تجربة جديدة يخوضها المدرب الإسباني رافايل بينيتيز مع فريقه الجديد نابولي الذي يعد حالياً من الفرق الأقوى في إيطاليا. فبعد تجربته السلبية في الدوري الإيطالي التي لم تتجاوز الاشهر الستة مع إنتر ميلانو، ها هو يعود مجدداً بزخم وبحماسة أكبر. هذا ما يقوله هو على الأقل. وبينيتيز معجب بالتشابه الكبير بين نابولي وفريقه السابق الذي توّج معه بدوري أبطال أوروبا اي ليفربول الانكليزي، ويرى أن الأجواء في النادي الإيطالي وشغف الجماهير الكبير بالفريق، يشبهان إلى حدّ كبير الأجواء التي كان يعيشها في ليفربول، لذا يريد أن يعيد تلك المرحلة الجميلة مـع «الريدز» في نابولي.
صحيح أن بينيتيز مدرب قادر على المنافسة بقوة على مختلف الألقاب، الا أن الأجواء وحدها وشغف الجمهور لا يكفي. المدرب والتر ماتزاري الذي قاد نهضةً مميزة في نابولي أوصله بها للمنافسة على لقب الدوري الايطالي والحلول ثانياً بعد يوفنتوس في افضل مركز للفريق منذ نحو 20 عاماً والتأهل الى دوري الأبطال، قدّم عملاً جباراً، لكنه أضاع فرصة التتويج بالـ«سكوديتو» عندما امتلك أسماءً قوية تفوّقت على غالبية الفرق المنافسة.
اليوم المدرب الإسباني وبعقد يمتد لعامين سيعمل على محاولة التتويج بالدوري وضمان المحافظة على الفريق كمنافس قوي في الـ«سيري أ»، وسيحاول بدرجة أكبر المنافسة في دوري الابطال، والوصول إلى أدوار متقدمة.
ومع انطلاق الاستعداد للموسم المقبل، بدأ بينيتيز بالعمل على التعاقد مع لاعبين جدد. نابولي يمتلك المال وقادر على تلبية طلبات الأخير. أسماء جديدة أصابت الصحافة بالدهشة للوهلة الأولى بعد توقعها لأسماء تملك خبرة أكبر. على عكس المتوقع، بعدما كان نابولي مرتبطاً بأسماء شبابية معظمها من داخل إيطاليا مثل دافيدي أستوري من كالياري وأليسيو تشيرتشي من فيورنتينا، وأخرى من الخارج تضم البرازيلي ديفيد لويز مدافع تشلسي الانكليزي والبرتغالي راوول ميريليش والبرازيلي راميريش في الوسط. وبالطبع تعاقد المدرب الاسباني مع مواطنه لاعب ريال مدريد خوسيه كاليخون، وهو يسعى إلى ضم مهاجم الفريق ذاته الشاب ألفارو موراتا لتعزيز هجوم الفريق الإيطالي. وهو يعمل على التعاقد مع مدافع «الميرينغيز» أيضاً راوول ألبيول لتحسين مركز قلب الدفاع. لقد غيَّر «رافا» من منهجية التعاقدات في الفريق وغيّر في استراتيجيته التي اعتمدت سابقاً على اصطياد نجوم الـ«سيري أ» من أندية الوسط وصقلها ومنحها فرصة التطور، مثلما فعل نابولي سابقاً مع الأوروغواياني إدينسون كافاني وكريستيان ماجيو...
وبما أن بينيتيز لديه أسلوب لعب مختلف عن أسلوب اللعب في نابولي، فالتغيير لن يكون سهلاً أبداً، والأمور ستزداد صعوبة. نابولي كان ملك اللعب المفتوح والهجومي في إيطاليا، معتمداً على ثلاثة لاعبين في الخلف فقط، وهو أمر لم يعتمده بينيتيز يوماً، ما يعني أن خطة اللعب ستتحوّل من 3-4-1-2 الى 4-3-3 أو 4-2-3-1 والأخيرة من المتوقع أن تكون الأقرب مع وجود لاعب وحيد في الهجوم حتى الآن.
أشاد كثيرون بخطوة التعاقد مع بينيتيز والمجيء به الى نابولي لإكمال مشروع النهضة. الآن أصبحت الخطوة تمثّل مغامرة ومقامرة كبيرة على الصعيد الفني والحفاظ على استقرار الفريق فنياً/ والموسم المقبل سيثبت مدى صوابية أو عدم صحة هذا القرار.



كونتي يرحّب ببينيتيز

صرّح مدرب يوفنتوس أنطونيو كونتي، في مؤتمرٍ صحافي بأن مجيء الإسباني رافايل بينيتيز الى سدّة تدريب نابولي سيضفي المزيد من المنافسة على بطولة الدوري الإيطالي. وقال كونتي: «التعاقد مع بينيتيز الذي هو بالنسبة إليّ فوق التقويم عظيم جداً للفريق وللبطولة ككل».