كثيرون يذكرون الحملة العنيفة التي شنها مدربو الأندية الاوروبية الكبرى في مثل هذه الأيام مع انطلاق البطولات الوطنية منذ عامين على الاتحادات الوطنية جراء اصابات اللاعبين مع منتخبات بلادهم، وكان في مقدمهم الألماني يورغن كلوب، مدرب بوروسيا دورتموند، على الاتحاد الباراغوياني بعد تعرض مهاجم الفريق السابق لوكاس باريوس لإصابة خطرة بعد مشاركته مع بلاده في بطولة «كوبا اميركا».
وكذلك كان الحال بالنسبة لأرسنال الانكليزي الذي حمّل مدرب المنتخب الوطني السابق، الايطالي فابيو كابيللو، مسؤولية إصابة لاعب الوسط جاك ويلشير وغيابه لمدة شهرين، وهذا ما أدى الى سجال اعلامي بين الطرفين.
الأمور يبدو أنها ستأخذ منحى أكثر حدة في هذا الموسم الذي انطلق للتو، وهذا طبيعي نظراً للارتباطات الكثيرة للاعبين مع منتخباتهم إن رسمياً أو ودياً وتحديداً المشارِكة منها في بطولة كأس العالم الصيف المقبل حيث يبدو أن الغالبية العظمى من النجوم سيكونون متواجدين في الحدث العالمي الكبير في البرازيل.
غير أن الأمور تبدو متكافئة هذه المرة بين مدربي الأندية من جهة ونظرائهم في المنتخبات ومسؤولي الاتحادات الوطنية من جهة، بحيث لن يكون هؤلاء الأخيرين في موقع الدفاع كما جرت العادة، بل سيعمدون الى الهجوم على الأندية ومدربيها وهذا ما ابتدأه قبل مدة قصيرة مدرب منتخب انكلترا، روي هودجسون، الذي اعتبر ان معسكرات الأندية الانكليزية خارج القارة الأوروبية «تدمر اللاعبين».
لكن رد الاندية لم يطل حيث تكفل به الألماني ماتياس سامر، المدير الرياضي لبايرن ميونيخ، عندما انتقد بشدة الاتحاد الاسباني بسبب الحالة البدنية التي عاد بها نجما الفريق البافاري، خافي مارتينيز وتياغو ألكانتارا، بعد المشاركة في مباراة دولية ودية مع «الماتادور» ضد الاكوادور على أرض الأخيرة ما أدى الى استبعاد الأول عن المباراة أمام أينتراخت فرانكفورت في الدوري الالماني، فيما جلس ألكانتارا على مقاعد البدلاء وشارك في الشوط الثاني. وقال سامر منتقداً: «يجب أن تكون عودة اللاعبين على الأقل مدعاة سعادة بالنسبة إليّ. دعوة اللاعبين تتم بشكل متأخر، وكذلك نعرف موعد عودتهم بشكل متأخر للغاية. هذه ليست المعاملة الملائمة». لكن بايرن ميونيخ بدوره لم يحسن معاملة منتخب اسبانيا مطلقاً بحيث أجبره على شطب اسمي هذين اللاعبين تحديداً عن قائمة تشكيلته التي واجهت فنلندا أمس في تصفيات المونديال بعد اصابة الاول الخطيرة في المباراة امام نورمبرغ، والثاني أمام تشلسي في مباراة كأس السوبر الأوروبية، وهو ما سيتكرر في مباراة الثلاثاء الودية أمام تشيلي!
بطبيعة الحال، هذا غيض من فيض ما ينتظرنا هذا الموسم، ففي كل استحقاق رسمي أو ودي للاعبين مع منتخبات بلادهم سترفع الأندية صرختها. لكن، في حقيقة الأمر، تبدو الأندية غير محقة بتاتاً، وعلى العكس فإن المسؤولية الكبرى في اي اصابة قد يتعرض لها اللاعبون ستتحملها هي. فالمقارنة بين كم المباريات الوطنية وتلك الخاصة بالأندية غير منطقي. وأكثر، فإن الأندية تبحث بالدرجة الأولى عن مصالحها ولا تتوانى عن القيام بحملات ذات طابع تسويقي في آسيا والولايات المتحدة مجبرة النجوم على التواجد فيها لزيادة الأرباح، وهذا ما يبدو هودجسون محقاً فيه الى أبعد الحدود.
في المقابل، فإن الاتحادات الوطنية ومدربي المنتخبات يتفهمون في بعض الأحيان الحالة البدنية لنجومهم مع منتخباتهم بحيث لا يوجهون لهم الدعوة للمشاركة في بعض المباريات ولنا في مدرب ألمانيا، يواكيم لوف، مثالاً، بحيث لم يستدع لاعبي بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند للمباريات الودية في نهاية الموسم بسبب مشاركتهم في نهائي دوري أبطال أوروبا. في المقابل، فإن هذين الناديين، للمفارقة، ردا التحية عليه بالعكس أمس حيث حرماه خدمات النجوم باستيان شفاينشتايغر وماريو غوتزه وإيلكاي غوندوغان عن المباراة امام النمسا في تصفيات المونديال بداعي الاصابة التي تعرضوا لها في صفوفهما.
باختصار، تبدو الأندية مدعوة لوضع آلية واضحة لمشاركة النجوم في المباريات هذا الموسم وذلك انطلاقاً قبل كل شيء من أهمية تواجد النجم في هذه المباراة او تلك ولا القياس بمقياس المصلحة والفائدة التسويقية. الأمور لا تحتمل استسهال اطلاق المواقف والانتقادات على المنتخبات والاتحادات الوطنية، فالمونديال على الأبواب.





الخوف على ميسي

يتصدر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب برشلونة الإسباني، الواجهة، وذلك بعدما تردد ان الطاقم الطبي للنادي الكاتالوني دق ناقوس الحذر بشأن الحالة البدنية لـ«ليو» الذي عانى من اصابة في نهاية الموسم الماضي، ما من شأن ذلك أن يخلق مشاكل هذا الموسم بين برشلونة والاتحاد الأرجنتيني.