لم يكن منتخب لبنان لكرة السلة المتضرر الوحيد من الازمة التي عصفت باللعبة، اذ ان الاندية، وتحديداً الأبرز منها، لا تزال تلملم ذيول الضربة التي تلقتها بايقاف البطولة، وهو الامر الذي كلّفها اموالاً كثيرة من دون ان تحصل على النتيجة المطلوبة، او على الاقل ان ترضي المعلنين بالشكل الذي كان متفقاً عليه قبل ابرام العقود معهم، وهي قد تضطر الى مواصلة الدفع حتى تاريخ غير محدد من دون ان يكون بامكانها القيام بأي نشاط.
وبطبيعة الحال، تبدو الامور متشابهة في اندية الحكمة والشانفيل والرياضي حيث تستمر هذه الاندية في دفع رواتب لاعبيها الموقّعين على عقودٍ معها، من دون ان يكون لهؤلاء اللاعبين اي تجمّع او انخراط في تمارين بحكم عدم الضرورة اي بسبب توقّف الموسم وعدم تحديد اي تاريخ لانطلاقه من جديد، اذ ان اللاعبين يعتبرون انفسهم الآن في العطلة الصيفية وبعضهم يتواجد خارج البلاد اصلاً.
ففي الحكمة حيث حُكي الكثير عن الوضع المالي خلال الموسم غير المنتهي، تلقى اللاعبون رواتبهم حتى شهر ايار الماضي، ما عدا الثلاثي الدولي ايلي اسطفان ومحمد ابراهيم ورودريغ عقل، الذين حصلوا على راتب شهر حزيران ايضاً. اما باقي اللاعبين واعضاء الجهازين الفني، فقد تمّ ابلاغهم أمس بأنهم سيحصلون على راتبَي شهري حزيران وتموز منتصف الاسبوع المقبل.
وعموماً لا يمكن للحكمة التأخر في دفع رواتب لاعبيه، اذ ان غالبيتهم يرتبطون بعقودٍ يمكن فسخها من دون اي متوجبات على اللاعب في حال عدم حصوله على مستحقاته في غضون 30 يوماً. وهؤلاء اللاعبون هم تحديداً من يدير اعمالهم الزميل بول عطالله، حيث يبدو هذا البند مشتركاً في عقودهم، ولو ان بعض الاجتهادات تذهب الى انه لا مشكلة في التأخر بدفع رواتبهم، وخصوصاً ان عمل اللاعبين متوقّف بحكم توقّف البطولة. كذلك يبرز اجتهاد آخر يقول بأن اللاعبين يُعتبرون فعلاً في نشاطٍ عملي لان الموسم لم ينتهِ، وبالتالي يُفترض ان يحصلوا على مستحقاتهم في الوقت المحدد.
وبغض النظر عن هذه النقطة، يشعر لاعبو الحكمة بأنهم مكبّلون في نقطتين، الاولى بسبب عدم معرفتهم اذا ما كانت البطولة ستستأنف بعد شهرٍ بحسب ما تردد في الوسط السلوي، ولهذا السبب يواظب عدد منهم على تمارين فردية بهدف الحفاظ على لياقته البدنية. اما النقطة الثانية فهي ترتبط باللاعبين الذين يُقال انه تتم مفاوضتهم للانتقال الى فريقٍ آخر حيث يبدو مستحيلاً على أي منهم الحصول على كتاب استغناء بسبب تجميد الهيئة الادارية بقرار قضائي، وهو الامر الذي يمكن استثناء لاعب وحيد منه هو شارل تابت الذي ينتهي عقده مع «الأخضر»، وبالتالي فانه يمكنه التوقيع على كشوفات هومنتمن، الصاعد الى الدرجة الاولى، حيث يبدو الاتفاق بين الطرفين شبه منته.
وفي الوقت الذي يُستبعد فيه رحيل اي لاعبٍ عن الحكمة بسبب ارتباط اللاعبين بعقودٍ طويلة الأمد، فان المرحلة المقبلة قد تحمل تغييرات بحسب احد المفاتيح الاساسية في الفريق، وخصوصاً في حال انفراط عقد الادارة الحالية واجراء انتخابات قد تحمل ايلي مشنتف مجدداً الى الرئاسة. وفي هذا الاطار يؤكد مصدر موثوق لـ«الأخبار» ان عودة مشنتف ستفرض تغييرات لا محالة على صعيدي اللاعبين والجهاز الفني، نافياً ان يكون «الكابتن» قد اتفق مع مدرب الشانفيل غسان سركيس وقائد الفريق المذكور فادي الخطيب على العودة الى الحكمة حيث خطَّ الثلاثة معاً انجازات لا تنسى.
ورحيل سركيس عن الشانفيل يبدو متداولاً بشكلٍ واسع النطاق حالياً، وخصوصاً ان صداماً (غير مباشر) مع ادارة النادي حصل بعد عودة مدرب المنتخب الوطني من الفيليبين واطلاقه حملة ضد الاتحاد المدعوم من فريق احد ابرز ممولي الشانفيل وديع العبسي. ووجود سركيس بات يحرج ادارة النادي التي لا يمكنها الاستغناء عن المموّلين، حيث يشير مصدر في الفريق الى انه سيكون من الاسهل لها الاستغناء عن المدرب، الذي يُقال انه لا يمانع قبول عرضٍ منتظر من عمشيت، على ان يرافقه الخطيب الذي لن يكون راضياً على الاطلاق عن خطوة ترحيل مدربه، اذ يبدو بقاء «التايغر» من عدمه مع الفريق المتني مرتبطاً ببقاء سركيس او خروجه مرغماً من النادي الذي حمله الى اللقب للمرة الاولى الموسم الماضي.
اذاً بقاء سركيس غير رحيله عن الشانفيل، اذ في حال حصلت الخطوة الاخيرة فان صورة الفريق ستتغيّر بشكلٍ جذري، علماً ان الخطيب الآخر اي حسين، يستعد للانتقال الى التضامن الزوق، الذي قدّم له عقداً يفوق ما يتقاضاه في الشانفيل، وبالتالي وبحسب شروط ارتباطه بالاخير يمكنه الانتقال فوراً، الا في حال حسّن بطل لبنان من عقده بشكلٍ يتجاوز ما قدّمه النادي الكسرواني. وهذه الخطوة قد تحصل في حال رحل فعلاً «ابن العم» فادي، اذ لا يحتمل الفريق المتني خسارة لاعبَين دوليين اساسيين في صفوفه، اذ ان رحيل فادي سيترك فراغاً هجومياً كبيراً، بينما سيؤثر حسين بشكلٍ كبير في الناحية الدفاعية، وقد اعتبره سركيس دائماً افضل اللاعبين في هذا الاطار، ولهذا السبب ضمّه الى المنتخب حيث يُسنِد اليه عادة مهمة مراقبة الهدافين بحكم نزعته «الشرسة» على ارض الملعب.
اما في الرياضي، فالادارة مستمرة في دفع الرواتب ايضاً رغم الاستياء الكبير لعدم تحديد موعدٍ لاستكمال البطولة، اذ يؤكد عضو الهيئة الادارية تمام جارودي ان الخسائر كانت كبيرة «اضطررنا الى دفع كل مستحقات العقود التي ربطتنا باللاعبين الاجانب بسبب توقيعهم معنا على عقودٍ مضمونة تحفظ حقوقهم في أي ظرفٍ كان».
واشار جارودي الى ان التمارين متوقّفة بشكلٍ او بآخر وتقتصر فقط على اللاعبين المتواجدين في لبنان، بينما الباقون يخلدون الى الراحة وخصوصاً لاعبي المنتخب. ويشرف على التمارين المدرب أحمد فرّان ويشارك فيها عدد قليل من اللاعبين المتاحين، امثال وائل عرقجي وميغيل مارتينيز وعلي حيدر وروي سماحة وعمر الترك. وسيحضر المدرب السلوفيني سلوبودان سوبوتيتش في فترةٍ قريبة لمتابعة بعض الامور على ان يعود في الشهر المقبل لاستئناف عمله مع «أبناء المنارة».
وحتى ايجاد حلٍّ للمعضلة الحاصلة وتمسّك اعضاء الاتحاد بمناصبهم بدلاً من الاستقالة كبادرة للانطلاق نحو الحلول الشافية، تتفق الاندية على ان ما يحصل يصح فيه المثل القائل: الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون.



اللجنة الأولمبية تأسف على السلة اللبنانية

أسِف رئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية جان همام خلال جلسة اللجنة التنفيذية على الاوضاع التي آلت اليها كرة السلة، داعياً إلى عمل جماعي مسؤول من اجل رفع عقوبة التجميد عن لبنان، ومتمنياً مساعي وجهود وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي، ومؤكداً اهمية تدارك مثل هذا الامر مع بقية الاتحادات الرياضية المدعوة من جهتها للتلاقي تحت عنوان تعديل انظمتها لتتماشى مع الانظمة والقوانين الدولية بما يعني تعديل المرسوم 8990 خصوصاً في مواده التي تخالف منطق الشرعة الاولمبية، مقترحاً دعوة السيد حيدر فرمن من قبل المجلس الاولمبي الاسيوي واللجنة الاولمبية الدولية للتشاور معه والتنسيق حول ماهية هذه التعديلات.



ضرورة استكمال البطولة

شدّد تمام جارودي على ضرورة استكمال بطولة لبنان، وهو أشار إلى أنّ أحد المطالب التي قدّمها للّجنة التي شُكّلت لحل الأزمة استئناف النشاط. وأكد أنّ هذه المسألة هي مطلب أساسي للاتحاد الدولي أيضاً.