أصرّ على موقفه، مشيراً الى أن المحامي صخر الهاشم أبلغه قدرته على إسقاط دعاوى مشنتف وشطب الأعضاء المئة وواحد الذين دخلوا الى الجمعية العمومية والمحسوبين على مشنتف، علماً بأن المحامي سليمان لبّس سبق أن حاول شطب إلغاء دخول الأعضاء إلا أنه لم ينجح.
وعلمت «الأخبار» بأن اجتماعاً سيعقد اليوم ويضم لبس والهاشم لبحث السبل القانونية لمجابهة مشنتف، ما يعني أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد والسلبية في وقت يحتاج فيه النادي الى كل ثانية كي تنتهي أزمته ويبدأ الاستعداد للموسم الجديد.
والمؤسف أن النادي سيذهب ضحية التعنت والخلافات الشخصية، ورغبة الخازن في الانتقام من مشنتف، في حين أن المسألة أبعد من ذلك بكثير، والمبادرة ليست لتغليب طرف على آخر، بل لإنقاذ ناد لن يرحم التاريخ من سيكون سبباً في تدميره.