سيكون المشهد غريباً على جمهور الكرة اللبنانية وعلى جمال طه عندما سيقف الأخير في مواجهة ناديه السابق الانصار عندما سيلتقيه مدرباً لشباب الساحل. جمهور اللعبة عامة والانصار خاصة اعتاد رؤية «الغزال الأسمر» باللون الاخضر دائماً، حيث ارتبط اسمه مذ كان لاعباً بأكثر الأندية فوزاً بلقب الدوري، وذلك حتى خرج منه مستقيلاً ليتطلع الى تجربةٍ تدريبية أخرى شكك كثيرون في أن يكون قادراً على فعلها بعيداً عن النادي الذي احتضنه، حيث أصبح «ماركة مسجلة» أنصارية في الكرة اللبنانية. لكن بعد ظهر أمس عرف طه أن هناك حياة بعد الانصار، إذ بمجرد دخوله مكتب رئيس نادي شباب الساحل سمير دبوق، عرف أنه لن يكون في جو بعيد عن ذاك الذي عرفه في ناديه السابق، وهو يحكي عن هذه التجربة العاطفية التي لم يكن سهلاً التفكير فيها حتى لمس مدى حجم الجو العائلي الموجود في الساحل. ويقول طه في حديث مع «الأخبار»: «يمكن الاحساس في اليوم الاول إذا كنت في أجواء مثالية للعمل، وهذا ما لمسته عند لقائي رئيس النادي والاداريين واللاعبين الذين تربطني علاقة بمعظمهم، وبالتالي فإنه بعيداً عن الضغوط والشعور والاستغراب يمكنك العمل في مشروعك لبلوغ النجاح».
كابتن منتخب لبنان السابق ليس بعيداً أصلاً عن منطقة حارة حريك، فهو ترعرع في برج البراجنة، وبالتالي يعرف الجو الذي يعيشه نادي شباب الساحل، بدءاً من الملعب الرملي الذي يتدرّب عليه الفريق، والذي لطالما أثار امتعاض المدربين المتعاقبين. وعند هذه النقطة يصارح قائلاً: «يفترض بالمدرب التكيّف مع كل الظروف، لكن الملعب ذا الطبيعة الرملية لا يساعد اللاعبين على التطور، وقد تحدثت مع الادارة في هذا الامر، وكان التجاوب سريعاً للبحث عن ملعبٍ يمكن أن يكون تحت تصرفنا، أقله مرتين أسبوعياً».
وإذ سيبدأ طه اليوم مشاهدة تسجيلات لمباريات الساحل في كأس النخبة، إضافة الى مباريات لعبها الفريق في آخر مراحل الدوري الموسم الماضي، فإنه يبدو راضياً عن التشكيلة المتاحة أمامه، وذلك رغم عدم نفيه أن بعض الاسماء المحلية تجول في باله، حيث سيعمل على ضمّها ليسد الثغرات الموجودة. وكان الساحل قد استغنى عن الحارس الاحتياطي عيسى الدحويش وعلي متيرك ومحمود عيتاني، بينما استقدم الفلسطيني وسيم عبد الهادي من الانصار ومحمود درويش وعلي سعد (نافس على جائزة أفضل لاعب ناشئ في الموسم الماضي) من السلام صور، ولاعب منتخب لبنان للشباب وفريق الشباب العربي حسن كوراني، إضافة الى المهاجم العاجي كريست ريمي لورونيون، وصانع ألعاب الوثبة والشرطة السوريين سابقاً علي غليوم.
المجموعة الساحلية التي قدّمت أداءً مميزاً في الموسم الماضي وصلت من خلاله الى نهائي كأس لبنان، حصلت على مدربٍ خبير بشخصية قيادية يفترض أن يرفع من مستواها، ضمن توجهات النادي للتطوير المستمر.
أما الاختبار الاول لطه فسيكون بعد ظهر الاحد المقبل على ملعب صيدا البلدي، عندما يقابل فريقه الصفاء بطل لبنان في المباراة على الكأس السوبر التي تسبق انطلاق الموسم الجديد.

يمكنكم متابعة شربل كريم عبر تويتر | @charbel_krayem