دلالات كثيرة حملتها كلمات مدرب الشانفيل غسان سركيس خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده أول من أمس. وإذ كان الهدف من المؤتمر الكلام عن أزمة كرة السلة، فإن سركيس وجد نفسه متحدثاً عن وضع الشانفيل بعدما كثُر الكلام في الآونة الأخيرة عن مشكلات مختلفة في قلب النادي المتني، تنطلق من الإدارة وتمر بالجهاز الفني، وصولاً الى اللاعبين. وسركيس كان صريحاً الى أبعد الحدود عندما اعتبر أن بقاءه من عدمه يتوقف على تأمين الميزانية المطلوبة.
وعند الكلام عن الميزانية يمكن التوقف، إذ عملياً يبدو الشانفيل حالياً من دون أي مصدر تمويلٍ مباشر في حال تحدثنا عن الجهات الداعمة غير المرتبطة بأيّ من المعلنين. وهذا الأمر قد يبدو طبيعياً لأن الاتفاق مع المموّلين الأساسيين أي الياس بو صعب ووديع العبسي وغسان رزق وجو غصوب انتهى بعدما كان يقضي بدعم هؤلاء للنادي لمدة ثلاث سنوات.
إلا أن الأجواء حالياً تشير الى احتمالٍ كبير بعدم تجديد الارتباط بين الطرفين، وذلك لأسبابٍ مختلفة، تبدأ من ابتعاد الرئيس الفخري جاد قهوجي وتنتهي عند الوضع الذي عاشته اللعبة، والذي دفع هؤلاء الممولين الى التفكير مليّاً قبل ضخّهم الأموال في خزينة النادي مجدداً.
ولا يخفى أن ابتعاد قهوجي حمل معه تفسيرات عدة، وصلت الى حدّ اعتبار أنه قرر ترك الشانفيل المحسوب على التيار الوطني الحرّ بسبب التجاذب الذي حصل حول التمديد لوالده قائد الجيش العماد جان قهوجي. لكن المتابعين عن كثب يدركون أن قهوجي أراد الرحيل قبل انطلاق الموسم الجديد، عازياً السبب الى انشغالاته الكثيرة، من دون أن يخفي لدائرة من المقرّبين منه أن لديه ملاحظات على العمل الإداري في الشانفيل، الذي لا يتماشى مع ديناميكيته.
وفي الوقت الذي تعذّر فيه الاتصال بقهوجي الموجود في سويسرا، لم يخفِ رئيس الشانفيل إيلي فرحات أن أسباباً سياسية كانت وراء ابتعاد الأول عن النادي، لكنه صوّب بأن هذه الأسباب ترتبط بشكلٍ عام باللعبة برمّتها «إذ مع تفاقم أجواء تسييس اللعبة والتصادم الذي حصل في الفترة الأخيرة بين أطرافٍ سياسية معيّنة، رأى جاد أن من الأفضل له أن يقف بعيداً في خطّ حرّ انطلاقاً من انتمائه الى عائلة خطّها وطني دون سواه». وتابع: «لكن نحن في الشانفيل لا نعتبر أن جاد بعيد عنا، بل نضعه في أجواء كل شيء ونشدد على الطلب منه الاستمرار في منصبه رئيساً فخرياً للنادي».
ولا شك في أن ابتعاد قهوجي أثّر بطريقة أو بأخرى في المموّلين أيضاً، إذ إن وجوده كان اشبه بالضمانة لهم في النادي، والدليل أن غالبية الشيكات المدفوعة كانت تحمل اسمه قبل أن يجيّرها لمصلحة النادي بشفافية تامة.
ويؤكد بو صعب في اتصالٍ مع «الأخبار» أن وجود قهوجي كان مهماً على اعتبار أنه كان صلة الوصل بين المموّلين والنادي. ويؤكد في الوقت عينه أن لا شيء محسوم بالنسبة الى الاستمرار في التمويل، بانتظار اجتماع سيتمّ بين الممولين الذين ساهم هو شخصياً في استقدامهم، وذلك لبتّ الأمور، موضحاً أن «أسباب ابتعادنا تعود الى حالة الاشمئزاز التي وصلت إليها كرة السلة اللبنانية، إذ رغم اعتبار الشانفيل محسوباً على جهة معيّنة، فإن هدفنا من الأساس كان العمل في الرياضة وإبعاد الضغوط السياسية عنها. لكن ما حصل أن السياسة جاءت لتوقيف بطولة لبنان، ثم تسبّبت بتجميد اللعبة كلها». وأضاف متسائلاً: «إذا كانت البطولة لم تستكمل، فما هو المردود المعنوي الذي حصلنا عليه على الأقل كمموّلين من دعمنا لفريق سلوي؟».
ويرفض بو صعب الأحاديث التي تقول بأن أبرز أسباب مشكلة السلة اللبنانية هي في محاباة الاتحاد اللبناني للشانفيل، معتبراً أنه «كان لدينا شكاوى عديدة على الأداء التحكيمي، وليس هناك أي دليل على أن الاتحاد يدعم الشانفيل على خلفية ارتباطٍ سياسي معيّن، إذ لا وجود لأي صلة من هذا النوع بينهما».
إذاً، الشانفيل أمام مأزق التمويل رغم أنه سدد جميع مستحقاته للاعبين وللجهاز الفني، لكن ميزانية الـ 1.6 مليون دولار التي تأمنت في الموسم غير المنتهي قد يصعب تأمين جزء منها في حال عدم إقناع المموّلين بالاستمرار، وخصوصاً أن كلاً منهم يدفع حوالى 280 ألف دولار منها، بينما ساهمت إدارة المدرسة بجلب عقدين رعائيين مجموع قيمتهما 275 ألف دولار، ويدخل بقية التمويل من قبل شركات خاصة ومساهمين في الدعم بمبالغ مختلفة.
لكن رغم اختلاط كل هذه الأمور، يبقى التفاؤل موجوداً مع احتمال كبير لاستمرار العبسي ونفي لأي شرطٍ وضعه حول إبقاء النادي للمدرب غسان سركيس من عدمه بسبب التجاذبات التي يعيشها الأخير مع اتحاد اللعبة، الذي دخل العبسي على خط رعايته أخيراً من خلال المنتخب الوطني. لذا، هناك ثقة كبيرة من قبل القيّمين بأن الاجتماعات الكثيرة التي ستنعقد قريباً ستحمل أنباء جيدة لناحية المموّلين الآخرين، وأهم هذه الاجتماعات سيكون للهيئة الإدارية اليوم عند الساعة الثالثة عصراً مع العماد ميشال عون في الرابية التي لا شك في أنها تملك كلمة مهمة في حسم موضوع التمويل.



الخطيب سيحصل على استغنائه

أكد مصدر في الهيئة الادارية لنادي الشانفيل أن كابتن الفريق فادي الخطيب سيحصل على استغنائه خلال أيام قليلة بطلبٍ منه، مبدياً أسفه لأن الاخير يثير بلبلة في كل مرّة يتلقى فيها عقداً أفضل من ذاك الذي يربطه بالنادي المتني، الأمر الذي أثّر في استقرار الفريق في عدة محطات، مشدداً على أن الادارة لا تمانع إطلاقاً رحيل الخطيب.