ظن كثيرون أن بوروسيا دورتموند هذا الموسم سيكون أضعف من ذاك الفريق الذي ظهر قوياً في الموسم الماضي، اذ بعد رحيل نجمه الاول ماريو غوتزه الى الغريم بايرن ميونيخ، رأى محللون أن هذا الانتقال هو بداية نهاية الفريق الحلم، إذ إن جميع اللاعبين ستأتيهم عروض كبيرة مثل ما حصل مع الموهبة الدولية.
وإن كان بعض هؤلاء اللاعبين قد تردد فعلاً في اتخاذ قرار الرحيل أو البقاء، مثل ما حصل مع المدافع ماتس هاملس، فقد جاء المدرب يورغن كلوب ليقف سداً منيعاً أمام محاولة تراجع الفريق نحو المراحل السابقة، وذلك بعدما بنى مشروعه للمستقبل، فجعل جميع لاعبيه يؤمنون بأن ما سيصلون اليه هو نادٍ سيبقى منافساً بين الكبار.
لقد منع كلوب عودة فريقه لأن يكون عادياً، ومنع تكرار مشهد باير ليفركوزن الذي خرج منه نجومه بعد الوصول الى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002. بل على العكس تماماً، يريد اللاعبون الذين خرجوا سابقاً العودة. وليس الياباني شينجي كاغاوا، الذي رحل الى مانشستر يونايتد الانكليزي ليشغل «مركز» دكة الاحتياط إلا مثالاً لذلك. أما التركي نوري شاهين، فقد نجح بالعودة بعدما انتقل الى ريال مدريد الاسباني ولم يقدم أي شيء يذكر هناك.
وإن كان رحيل غوتزه عن الفريق قد أثر سلباً، ولو بنسبة محدودة على الفريق ككل، الا أن كلوب استدرك هذا الأمر وعالجه بسرعة فائقة. موهوب هذا الرجل باقتناص المواهب المناسبة لأسلوب فريقه، اذ وجد ضالته في الأرميني هنريك مخيتاريان من شاختار دونيتسك الاوكراني والغابوني بيار إميريك أوباميانغ من سانت إتيان الفرنسي. جاءا الى الفريق وقال المدرب بعد ذلك: «كان من الجيد أن لا يرحل غوتزه، ولكن ما حدث لم يضرنا»، متابعاً: «أستطيع أن أقول الآن إن الفريق يمكن أن يلعب حتى أفضل من دونه».
في ظهوره الأول مع دورتموند، أحرز أوباميانغ ثلاثة أهداف أمام أوغسبورغ في الجولة الافتتاحية للمسابقة المحلية. أما مخيتاريان، فتمكن بفضل هدفيه أن يقود فريقه للفوز على اينتراخت فرانكفورت 2-1.
ومن أولى مبارياته حصل مخيتاريان على مديح الجميع، اذ نوّه كلوب بقدرات ومؤهلات لاعبه الجديد، عندما رأى فيه سمات تشبه بشكل كبير سمات لاعبه السابق كاغاوا. اللاعب الارميني ديناميكي ونشيط، يصنع اللعب وينهي الهجمات، لاعب بمميزات شاملة. ولم يكن حال حديث ليفاندوفسكي مختلفاً عن معلمه: «لقد أصبحنا أقوى بوجود الثنائي الجديد».
وإن كانت مقارنة كلوب لمخيتاريان بكاغاوا، فقد جاء اللاعب ليعوض غوتزه. ولا يبدو هذا المديح الذي ناله مخيتاريان غريباً عليه، فهو منذ صغره تلقى مدح الجميع وتمكن من إثبات نفسه لاعباً أساسياً. كان مخيتاريان في السابعة من عمره عند انضمامه إلى فريق الشباب في نادي أف سي بيونيك. وعلى مدى 11 موسماً، تدرج في الفئات العمرية قبل ان يخوض أول مباراة رسمية له في صفوف الفريق الأول عام 2006 وقت أصبح في السابعة عشرة من عمره فقط. ومنذ تلك اللحظة، فرض نفسه وأحرز في صفوف فريقه بطولة أرمينيا أربع مرات، مسجلاً ما لا يقل عن 30 هدفاً في 70 مباراة، علماً بأنه كان يشغل مركزاً متأخراً في الوسط. مسيرته شهدت انعطافة هامة في عمر الـ 21، انتقل إلى ميتالور شاختار الأوكراني ونجح بعد اسابيع قليلة في حمل شارة القيادة ليصبح أصغر قائد في تاريخ النادي. لم تكن موهبته لتنتظر طويلاً، لأن الجار شاختار دونيتسك تمكن من التعاقد معه في العام التالي، فوجد مخيتاريان مكاناً له وسط الكتيبة التي تميزت بـ 8 مواهب برازيلية. وفي منافستهم فرض نفسه أساسياً أيضاً، كما اختير أفضل لاعب في صفوف الفريق لموسم 2011-2012. في ذاك الموسم، أصبح معبود أنصار الفريق، وسطع نجمه بشدة خلال دوري الأبطال، ما أجبر العديد من الأندية الأوروبية على الاهتمام به ومحاولة ضمه. تنبأ بذلك مدربه السابق الروماني ميرسيا لوسيسكو الذي سبق له الإشراف على لاعبين كبار أمثال «الظاهرة» رونالدو والإيطالي روبرتو باجيو: «يملك مخيتاريان مستقبلاً كبيراً. انه لاعب استثنائي». هناك اكتشف لوسيسكو له مركزاً جديداً، فأصبح أمام خط الوسط على مستوى المهاجمين، ما سمح له بحرية التحرك أكثر والبحث عن تسجيل أكبر عدد من الأهداف. يضرب مخيتاريان بالتخصّص التكتيكي عرض الحائط؛ فما إن تراه لاعب وسط، حتى يصبح فجأة في المباراة مهاجماً صريحاً، ثم يعود أدراجه الى المركز الدفاعي. لاعب يملك كل المؤهلات لأن يصبح نجماً عالمياً. مخيتاريان لاعب يستطيع تقديم ما قدمه غوتزه وأكثر. وإذا أصبح بوروسيا دورتموند فريقاً أكبر من أي لاعب، وقادراً على تعويض رحيل أي نجم، فإن الفضل في ذلك كله يعود لشخص واحد: المدرب يورغن كلوب.




برنامج بطولتي المانيا وفرنسا

المانيا (المرحلة الخامسة)
- الجمعة:
هيرتا برلين - شتوتغارت (21.30)
- السبت:
بايرن ميونيخ - هانوفر (16.30)
باير ليفركوزن - فولسبورغ (16.30)
فيردر بريمن - اينتراخت فرانكفورت (16.30)
ماينتس - شالكه (16.30)
اوغسبورغ - فرايبورغ (16.30)
بوروسيا دورتموند - هامبورغ (19.30)
- الاحد:
هوفنهايم - بوروسيا مونشنغلادباخ (16.30)
اينتراخت براونشفايغ - نورمبرغ (18.30)
فرنسا (المرحلة الخامسة)
- الجمعة:
بوردو - باريس سان جيرمان
(21.30)
- السبت:
تولوز - مرسيليا (18.00)
اجاكسيو - ايفيان (21.00)
غانغان - باستيا (21.00)
مونبلييه - رينس (21.00)
نانت - سوشو (21.00)
فالنسيان - سانت اتيان (21.00)
- الاحد:
موناكو - لوريان (15.00)
ليل - نيس (18.00)
ليون - رين (22.00)