ابتسامة ثقة علت وجه النجم البرازيلي ريكاردو كاكا عند سؤاله عن مستقبله مع الملكي. كان هذا في مطار باراخاس عند عودته الى العاصمة الإسبانية. الآن، وفي التدريبات الأولى للفريق، تعلو وجهه ملامح ثقة أيضاً. ثقة بالعودة الى سابق عهده، حيث يعلّق محلّلون رياضيون في إسبانيا على جدية تدريباته في ملعب «سانتياغو بيرنابيو». هناك في التدريبات، اقترب المدرب الجديد الإيطالي كارلو أنشيلوتي منه وتحدث إليه بإمعان ووجّه له النصائح، فاتحاً له الباب على مصراعيه لاستعادة توهّجه وسمعته الطيبة بالملاعب. قبل كل هذا، أجرى أنشيلوتي مكالمة هاتفية أخبر كاكا فيها أن بقاءه من عدمه سيعتمد على أدائه في التمارين. يبدو هذا كلاماً لوضعه أمام تحدٍّ جديد. أنشيلوتي يعلم جيداً أن البرازيلي لم يعد نفس اللاعب الذي درّبه قبل بضع سنوات، حيث مرّ بتجربة سيئة مع ريال بدأها بأداء متوسط المستوى وإصابات طويلة الأمد، ثم أسيراً لمقاعد البدلاء.

إلا أن لديه ثقة كبيرة بعودته إلى مستواه إذ يعود له الفضل في صقل موهبة كاكا حتى أصبح أفضل لاعب في العالم عام 2007 بعدما قاد «الروسونيري» للتتويج بدوري أبطال أوروبا في العام ذاته، كما قاده إلى نفس البطولة عام 2003. من صنع مجد كاكا في ميلان يستطيع انتشاله من جديد.
بالأمس القريب، كان كاكا على أبواب الخروج من أسوار الملعب، إلا أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو وقف في وجه انتقاله إلى صفوف ميلان ومانشستر يونايتد، فيما فتح له أبواب الدوري الصيني والروسي. كان هذا تصرفاً غريباً من مدرب محترف بحجم مورينيو. لكن ربّ ضارة نافعة. رحل الأخير الى تشلسي وبقي كاكا ليلعب بإشراف مدربه الجديد والسابق وبمساعدة «أسطورة» ريال الفرنسي زين الدين زيدان.
اليوم، مع أنشيلوتي تبدو الأمور متجهة نحو مسار جديد. يحدو النادي أجمع أمل بعودة كاكا الى مستواه الحقيقي. الإدارة والجمهور واللاعبون أيضاً يريدون ذلك. «هذا هو الوقت المناسب ليظهر فيه كاكا بأنه لاعب كبير»، هكذا علّق رئيس النادي فلورنتينو بيريز على بقاء كاكا بعد مجيء أنشيلوتي، حيث يدرك المدرب الإيطالي أن إعادة كاكا الى مستواه ستكون من ضمن مهماته الأساسية.
طبعاً، انتقد الكثير من المحللين كاكا قائلين إنه لن يعود كما كان. إلا أن «ثورة» شخصية قد يشهدها «الساحر البرازيلي» هذا الموسم. فرصة جديدة لإثبات قدراته، وهذا لن يكون صعباً عليه.
سيعود كاكا فقرة أساسية في خطط المدرب، والفرصة سانحة لاسترداد نجوميته، كما سيفسح له تألقه من جديد المجال في عودته الى منتخب البرازيل لقيادة بلاده في مونديال 2014، حيث يرغب في إقناع المدرب الوطني لويز فيليبي سكولاري بضمه بعدما أخرجه من حساباته في كأس القارات. يعيش كاكا قصة مشابهة لتلك التي عاشها التشيلياني إيفان زامورانو لاعب ريال السابق عام 1994. شهد الاثنان مستوىً متدنياً في فترة من الفترات إلى مستوى أقل مما كان متوقعاً، وكلاهما كانا من خيارات مغادرة ريال مدريد. مع ذلك، بقي زامورانو حتى عاد لإثبات نفسه من جديد وتألق ليصبح بطلاً للدوري عام 1995، مسجلاً خلاله 28 هدفاً. سيعود كاكا كما كان في السابق مع ميلان، سيثبت لجميع منتقديه بأنهم مخطئون.



كاكا: زيدان قدوة

قالي كاكا إنه ليس قلقاً من السير على خطى النجم السابق زين الدين زيدان وصناعة التاريخ في النادي الملكي. وعن المقارنات بينه وبين «زيزو»: «زيدان أسطورة عالمية تاريخية في كرة القدم، سواء مع فرنسا أو ريال مدريد. إنه يلعب في مستوى آخر لأنه صنع التاريخ بالفعل طوال مسيرته الرياضية، في حين لم أصل إلى هذه المرحلة بعد».