منذ انطلاقها عام 1956 تحت مسمّى كأس الاندية الاوروبية البطلة، لم ينخفض مؤشر اهمية المسابقة القارية الأم عند ايٍّ من المتابعين او المنغمسين في الكرة الاوروبية. هذه البطولة التي تحوّلت في العصر الحديث الى ما يسمى دوري ابطال اوروبا، اصبح الفوز بها جزءاً لا يتجزأ من اي مشروعٍ كروي ناجح، ان كان على الصعيد الفردي بالنسبة الى اللاعبين او ان كان على صعيد عمل الاندية.
اهمية دوري الابطال تتخطى كل الحدود، وهي تصبح اكبر موسماً بعد آخر بحكم الضجة التي تثيرها المسابقة حول المعمورة، اذ بات مجرد المشاركة فيها بالنسبة الى اي لاعب، انجازاً يحسب في مسيرته على غرار الحضور مع منتخب بلاده في احدى نسخ كأس العالم التي تعتبر البطولة الاهم على صعيد اللعبة الشعبية الاولى في العالم.
لكن عند ادراك ان دوري ابطال اوروبا هي البطولة الاكثر اهمية بعد المونديال مباشرة، لا يكون مستغرباً ان تصبح سبباً في تحديد مستقبل العديد من اللاعبين، وهذا الامر كان بالامكان لمسه من خلال قرارات الكثيرين منهم في الانتقال من نادٍ الى آخر بغية سماع تلك الموسيقى الخاصة بالمسابقة الاوروبية في احدى امسيات الثلاثاء او الاربعاء. وهذه النقطة كانت عاملاً رئيساً مثلاً في القرار الذي اتخذه النجم الويلزي غاريث بايل عندما قرر الخروج من توتنهام هوتسبر الانكليزي، اذ اعتبر ان قيمته كلاعب لن تكبر في حال لم يشارك في دوري الابطال، وهذا الامر الذي سيتمكن من تحقيقه مع ريال مدريد الاسباني.
«قبل فوزي بدوري الابطال كنت لاعباً عادياً، اما الآن فيمكن ان اضع نفسي بين الافضل». بهذه الكلمات عبّر النجم الفرنسي فرانك ريبيري عن اهمية دوري الابطال في مسيرة اي لاعب، فهو اصلاً انتقل الى بايرن ميونيخ الالماني بهدف رفع الكأس صاحبة الاذنين الطويلتين، وقد طارد حلمه حتى الموسم الماضي عندما نجح بالتتويج مع الفريق البافاري باللقب القاري.
وعموماً فان ابرز لاعبي اوروبا يرون أن عدم وجود لقب دوري الابطال على سيرتهم الذاتية يترك علامة سوداء في مسيرتهم، اذ ان العديد من النجوم اعتبرت انجازاتهم منقوصة بسبب عدم تنعّمهم بالكأس الغالية، وهم اصلاً قاموا بمطاردتها بهوسٍ كبير، فراحوا يتنقلون بين الفرق على أمل تحقيق مبتغاهم. وهنا يمكن اعطاء مثل عن النجم الايطالي روبرتو باجيو الذي انهى مسيرة مظفرة لعب خلالها مع اكبر اندية ايطاليا من دون ان يصل الى منصة التتويج في ليلة اوروبية كبيرة. كذلك، فان هناك نجوماً يحملون اسماء اكبر من باجيو قاموا بالاعتزال وفي قلبهم غصة اسمها دوري الابطال، امثال العظماء الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا والالماني لوثار ماتيوس والبرازيلي رونالدو...
الهوس بلقب دوري الابطال يتخطى اليوم كل المنطق عند الاندية ايضاً، اذ لا يهم اذا فاز النادي باللقب 9 مرات سابقاً على غرار ما فعل ريال مدريد، اذ ان تذوّق طعمه مجدداً له نكهة خاصة جداً، ولهذا السبب لا يوفّر النادي الملكي الملايين بهدف معانقة اللقب العاشر.
وانسحاباً الى الاندية المنطلقة بقوة نحو الساحة الاوروبية للهدف عينه، كان المستثمرون العرب في مانشستر سيتي الانكليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي واضحين، اذ برأيهم لن يصيب مشروعهما النجاح من دون ان تدخل الى خزائنهما الكأس الاوروبية. ولهذا السبب اخذ مجرى التبذير في سوق الانتقالات منحىً جنونياً بالنسبة الى الناديين، وهذا الامر ثبت في الصيف الحالي عندما كان سيتي الرابع على لائحة الاكثر دفعاً بين اندية اوروبا بصرفه 116 مليون يورو على التعاقدات الجديدة، تبعه نادي العاصمة الفرنسية بـ 111 مليوناً. واللافت ان جنون المستثمرين وهوسهم بالـ «تشامبيونز ليغ» جعلا طموحاتهم لا حدود لها، وهو الامر الذي دفع موناكو الى صرف 166 مليوناً ضمن حملته للتأهل الى المسابقة الاوروبية في نهاية الموسم.
اما نحن المتابعين فلا نبتعد ايضاً عن دائرة المهووسين بدوري ابطال اوروبا، اذ ابتداءً من الليلة، وفي كل أمسية ثلاثاء واربعاء وصبيحة كل يوم خميس وحتى 24 ايار 2014 اي تاريخ موعد المباراة النهائية، لن يكون لنا حديث مشترك غير
الـ «تشامبيونز ليغ».

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem




أهمّ من كأس العالم

يرى مدربون كثيرون أن دوري أبطال أوروبا هو أهم من كأس العالم، وعلى رأسهم جوزيه مورينيو الذي ردّد دائماً أن المسابقة الأوروبية الأمّ يفوق مستواها الفني ذاك الذي نشاهده في المونديال لأن الفرق تستطيع شراء أفضل اللاعبين بعكس المنتخبات الوطنية.