كان لاعبو منتخب لبنان لكرة القدم تحت أنظار المدير الفني الإيطالي جيوسيبي جيانيني، خلال الفترة الماضية، إن كان من خلال وجود مساعده فرانشيسكو تيبي في المباريات أو من خلال متابعته شخصياً عبر حضوره في نهائي النخبة والسوبر. ولا شك أن جيانيني سجّل ملاحظات عدة على أداء اللاعبين، وكان بعضها سلبياً مقارنة بما كان حاصلاً في المعسكر الإيطالي أو المباريات الدولية الودية. ويبدو أن جيانيني بدأ يلمس الازدواجية في الشخصية لدى عدد كبير من اللاعبين اللبنانيين، فتراهم مع منتخب لبنان بصورة، ومع فرقهم بصورة أخرى على أرض الملعب. هذه الأمور ستكون مدار بحث بين المدرب ولاعبيه في الفترة المقبلة. وتبقى كل الملاحظات والعمل لمباراة الكويت الأولى في 15 تشرين الأول في بيروت. جيانيني أطلّ إعلامياً للمرة الأولى على نحو موسّع عبر مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي (فيفا)، إذ رأى أن تركيزه منصب حالياً على إعداد فريقه لمواجهتيه ضد الكويت ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس آسيا 2015 في أوستراليا. وجاء كلام جيانيني في مقابلة مع موقع الاتحاد الدولي (فيفا) على شبكة الإنترنت، وقد كشف عن الأهداف التي يريد تحقيقها مع منتخب لبنان فقال «هناك العديد من الأهداف التي وضعتها. وكما كنت أطمح إلى الأفضل عندما كنت لاعباً، أرغب في تحقيق الأفضل كمدرب».
وأضاف «المباراة الأهم بالنسبة إلينا هي مباراة الكويت المقبلة بتصفيات كأس آسيا 2015. لقد دخلت في سباق مع الوقت من أجل تحضير الفريق لخوض تصفيات كأس آسيا، وخصوصاً أن المنتخب حقق نتائج جيدة مع المدرب السابق ثيو بوكير، وبالتالي لن يكون من السهل تسلّم الفريق في فترة زمنية قصيرة كهذه وتغيير أسلوبه. المباريات المقبلة بتصفيات كأس آسيا مهمة بالنسبة إلينا، ولكن الأهم هو المواجهتان أمام المنتخب الكويتي خلال الشهرين المقبلين. ستكون المباراة الأولى التي سنخوضها في بيروت مهمة جداً، إذ إن الفوز بها سيجعلنا ندخل المباراة التالية في الكويت بمعنويات عالية».
ولدى سؤاله عن أهمية احتراف اللاعبين اللبنانيين في الخارج، قال جيانيني «أتمنى أن يكون هناك المزيد من اللاعبين المحترفين في الخارج وأن يواصلوا العمل بشكل جيد من أجل تطوير أنفسهم ويساعدوا في الوقت نفسه زملاءهم اللاعبين الذين يلعبون في لبنان. كما يجب أن يستغلوا هذا الأمر للحصول على خبرة إضافية تساعدهم على تقديم أداء أفضل مع المنتخب».
وهنا يمكن توضيح مسألة هامة على صعيد اللاعبين المحترفين الذين يملكون جنسيتين. فمسألة انضمامهم الى منتخب لبنان تتطلب إجراءات تختلف بين لاعب وآخر وفق مكان ولادته (في لبنان أو خارجه)، وإذا ما شارك مع منتخب البلد الآخر أو لا. وهذا يأخذ وقتاً، إذ إن المسؤولين عن الملف يقومون بكل ما هو مطلوب لانضمام هؤلاء الى المنتخب. كما تتوقف المسألة على مدى صدقية اللاعبين وصحة المعلومات المقدمة منهم. فإذا أخذنا سوني سعد على سبيل المثال، الذي هو من اللاعبين الجيدين الذين يعدّون مكسباً للبنان. فإن المعلومات المقدمة منه أدت الى تأخير انضمامه، إذ أبلغ الاتحاد أنه لم يلعب مع المنتخب الأميركي وجرى إرسال الأوراق على هذا الأساس، أي أنه لاعب يملك جنسيتين (مولود في الولايات المتحدة ولم يشارك مع منتخبات الولايات المتحدة). لكن رد الفيفا جاء بأن سعد لعب مع منتخب الولايات المتحدة دون الـ 21 عاماً أكثر من عشرين مباراة، ما فرض إعادة إرسال الملف بصيغة أخرى، وهو الآن لدى الفيفا بانتظار موافقتهم على انضمام سعد الى المنتخب اللبناني.
وبالعودة الى مقابلة جيانيني مع موقع الفيفا، فهو تحدث عن الخبرات التي يمكن أن ينقلها إلى لاعبي المنتخب اللبناني «نحن جهاز فني من خمسة أشخاص، ونعمل معاً من أجل نقل الخبرة التي لدينا إلى اللاعبين ونسير على طريق محدد وهدف واضح. لقد قام المدرب السابق ثيو بوكير بعمل جيد مع الفريق، ونأمل أن نحقق الأهداف التي وضعناها، وحتى الآن النتائج التي حققناها إيجابية وتبشّر بالخير».
وعن تجربته في الفترة الزمنية القصيرة له على رأس الجهاز الفني للمنتخب اللبناني، قال «لقد رأيت الكثير من الأمور الإيجابية هنا، ولكن الأمر السلبي الذي رأيته بوضوح هو النظام الغذائي للاعبين وليس من السهل تعويدهم على العادات الغذائية السليمة. ولكن في المجمل، اللاعبون أذكياء وجيدون وينصتون للتعليمات بشغف ويرغبون في تطوير أنفسهم، كما أنهم جيدون على الصعيدين التكتيكي والفني».