شكراً تشيزاري برانديللي. لا شك في أن الإيطاليين وجميع مشجعي المنتخب سيهتفون بهذه الكلمة ساعة رحيل برانديللي عن تدريب «الآزوري» بعد مونديال 2014. هكذا ستكون الحال في ختام مسيرة الرجل مع المنتخب الوطني حيث قدّم العطاء والجهد بعملٍ جبار.
برانديللي تسلّم منتخباً ميؤوساً من حاله خلفاً للمدرب مارتشيلو ليبي إثر خروج إيطاليا من الدور الأول لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، فأخذه على عاتقه وبناه من جديد. المدرب الذي يراه أترابه المخضرمون شاباً، لم يعر أهمية لذلك، بقدر ما كان يهمه إعادة الهيبة للكرة الإيطالية التي اهتزت صورتها في العرس العالمي في جنوب أفريقيا، وقد نجح في ذلك. فبعد تسلّمه منتخباً منهاراً كروياً ومعنوياً عقب الخروج الكارثي، عاد وصعد به الى القمة عندما بلغ معه المباراة النهائية لكأس أوروبا في أوكرانيا وبولونيا الصيف الماضي ليخسر أمام الإسبان. وكذلك في كأس القارات... صحيح أنه لم يتوّج باللقب، لكنه جعل اللاعبين يقدّمون عروضاً جميلة وكرة قدم هجومية في بعض المباريات، وصفها محللون رياضيون في كأس أوروبا الأخيرة بأنها من أمتع العروض. تنوعت الأساليب، لكنه مهما غيّر جلده، فالرجل لم يتخل يوماً عن التراث الإيطالي في اللعبة: «الكاتيناتشو». ظلت هذه الخطة محفوظة في عقله، يترجمها في الملعب عندما يريد. فمهما لعب بشكل جمالي وفريد وجذّاب، إلا أنه أيضاً، يقدم أفضل ما عنده عندما يلعب الـ«كاتيناتشو».
هو بما قدمه، ولا يزال، يعتمد على تشكيلة ممزوجة بعنصري الشباب والخبرة. يعيب على أندية «الكالتشيو» عدم منحها الفرص للشباب الإيطالي بالمشاركة في المباريات بدلاً من التعاقد مع الأجانب. يرى في هذه الخطوة هدراً للمواهب التي من المفترض أن يعتمد عليها المنتخب مستقبلاً، ما جعله يتحسر على قلة المواهب ذات البصمة الكبيرة التي يمكن ترفيعها من الفئات العمرية.
عملية البناء التي بدأها برانديللي فاجأت الجميع بسرعة نضوجها. إذ لم يكن يملك لاعبين من الطراز الرفيع ولم يحظ بالأبطال الذين حظي بهم ليبي في مونديال 2006، إلا أنه صنع مجموعة شبابية متجانسة من اللاعبين الشبان الذين الى جانب عنصري الخبرة الأهم في المنتخب أندريا بيرلو وجانلويجي بوفون، قادرة على العطاء حتى المونديال. هذه النواة التي رسّخ فيها برانديللي فلسفة جديدة وأكسبها الشكل والأسلوب الذي يريده يتطلع الى إيصالها إلى القمة العالمية في المونديال المرتقب. وبعد نجاحه في الخروج من كارثة المونديال الأخير، نجح برانديللي في عزل الفريق عن واحدة من أسوأ القضايا التي مرّت على إيطاليا: قضية مراهنات الدرجة الإيطالية الثانية والتي كانت أسوأ من «الكالتشوبولي» نفسها لأنها استهدفت لاعبي المنتخب بالدرجة الأولى.
اليوم، تزداد التكهنات بشأن من سيخلف برانديللي، إذ أوردت صحيفة «لا غازيتا ديللو سبوت» المحلية أن البرتو زاكيروني مدرب منتخب اليابان هو المرشح الأول لتولي المهمة، ويأتي بعده ماسيمليانو أليغري مدرب ميلان وروبرتو مانشيني مدرب مانشستر سيتي السابق. لكن، يبقى المرشحان الأَولى بخلافة أسلوب برانديللي وبنائه لهذا المنتخب، هما مدرب يوفنتوس أنطونيو كونتي ومدرب انتر ميلانو والتر ماتزاري، إذ أثبت الاثنان أنهما قادران على بناء الفرق والنجاح معها. الأول مع يوفنتوس والثاني مع نابولي سابقاً.
هذا ما يحتاجه الآزوري: «مدربين كبرانديللي، قادرين على مواصلة الطريق الصحيح»، وفقاً لما قاله «الأسطورة» أريغو ساكي.





رقم قياسي لبوفون

أصبح حارس المنتخب الإيطالي جيانلويجي بوفون (35 عاماً) على بعد مباراتين فقط من معادلة الرقم القياسي لأكثر اللاعبين مشاركة مع «الآزوري» والمسجل باسم المدافع المعتزل فابيو كانافارو (136 مباراة). وسيتمكن بوفون من تحقيق هذا الأمر في مباراة الثلاثاء المقبل ضد تشيكيا بعد أن يعادل الرقم أمام بلغاريا اليوم في تصفيات مونديال 2014.