صحيح أن المكاسب التي حققتها البرازيل في كأس القارات 2013 حتى لو لم تظفر باللقب، الأحد المقبل، كثيرة، بدءاً من استعادة ثقة اللاعبين بأنفسهم وثقة جمهورهم بهم، إلى الاستعداد الجيد لكأس العالم 2014، الى تفجر موهبة النجم الصاعد نيمار، لكن الأهم من ذلك كله أن البرازيل أصبح لديها لاعب ارتكاز عصري، والحديث هنا هو عن: جوزيه باولو بيزيرا ماسييل جونيور، المعروف بباولينيو.
فمنذ المباراة الودية أمام انكلترا قبيل انطلاق البطولة، بدا واضحاً أن هذا اللاعب، الذي لم يكن كثيرون قد سمعوا باسمه الا عندما استهل انتر ميلانو الايطالي السباق للحصول على خدماته، يخبئ شيئاً ما في جعبته.
باولينيو، البالغ 24 عاماً والذي يلعب لنادي كورينثيانس في بلاده، لم ينتظر طويلاً حتى يكشف عما يمتلكه، حيث أظهر في كأس القارات منذ انطلاقها عن مؤهلات كبيرة وضعته سريعاً تحت الأضواء مباشرة خلف نيمار.
صحيح أن نيمار صنع «العجائب» في كأس القارات واستحوذ على الاهتمام، وهذا منطقي نظراً للهالة التي يتمتع بها، فإن تألق لاعب برشلونة الاسباني الجديد ليس وحده من جعل«السيليساو» يظهر بتلك القوة، اذ لا بد من الاشادة بالدور الكبير الذي يؤديه باولينيو.
ظهور باولينيو بهذا المستوى وانعكاس هذا الأمر بالفائدة الكبيرة على البرازيل، يؤكد مرة جديدة مدى أهمية لاعب الارتكاز العصري في كرة القدم هذه الأيام. هو اللاعب الذي يتمتع بالمواصفات التالية: قوة بدنية، دور تكتيكي عال، مهارة فنية، رؤية ثاقبة، قدرة على التسجيل.
في حقيقة الأمر، بات ضرورياً في كل فريق تواجد لاعب ارتكاز يمتلك الخاصيتين الدفاعية والهجومية في آن. لاعب يجيد افتكاك الكرات من الخصوم ومن ثم لا يكتفي بتسليمها لصانع الألعاب بل يقود الهجمة بنفسه وهذا ما من شأنه أن يباغت دفاع الخصم. لاعب يقدر أن يضرب الدفاع المقابل بتمريرة ثاقبة وذكية من منتصف الملعب كتلك التمريرة التي أرسلها باولينيو نفسه لنيمار في الهدف الاول أمام الأوروغواي. لاعب مهاري يجيد المراوغة والتمرير. لاعب يندفع من الخلف ليسجل لفريقه عندما تغلق جميع المنافذ أمام المهاجمين كما حصل مع باولينيو أيضاً في المباراة ذاتها.
ولعل أهمية لاعب الارتكاز العصري، جعلت المدربين يبنون خططهم عليه في الوقت الحالي. فإيطاليا ويوفنتوس مثلاً من دون أندريا بيرلو مختلفان طبعاً، وكذلك اسبانيا وبرشلونة من دون تشافي. من دون لاعب ارتكاز عصري كباستيان شفاينشتايغر، ما كان بايرن ميونيخ ليتوج بطلاً لدوري أبطال أوروبا، وكذا الأمر بالنسبة لبوروسيا دورتموند الذي ما كان ليقصي ريال مدريد ويبلغ نهائي هذه المسابقة لولا وجود لاعب ارتكاز في صفوفه بمواصفات إيلكاي غاندوغان.
وأكثر، فإن هكذا لاعبين كانوا سبباً في تراجع دور ووهج صانع الالعاب «رقم 10» وحتى ان لاعب الارتكاز الآن بات عبارة عن «رقم 10 وهمي» ذي دور تكتيكي اكبر وأهم.
الخلاصة: من ليس لديه لاعب ارتكاز عصري فليبحث عنه... هنيئاً للبرازيل بباولينيو.



الأكثر طلباً

إذا ما بحثنا في سوق الانتقالات هذا الصيف، فسنجد ان الطلب على لاعب الارتكاز العصري كبير جداً، ومن الأمثلة: باولينيو، والايطالي ماركو فيراتي، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، والألماني إيلكاي غاندوغان، لاعب بوروسيا دورتموند، والفرنسي جيوفراي كوندوغبيا، لاعب إشبيلية الإسباني.