لم يكن تواجد 38 سيارة عند واجهة بيروت البحرية بالأمر العادي، اذ رغم الشكوك التي حامت حول الاقبال الجماهيري لحضور فعاليات رالي لبنان الدولي في نسخته الـ 36، والذي يشكل المرحلة الرابعة من بطولة الشرق الاوسط للراليات، تقاطر عشاق رياضة السيارات الى مكان الحدث حيث اختلطوا بالسائقين قبل بداية المرحلة الاستعراضية التي عادت الى الرالي للمرة الاولى منذ سبع سنوات.
واثنى المشجعون على انطلاق الرالي اللبناني من قلب العاصمة في ما يعتبر تحدياً جديداً للظروف الراهنة والمخاوف الامنية التي باتت هاجساً عند اللبنانيين. اما السائقون فقد اكدوا على اهمية اقامة هذه المرحلة التي تتيح لهم استعراض مهاراتهم، اضافة الى تواصلهم مع جمهورهم، وهذا ما اكد عليه السائق نيكولاس أميوني، الذي قال: «انها مناسبة مهمة لنقوم بدعوة محبي الرالي لمتابعتنا على الطرقات، اذ ان الاهم يبدأ عند نزولنا الى المراحل الخاصة».
اما حامل لقب رالي لبنان 10 مرات، والمرشح بقوة للفوز باللقب روجيه فغالي، فاعتبر ان المرحلة الاستعراضية تأخذ بعداً آخر في الاهمية، فهي «تعطي الرعاة حضوراً ايضاً، وهو امر مهم للسائقين الباحثين دائماً عن جهات داعمة». بدوره، هنأ السائق السابق نبيل كرم الذي نشط على متن سيارته في اخذ بعض المتفرجين في جولات على الحلبة المرسومة، النادي اللبناني للسيارات والسياحة على اعادته المرحلة الاستعراضية «التي ستشجع المزيد من المعلنين على القدوم الى رالي لبنان، الذي شئنا او أبينا هو الافضل في المنطقة، والدليل انه يجذب كل ابطال الشرق الاوسط اليه».
الا ان الحذر كان طاغياً على بعض السائقين، الذين وان وجدوا في هذه المرحلة فرصة لاستعراض مهاراتهم، فانهم اعتمدوا مبدأ الحذر على اعتبار ان اي خطأ مرتكب سيودي بصاحبه خارج السباق. وهذا الامر بدا على السائقين المحليين المرشحين للعب الادوار الاولى، فحل روجيه فغالي ثانياً بفارق 1.07 ثانية عن صاحب المركز الاول بطل الشرق الاوسط القطري ناصر العطية الذي كان آخر المنطلقين، بينما جاء اميوني ثالثاً بفارق 9 ثوانٍ عن المتصدر.
ومما لا شك فيه ان تصدّر العطية سيعطي دفعاً معنوياً للسائقين الخليجيين الباحثين عن اللقب على الطرقات اللبنانية المعبّدة حيث لم ينجح اي سائق عربي في اختراق لائحة السجل الذهبي منذ فوز الاماراتي محمد بن سليم بالمركز الاول عام 1999.
(الأخبار)