قد يتساءل كثيرون عمّا يفعله لاعبو كرة القدم المحترفون في أوقات فراغهم، فالأكيد أن اللاعبين الذين ينشطون على أعلى مستوى في أوروبا يملكون متسعاً من الوقت عندما يكونون خارج أرضية الميدان، أي عندما لا يكون لديهم أي واجب إن كان على صعيد التمارين أو المباريات.
متابعة نشاطات هؤلاء اللاعبين، وخصوصاً النجوم منهم بعيداً عن عالم كرة القدم، تكشف أحياناً عن أمورٍ غريبة، تؤكد في المقام الأول أن لاعبي الكرة هم مثلهم مثل أي شخصٍ آخر، فهم لديهم أيضاً حياتهم الخاصة وهواياتهم المفضلة، رغم أن بعض هذه الهوايات يصعب على الكثير من الناس ممارستها بحكم تكاليفها الباهظة.
لكن لا مشكلة عند هؤلاء النجوم طالما أنهم يقبضون الملايين من الدولارات التي تخوّلهم العيش في الجنّة، بحيث يمكنهم الحصول على أي شيء يريدون أو فعل ما يحلو لهم...
هذا الكلام يأتي بعدما برز في الأيام الأخيرة نبأ يتناول النجم الكاميروني صامويل إيتو، إذ تردد أن مهاجم تشلسي الإنكليزي يهوى جمع الهواتف المحمولة، فذكرت صحيفة «ذا صن» أن إيتو المعروف أيضاً بهوايته في جمع السيارات، يملك حوالى 400 جوّال في منازله!
وقد تبدو هواية شراء الملابس أو السيارات الفارهة أمراً ليس بالغريب في حال تحدثنا عن نجومٍ آخرين أصحاب ملايين، أمثال الإنكليزي ديفيد بيكام. الـ«سبايس بوي» الذي قيل دائماً إنه يهوى عرض الأزياء من ملابس داخلية وغيرها، تبيّن خلال إقامته في الولايات المتحدة، حيث لعب مع لوس أنجلس غالاكسي، أن هوايته المفضلة هي من نوعٍ آخر وليست بعيدة أبداً عن عالم الرياضة. بيكام دأب على ممارسة المبارزة بسلاح الشيش، وذلك مع صديقيه الممثلين الأميركيين الشهيرين طوم كروز وويل سميث.
وقد لا تكون هواية بيكام غريبة بالنسبة الى لاعب كرة قدم، مقارنة بما يمارسه البرتغالي كريستيانو رونالدو المهووس بشراء السيارات الجديدة أيضاً. الهواية الأساسية لنجم ريال مدريد الإسباني هي الـ«بينغو» لا النظر الى المرآة طوال الوقت، على غرار ما يقول الساخرون منه، فهو يجد في الـ«بينغو» مساحة للتنافس ولاختبار معدل حظّه.
الأغرب من كل هذه الهوايات هي تلك التي يعشقها الدنماركي دانيال آغر مدافع ليفربول الإنكليزي، فهو لم يكتفِ بتلوين أنحاء مختلفة من جسمه بالوشوم، بل تحوّل الى رسم الوشوم على أجسام الآخرين وحتى الأماكن التي يمكنه أن يصلها في جسمه. آغر هُوِس بهذه الهواية إلى درجة أنه تبرّع بوشم أجسام كل زملائه في الفريق في حال إحراز «الحمر» لقب الدوري الإنكليزي الممتاز.
ومن آغر الى «مبدع» آخر هو الروسي أندري أرشافين الذي يستغل أوقات فراغه لتصميم الملابس النسائية، رغم أنه خرّيج جامعة سان بطرسبورغ للتكنولوجيا. ويملك أرشافين اليوم اسماً خاصاً في عالم الأزياء الروسية، وسط إقبال لافت على تصاميمه.
بدوره، يهوى الإيطالي المثير للجدل ماريو بالوتيللي ممارسة أمور أقل جديّة، فهو معلوم عنه عشقه للألعاب النارية، وهو سبق أن تسبّب بإشعال منزله عن طريق الخطأ عندما استخدم بعض المفرقعات في الحمام!
أما «المشاغب» الآخر الإنكليزي جوي بارتون، فإنه خارج الملعب غيره داخله ولو أنه تورط سابقاً في مشكلات عدة، فهو يحبّ زيارة المتاحف وتأمل اللوحات، وخصوصاً في لندن حيث كتب يوماً على مدونته على «تويتر» أن رسامه المفضّل هو الفرنسي كلود مونيه.
ومن الأرجنتيني غابريال باتيستوتا الذي يهوى الصيد، إلى «شيف البيتزا» الإيطالي فابيو كانافارو، والإنكليزي مايكل أوين الذي يحبّ تجميع «البازل»، يعشق الحارس الإسباني مانويل ألمونيا «الحرب العالمية الثانية»، فهو إذا لم يكن جالساً لمشاهدة أفلام تحكي قصصها، فإنه يسافر لزيارة أماكن شهدت أشهر المعارك خلال الحرب والتحدث الى أشخاص شاركوا فيها ولا يزالون على قيد الحياة.
كذلك، هناك فئة من اللاعبين المعروفين الذين تأخذهم هواياتهم الى مكانٍ يعيش فيه الكثير من عشاق كرة القدم، وهي ألعاب الفيديو وتحديداً لعبة «فيفا» الشعبية حول العالم. ومن أشهر اللاعبين الذين يمضون ساعات طويلة أمام شاشة التلفزيون ويتحدّون رفاقهم هداف المنتخب الأميركي جوزيه ألتيدور، ومواطنه نجم المنتخب لاندون دونوفان والحارس الإنكليزي ديفيد جيمس الذي اتُّهم أيام كان حارساً في ليفربول بأن مستواه السيئ سببه توتره الناجم عن هوسه بألعاب الكومبيوتر، فتمّ إبعاده عن بعض المباريات.
هم في النهاية بشر لهم هواياتهم وهوسهم الخاص، لكن مهما فعل هؤلاء النجوم يبقى الأمر مثيراً للاهتمام، وخصوصاً عند المتابعين الذين ينظرون إليهم وكأنهم قادمون من كوكب مختلف لشدة إعجابهم بهم.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




أُميّة إيتو

صحيح أن صامويل إيتو مشهور بجمع الهواتف المحمولة على أنواعها، إلا أنه متهم بعدم معرفته كيفية استخدامها. وهذا الأمر سبق أن أكده مدرب النجمة اللبناني ومنتخب الكاميرون سابقاً وترينيداد وتوباغو حالياً الألماني أوتو بفيستر، الذي قال إن إيتو لا يفقه شيئاً في التكنولوجيا، بل إنه «لا يستطيع كتابة رسالة نصيّة أو استخدام الكومبيوتر».