أصاب أرسنال انتصاراً كبيراً قبل انطلاق أي من البطولات التي يشارك فيها هذا الموسم. ففي اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية، فاز أرسنال على الجميع بتعاقده مع النجم الألماني مسعود أوزيل. وأوزيل جاء ليصعد بأرسنال الى قمة الجبل وليقف فوق مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وليفربول وتوتنهام هوتسبر وتشلسي، وهو مشهد لم نره منذ سنوات عدة. وبهذه الصفقة القياسية التي بلغت 42.5 مليون جنيه استرليني أصبح أوزيل أغلى لاعب في تاريخ ارسنال وأغلى لاعب ألماني في التاريخ، محطماً أولاً رقم الاسباني سانتي كازورلا الذي انتقل من ملقة مقابل 17 مليون جنيه استرليني. وثانياً رقم ماريو غوتزه الذي انتقل من بوروسيا دورتموند الى بايرن ميونيخ بـ32.5 مليون جنيه استرليني خلال الصيف الحالي ايضاً. الصفقة التي جاءت بشكل مفاجئ من حيث التوقيت والسعر وسرعة الحسم، أدخلت السرور الى قلوب جماهير أرسنال سريعاً. وما يحصل اليوم من تقبّل لأوزيل في لندن يأتي على عكس أول أيام قدومه الى ريال مدريد حيث كان الجمهور وقتذاك خائف من مردود صفقة لاعب شاب لا يملك الخبرة. نعم كان متميزاً مع منتخب بلاده، لكن السؤال الذي طرح هل يمكنه أن يتأقلم مع ريال مدريد؟ جاء الجواب منه سريعاً وساحقاً، فقد كسب ريال مدريد أوزيل الذي أثبت في موسمه الأول أن انتصارات النادي الملكي على مستوى البطولات الثلاث سيكون له فيها باع طويل.
يومٌ بعد آخر يثبت أوزيل أنه لاعب عملاق وفريد من نوعه، إذ رغم صغر سنه، يؤكد في كل مباراة أنه لاعب من طينة الكبار. لاعب مهاري وموهوب بالفطرة، فهو مميز في كل ما يؤديه على المستطيل الاخضر. يلعب في أكثر من موقع في خط المقدمة، ويصنع أهدافاً من يسار الملعب ثم من يمينه، ومن العمق أيضاً. ما يعيبه قليلاً كصانع ألعاب هو قلّة تسجيله الأهداف، وهذا يعود لكرمه الزائد في توزيعه للكرات. بات يُفهم من شخصية أوزيل أنه لاعب يحب أن يكون محطّ ثقة مدربه دائماً، إذ إن السبب الذي جاء به من فيردر بريمن الالماني الى ريال مدريد هو المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بعدما اتصل به وأخبره بحاجته الى لاعبٍ بقدرته معه. لم يطل الانتظار، وجاء الرد سريعاً. أصبح أوزيل مع «الميرينغيز». رحل مورينيو وجاء المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي على نحو غريب لم يعجب به، واستبدله أكثر من مرة في المباريات القليلة التي لعبها تحت إشرافه. في الوقت نفسه، اتصل به مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر وأخبره بنفس كلمات مورينيو. المدربان هما السبب في انتقاله الى فريقيهما. لا يخيّب أوزيل أمل أحد. دهش فينغر بأداء لاعبه الجديد منذ مباراته الاولى، فقد وجد «البروفسور» الفرنسي فيه ضالته، وتخلى عن موقفه وانتقاده لجنون كرة القدم وقانون اللعب المالي النظيف ودفع هذا المبلغ الكبير كرمى لما يقدر أوزيل على تقديمه.
أوزيل صنع الفارق، وعاد «المدفعجية» إلى تقديم أداء رائع. أما السبب المباشر فهو معلوم، فأصل وجود لاعب من طينة أوزيل على أرضية الميدان حيث يوجب مراقبة لصيقة عليه، يجعل زملاءه يلعبون براحة أكبر فتعمل الماكينة بشكلٍ أفضل وتأتي الانتصارات تباعاً.
ما يعاني منه أوزيل هو وجود فترات تشهد هبوط مستواه فجأة، وهذا ما حصل معه في أنديته السابقة، لكن ما يقدمه حتى الآن هو بداية أسطورية مذهلة حازت تصفيق الجميع. وبعد سبع سنوات عجاف للنادي اللندني، من دون أي لقب، أصبح لمشجعي الفريق أمل بالعودة الى منصة التتويج بقيادة مسعود أوزيل.