واين روني، الارجنتيني غونزالو هيغواين، وقبلهما الاوروغوياني لويس سواريز. ثلاثة اهداف هجومية وضعها الفرنسي أرسين فينغر مدرب ارسنال الانكليزي لتعزيز خط هجومه استعداداً للموسم الجديد. لكن في قراءة فنية ورغم اعتبار ان كلاًّ من هؤلاء سيشكل من دون شك اضافة كبيرة في صفوف «الغانرز»، فان الحقيقة الملموسة بأن مستوى الاستفادة من كل واحدٍ منهم يبدو متفاوتاً في حال ذهبنا الى مقارنتهم.
البداية من عند روني او«الولد الذهبي» في الكرة الانكليزية، الذي بمجرد اعطائه هذه الصفة يمكن القول ان كل اندية انكلترا تتمنى ان يكون في صفوفها. لكن من يعرف عقلية روني يدرك انه قد لا يرى في ارسنال طموحاً كبيراً، وخصوصاً انه لعب في صفوف العظيم مانشستر يونايتد حاصداً الالقاب المختلفة، في الوقت الذي تبدو فيه طموحات «المدفعجية» محصورة نوعاً ما، وذلك بالقدر الذي تسمح به الميزانية التي تبدو افضل من اي وقتٍ مضى حالياً حيث يبدو النادي مرتاحاً بعد تقلّص حجم المدفوعات.
اما من الناحية الفنية فلا يخفى ان روني سيكون الخيار الافضل لأرسنال، اولاً انطلاقاً من انه نجم محلي كبير، وهو امر سيسعد الجمهور، اضافة الى قدرته على مساعدة المجموعة التي تلعب حوله. وهذه الاخيرة لا شك في انها ستلعب من اجل ايصال روني الى الشباك، وهي التي تعرف انه لن يتأثر بأي شكلٍ من الاشكال بالضغط الذي ستفرزه مسألة اعتباره «النجم الأوحد» في الفريق.
والاهم بالنسبة الى جماهير ارسنال ليس رؤية روني بقميصه بقدر «الثأر» من مانشستر يونايتد الذي انتزع من الفريق اللندني نجمه الاول الهولندي روبن فان بيرسي في الصيف الماضي.
اما بالنسبة الى هيغواين فلا يمكن سوى اعتبار ان ريال مدريد الاسباني محق الى ابعد الحدود في طلب مبلغٍ اكبر مما يعرضه ارسنال لقاء الارجنتيني. هيغواين ببساطة هو هداف يتناسب اسلوبه كثيراً مع طريقة لعب الدوري الانكليزي، حيث الكرات العرضية الكثيرة التي يمكنه انهاؤها في الشباك بفعل قدرته على التمركز السريع داخل منطقة الجزاء واجادته التسجيل من المواضع الصعبة. لذا لا شك في ان امكانات هيغواين تتناسب تماماً مع ما يحتاج اليه ارسنال، وخصوصاً ان الفريق يملك جناحين ممولين مهمين هما الدولي ثيو والكوت والالماني لوكاس بودولسكي، ما سيجعل الارجنتيني يشعر سريعاً وكأنه في المنزل.
لكن البعض قد يأتي ليقول انه من الافضل التعاقد مع مهاجم من الدار اي من الدوري الانكليزي الممتاز، وبالتحديد سواريز الذي اندمج كثيراً مع اجواء الـ«بريميير ليغ». وربما هذا الامر صحيح، لكن لا يخفى ان اي فريق يريد التعاقد مع سواريز لن يسقط من حساباته تهور اللاعب وتصرفاته غير المقبولة على ارضية الميدان. اضف ان ارسنال لا يحتاج الى لاعبٍ يهوى الجري بالكرة لانه لديه العديد من اللاعبين الذين يمتازون بهذا الامر، بل ما يحتاجه اكثر هو رمز مثل روني، معنوياً وفنياً، او مثل هيغواين اذا ما ركزنا اكثر على الشق الفني حيث الحاجة ملحة الى «قاتلٍ» في منطقة الجزاء، وهو امر يؤمنه الاخير استناداً الى الاحصاءات التي تعطيه افضلية كبيرة على
سواريز.



هيغواين أفضل من سواريز

صحيح ان لويس سواريز سجل 23 هدفاً الموسم الماضي في الدوري الانكليزي مقابل 16 لغونزالو هيغواين في الدوري الاسباني، الا ان الاحصاءات تشير الى فاعلية اكبر للثاني الذي سدد 56 كرة مقابل 187 للاول. كذلك بلغت تسديدات الارجنتيني على المرمى 29 مقابل 72 للاوروغوياني.