لا يخفى ان المتربصين بالمنتخب الاسباني كثر. بدءاً من الايطاليين الذين يواجهون الاسبان الليلة في نصف نهائي كأس القارات بعد ان تلقوا أمامهم هزيمة نكراء في تاريخ منتخبهم الأزرق 4-0 في نهائي كأس أوروبا الصيف الماضي. مروراً بالألمان الذين ذاقوا الأمرين أمام الاسبان في نصف نهائي مونديال 2010 بالخسارة 1-0 وفي نهائي كأس أوروبا 2008 بالنتيجة عينها، وصولاً الى الهولنديين الذين حُرموا تذوق طعم الفوز بكأس العالم للمرة الاولى في تاريخهم وذلك بسبب منتخب «لا فوريا روخا» في نهائي نسخة جنوب أفريقيا، الى الفرنسيين الذين خرجوا من ربع نهائي كأس أوروبا 2012 على أيدي الإسبان وتعقدت مهمتهم في تصفيات مونديال 2014... ودائماً بسبب الاسبان. وختاماً بالبرازيل التي لم «تهضم» تنحيها عن ريادة الكرة العالمية وعن تقديم الكرة الجميلة لمصلحة إسبانيا، وما الحرب الاعلامية البرازيلية ضد لاعبي الـ«ماتادور» المشاركين حالياً في كأس القارات سوى تأكيد لحنق البرازيليين على الاسبان.
وأمام العجز الذي أصاب كبار الكرة إزاء الثورة الاسبانية التي أزالت الجميع من طريقها منذ 6 سنوات، بات الانتظار، الى حد ما، هو سيد الموقف لرؤية نهاية هذه الحقبة المجيدة من تاريخ كرة القدم الاسبانية. هو انتظار لمشاهدة تشافي هرنانديز وأندريس اينييستا قائدي هذه الانتصارات، على وجه التحديد، يخلعان ذلك القميص الأحمر الى الأبد. غير أن الفترة الأخيرة أعادت الشكوك الى نفوس هؤلاء الذين وصلوا الى قناعة بأن اعتزال تشافي ومن بعده إينييستا يعني انتهاءً حتمياً لاسبانيا. ثمة لاعبان تحديداً، وللمصادفة يشغلان مركزي تشافي وإينييستا، هما من بعثرا اوراق وحسابات كثيرين، والحديث هنا هو عن: فرانشيسكو رومان ألاركون سواريز «إيسكو»، وتياغو ألكانتارا.
فبالنسبة الى اللاعب الأول، فإنه أثبت بما لا يدعي مجالاً للشك أنه «القنبلة الكبرى» لاسبانيا التي ستنفجر في سماء الكرة العالمية قريباً. لا شيء ينقص هذا اللاعب الموهوب حتى يسير على خطى إينييستا، وأكثر فإن هذا الشاب يمتلك خاصية المهارة عند الأخير، إضافة الى السرعة التي يتميز بها الأرجنتيني ليونيل ميسي والرؤية الثاقبة التي يبرع فيها تشافي. يكفي التوقف عند اختيار نجم بحجم الفرنسي زين الدين زيدان لايسكو للانتقال الى ريال مدريد لتأكيد مدى حجم موهبة هذا اللاعب.
ألكانتارا بدوره لا يقل شأناً وموهبة عن «إيسكو». هو، ببساطة، تشافي الجديد. فنجل النجم البرازيلي السابق مازينيو، المولود في ايطاليا، يسير قدماً لخلافة تشافي في منتخب اسبانيا وربما في برشلونة. ربما هذه سببها أن مانشستر يونايتد يضع كل ثقله لنيل توقيع هذا اللاعب الموهوب على كشوفاته، في وقت وصل فيه الامر الى فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، للاشادة به والتلميح الى إمكانية تقديم عرض للغريم الكاتالوني لضمه.
وما بين إيسكو وألكانتارا، لا بد من الاشارة الى خافي مارتينيز القادم لإطاحة سيرجيو بوسكيتس، والى الشاب ألفارو موراتا الذي ينتظره مستقبل كبير في خط هجوم الـ«ماتادور» ومثله مارك بارترا في الدفاع وغيرهم.
ولا يخفى أن تدرج هؤلاء اللاعبين معاً في الفئات العمرية للمنتخبات الاسبانية يفتح الباب امامهم لاستكمال مسيرة النجاح التي ابتدأها تشافي وإينييستا والبقية في المنتخب الاول.
باختصار، كل المعطيات تشير الى جيل اسباني ذهبي آخر قادم. لا مفر للآخرين سوى الاجتهاد أكثر واكثر، والا فالانتظار سيطول أكثر فأكثر!



خلف الأضواء

تتركز الأنظار في الوقت الحالي على موهبة جيرار دولوفو، لاعب الفريق الثاني في برشلونة، والذي يتطور مستواه على نحو مدهش خلف الأضواء، وهو الآن مطلوب للكثير من الأندية الأوروبية. ولا شك أن دولوفو سيشكل إضافة كبيرة للمنتخب الإسباني مستقبلاً.