عُرف عن الكرواتي دافور سوكر أنه كان هدافاً لامعاً ويصيب الشباك ببراعة. لكن هذه المرّة لم يصب الرئيس الحالي لاتحاد كرة القدم في بلاده في تصريحه حول منتخب بلجيكا قبل مباراة البلدين الليلة ضمن مجموعتهما في تصفيات كأس العالم 2014. لم يجامل سوكر البلجيكيين رغم أنه كان يتحدث إلى صحيفة بلجيكية هي «لافونير»، حيث قالها صريحة: «أريد أن أقول لكم كصديق: لم تقدموا شيئاً حتى الآن. كأس العالم قادمة وستنطلقون من الصفر. لم تتأهلوا إلى المونديال منذ 11 عاماً، ليس لديكم إلا مجموعة لاعبين، ولم تلعبوا بعد ضد ألمانيا وإيطاليا والبرازيل والأرجنتين».
إذاً، قالها سوكر للبلجيكيين: لم تقدموا شيئاً حتى الآن. غريب فعلاً. كيف لمهاجم ريال مدريد الإسباني السابق أن ينطق بهذه العبارة ومنتخب بلجيكا يتصدر مجموعته في تصفيات المونديال أمام منتخبات قوية كصربيا واسكوتلندا وكرواتيا دون أي خسارة؟!
إذاً، قالها سوكر للبلجيكيين: كأس العالم قادمة وستنطلقون من الصفر. غريب فعلاً. وماذا عن تشكيلة تضم أسماء تحكي عنها صحف أوروبا قاطبة، من الحارس ثيبوت كورتوا الى المدافعين: القائد فينسنت كومباني ونائبه العملاق دانيال فان بويتن وتوماس فيرمايلن ويان فيرتونغن، مروراً بلاعبي الوسط النجمين: إيدين هازار ومروان فيلايني والصاعدين كيفن دي بروين وناصر شادلي، وختاماً بالمهاجمين: كريستيان بينتيكي وروميلو لوكاكو. وخلف هؤلاء مدرب أثبت كفاءة عالية وله باع طويل في الكرة الأوروبية والبلجيكية هو مارك فيلموتس الذي استطاع أن يستوعب كل هذه المواهب في توليفة واحدة وأن يصنع فريقاً يعتمد على الكرة الهجومية والسرعة الكبيرة في الأداء؟!
إذاً، قالها سوكر للبلجيكيين: لم تتأهلوا إلى المونديال منذ 11 عاماً. غريب فعلاً. هل نسي الرجل أن هولندا فشلت في التأهل الى كأس العالم 2002، وأن إنكلترا لم تحضر في مونديال 1994، وأن فرنسا غابت عن مونديالي 1990 و1994؟!
إذاً، قالها سوكر للبلجيكيين: ليس لديكم الا مجموعة لاعبين. غريب فعلاً. وماذا عن صيف عام 1986 في المكسيك. هناك، حيث ضمت تشكيلة منتخب بلجيكا في المونديال مواهب عديدة كإنزو شيفو وإيريك غيريتس وجان - ماري بفاف وجورج غرون، لكن هؤلاء استطاعوا أن يقدموا كرة جماعية مميزة ويحققوا نتيجة تاريخية باحتلالهم المركز الرابع؟! إذاً كرة بلجيكا ليست مجرد أفراد ومواهب تظهر بين الفينة والأخرى، بل بإمكانها تقديم فريق يليق بالمناسبات الكبرى.
إذاً، قالها سوكر للبلجيكيين: لم تلعبوا بعد ضد ألمانيا وإيطاليا والبرازيل والأرجنتين. غريب فعلاً. كيف لذاكرة سوكر أن تغفل عن فوز بلجيكا ودياً قبل فترة وجيزة على هولندا 4-2 وتعادلها مرتين مع فرنسا 0-0. أليست هولندا وفرنسا من الكبار؟!
لا شك في أن رؤية سوكر للبلجيكيين لم تتخطَّ إطار المباراة أمام منتخبه كرواتيا عبر استفزازهم بما نطق به لسانه. بدا سوكر محدوداً في هذا الجانب. أما البلجيكيون فبالتأكيد ينظرون أبعد من ذلك بكثير. نظرتهم تتخطّى زغرب إلى ريو دي جانيرو، هناك حيث معركتهم الحقيقية، فليس من المبالغ القول إن هازار ورفاقه إن لم يكونوا في مونديال البرازيل مرشحين للقب، فهم على الأقل سيكونون «حصانه الأسود» ومزعجين لكباره. مزعجين إلى أبعد الحدود.



حالة وطنيّة

بات منتخب بلجيكا يشكل حالة وطنية في البلاد، حيث أصبح الجمهور يتهافت على الملاعب على نحو غير مسبوق لرؤية المواهب الكثيرة في تشكيلة «الشياطين الحمر»، وفي مقدمها إيدين هازار. الجدير بالذكر هنا أن وفداً حكومياً سافر إلى زغرب لشد أزر المنتخب في مباراته الليلة أمام كرواتيا.