دمشق | يحتلّ الخبر جميع الصفحات، والتساؤلات تخيّم على الوجوه: هل سيلوَّث نسر جواز السفر السوري بخاتم نجمة داود الزرقاء؟ شباب المنتخب الوطني بكرة القدم وجدوا أنفسهم أمام استحقاق في الشارع السوري الذي لم يتفهّم مشاركة شباب الفريق في تصفيات آسيا، والتي تقام في مدينة رام الله الفلسطينية ضمن أراضي السلطة الفلسطينية. خبر المشاركة التي تمّ العدول عنها لاحقاً، أدّى إلى تكذيب الناس له للوهلة الأولى، فلم يتقبل أي سوري إمكانية تطبيع العلم السوري بنجمتيه الخضراوين مع الكيان الإسرائيلي، ولا سيما أن السوريين لم ينسوا بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة المباشرة لمواقع عسكرية سورية في دمشق. التأكيد ورد عبر موقع الوكالة السورية للأنباء «سانا». تقرير مفصل عن الاستعدادات للمشاركة في التصفيات جاء قاسياً على السوريين المؤيدين للنظام والذين حاولوا التشكيك بالخبر، من خلال الإشارة إلى إمكانية حصول اختراق لموقع سانا الرسمي. إلا أن المكابرة لم تنفع. «سانا» غير مخترق، والفريق السوري سيلاقي مشجعيه في رام الله. هكذا بدا المشهد حتى إعلان رئيس الاتحاد الرياضي السوري موفق جمعة، عبر الإعلام الرسمي مساءً، إبلاغ الاتحاد الآسيوي بعدم المشاركة السورية في التصفيات. مصادر إعلامية رياضية خاصة أكدت للأخبار أن الاتحاد العام الرياضي السوري تردد في قبول المشاركة بعد اللغط الإعلامي الذي حصل في الشارع السوري، إذ أنه لم يقبل بالمشاركة المقررة سابقاً قبل حصوله على ضمانات فلسطينية أولها: عدم ختم جوازات سفر اللاعبين بتأشيرة الدخول والخروج من قبل السلطات الإسرائيلية. واعتبرت المصادر أن إلغاء المشاركة كان متوقعاً رغم الموافقات التي حصل عليها الاتحاد الرياضي من مسؤولين في القيادة القطرية السابقة. وأشارت المصادر إلى تقدّم الاتحاد السوري بطلب للاتحاد الآسيوي بكرة القدم لإقامة المباريات على أرض محايدة خارج فلسطين المحتلة، ولم يصل رد الاتحاد. كل التطمينات التي أبداها الاتحاد الرياضي خلال النهار الحافل لم تمنع تحفظات السوريين حول قدرة السلطة الفلسطينية على تقديم ضمانات أصلاً، وهي الرازحة تحت السيطرة الإسرائيلية، ولا يستطيع رئيسها نفسه الخروج والدخول من دون إذن إسرائيلي. وكان رئيس الاتحاد العام الرياضي السوري موفق جمعة قد تحدث الى الأخبار قبل إعلان إلغاء المشاركة عن ملابسات الأمر وتشعباته، إذ أكد أن جوازات سفر اللاعبين السوريين لن تختم بختم الاحتلال تحت أي ظرف في حال المشاركة، وأن الجانب الفلسطيني هو المسؤول عن المعابر التي سيمرّ عبرها السوريون المشاركون. الأمر لا يتعلّق بالسوريين فقط، بحسب جمعة، إنما سيطبّق على جميع الفرق المشاركة في التصفيات أيضاً. ربط المشاركة بتوصيفات ليس أقساها «التطبيع»، هو اتهام يدحضه رئيس الاتحاد الرياضي السوري موفق جمعة أيضاً، قائلاً لـ«الأخبار» إن الفريق السوري موجود في المجموعة، وحضوره مثبت منذ البداية، وليس الخبر جديداً. المنسق الإعلامي للمنتخب السوري يونس المصري ذكر لـ«الأخبار» أن الضمانات الفلسطينية هي عبارة عن اتفاق بين القيادتين الرياضيتين في البلدين، من ضمنها وعود رئيس الاتحاد الفلسطيني بتهيئة جميع الإجراءات اللوجستية لوصول الفريق السوري. وأكد المصري أنه في حال حصول أي مفاجآت قد تطرأ على الإجراءات سيتم التواصل مع القيادة الرياضية في سوريا لاتخاذ ما يلزم. وأمام سخرية السوريين من المشاركة «غير المفهومة أو الضرورية»، بالنسبة إليهم، تخرج تساؤلات حول ضرورة الموافقة السابقة على المشاركة أساساً في مثل هذه التصفيات وسط اللغط الحاصل، وكأن المنتخب الوطني متأكد من «نيله الكأس ومرتاح إلى لعبه ». أمر تسبّبه المتابعة الدقيقة للوضع الرياضي العام في سوريا، والذي تأثر بالأزمة بشكل واضح، ليجعل من إمكانية ربح الفريق قابلة للتوقعات والمصادفة، دون الاعتماد على إمكانيات اللاعبين الحقيقية. فالرياضة السورية أصبحت من الكماليات في ميزان أولويات الدولة السورية، بعد استنزاف طاقات البلاد والخدمات التي تأثرت تحت ضربات المسلحين. ووصلت قسوة بعض السوريين الى حدّ التلميح إلى عدم حصول الضربة الأميركية المتوقعة على سوريا خلال الشهر الفائت، والوصول إلى تسوية لم يعرف السوريون شيئاً عن تفاصيلها سوى منع حصول الضربة المنتظرة. «بداية التطبيع ومسلسل التنازل»، هكذا كتب بعض السوريين على صفحاتهم عبر الفايسبوك حول الخبر الرياضي المذكور. إشارات عديدة من البعض إلى الشروط التي وضعت على سوريا لحمايتها من التهديدات الأميركية وابتلاع الطعم الدولي المتمثل بالتنازل عن السلاح الكيميائي و«أشياء أُخرى». ترجمت هذه الأشياء الأُخرى بتعليق أحد السوريين: «ليت الأميركان ضربونا، ومتنا واقفين». تعليق من البكائيات السورية أيضاً، بمناسبة الحدث الرياضي الأبرز. وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب قد عبّر في وقت سابق عن شكره لوزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد ورئيس الاتحاد الرياضي العام في سوريا موفق جمعة لعملهم الدؤوب من أجل مشاركة سوريا في التصفيات، مشيراً إلى خصوصية مشاركة المنتخب السوري مع فلسطين على أرض فلسطين. موعد المباراة الأولى التي تجمع بين المنتخب السوري والفلسطيني تحدد ضمن برنامج المباريات على ستاد دورا في الخليل في الثامن من الشهر المقبل.



الرجوب يتوقع حضوراً جماهيرياً

توقع رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب مشاركة كبيرة من السوريين في الجولان ومن مشجعي المنتخب السوري في بقية المحافظات. هذا في حال لم تحمل الساعات المقبلة جديداً مع عقد مؤتمر صحافي للاتحاد الرياضي لإلغاء مشاركة سوريا في التصفيات.