وكأن المدينة الرياضية كانت في جنازة. لا هتافات جماهيرية، لا أهازيج احتفالاً بالأهداف، لا حماسة لدى لاعبي بطل لبنان، ولا فريق حقيقياً للنجمة على المستطيل الأخضر. هي صورة حزينة جداً للمرحلة الـ 22، الختامية، من الدوري اللبناني، لا يمكن تحديد من المسؤول عن تظهيرها بهذا الشكل.
هل هي أحداث بحمدون التي جرحت النجمة؟ هل هو النجمة نفسه لعدم قدومه بفريقه الأول؟ هل هو الصفاء الذي قتل المنافسة قبل المرحلة الأخيرة؟

فعلاً، تصعب الإجابة عن هذا السؤال، ولو أن الأشخاص القليلي العدد الذين كانوا في المدينة الرياضية ألقوا باللوم على النادي «النبيذي»، بعضهم من باب الاستياء معتبراً الأمر متعمداً لكي يحصل الصفاء على «أبشع» تتويج ممكن، وبعضهم من باب محبته للنجمة حيث كان يأمل أن يأتي حسن المحمد وعباس عطوي ورفاقهما للتأكيد أنهم الأبطال الحقيقيون عبر تكرار فوزهم على بطل لبنان بعدما أسقطوه (1-0) ذهاباً.
مرشح النجمة لعضوية اللجنة التنفيذية في الاتحاد اللبناني لكرة القدم أسعد سبليني لا يوضح أيضاً الجهة المسؤولة عمّا حدث، مشدداً على أن إدارة النجمة أرادت تسجيل موقفٍ ضد كل الشوائب التي أحاطت بمباريات الفريق هذا الموسم، لا في المرحلة السابقة فقط.
علي السبع، عبد الله عيش، زكي جعران، محمد قنواتي، محمد ابراهيم، علي حرب وغيرهم، تعرّفت عليهم ملاعب الدرجة الأولى، وربما يكون أحدهم نجماً في المستقبل بالنسبة الى الفريق النبيذي، وهم قدّموا أداءً شجاعاً في مواجهة الفريق البطل الذي أبدى احتراماً من خلال مقابلته للمباراة، حيث خاضها بتشكيلة أساسية خلت من النيجيري صامويل أوتشي، ومحمد حيدر الذي شارك في الشوط الثاني ليثبت في حوالى 12 دقيقة أن مستواه أبعد من الملاعب اللبنانية. واحترام الصفاء لخصمه اتخذ بعداً آخر في الشوط الثاني، إذ إن الهجمات الصفاوية المتتالية في الشوط الأول، والتي أسفرت عن هدفين سجلهما روني عازار (27) وحمزة سلامة (33)، بدت أقل حدّة في الثاني، حيث رفض الصفاويون بشكلٍ أو بآخر هزّ الشباك، والدليل ما أقدم عليه محمود الزغبي عند تنفيذه ركلة جزاء، حيث لعبها بمتناول الحارس السبع (74)، مبرراً الأمر بأنه احتراماً لاسم النجمة لم يكن الصفاء يريد تسجيل المزيد من الأهداف، ليردّ النبيذي بطموح الشباب عبر البديل النشيط حرب (77).
مسكين الصفاء، كان يستحق يوماً احتفالياً بلقبه الثاني بصورة أبهى بعد الموسم الكبير الذي خاضه، إذ حتى عند تسلّمه كأس البطولة من رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم المهندس هاشم حيدر، وقف لاعبوه على منصة متسخة الى حدّ كبير، حيث تراكمت الوحول والغبار عليها على مدى الأشهر الماضية، لتكتمل بالتالي الصورة السلبية للقاء وحفل التتويج الهادئ الذي لم يخترق هدوءه سوى لاعبي الصفاء أنفسهم، الذين أبدوا نيّتهم الواضحة في التعويض وإطلاق احتفالات أكبر بالثنائية الأولى في تاريخهم عندما يقابلون شباب الساحل الأحد المقبل على الملعب عينه، في المباراة النهائية لمسابقة كأس لبنان.
النخبة من دون الأنصار
ولم يكن يوم أمس مفرحاً أيضاً للقطب الآخر في الكرة اللبنانية أي الانصار، إذ خسر الفريق الأخضر السباق الى مركزٍ مؤهل الى كأس النخبة في الموسم المقبل، منهياً الموسم في المركز السابع إثر خسارته أمام ضيفه الإخاء الأهلي عاليه الرابع 0-2 على ملعب بيروت البلدي. وسجل هيثم عطوي الهدف الأول للإخاء في الدقيقة الخامسة من ركلة جزاء، ثم عزّز أحمد النعماني النتيجة بكرة رأسية (56). وحسم شباب الساحل السباق الى المركز الخامس بتغلبه على ضيفه العهد السادس 5-3 على ملعب صيدا البلدي.
وكانت المباراة مهمة جداً بالنسبة الى الساحليين للبقاء في جهوزية بدنية قبل خوضهم نهائي الكأس، لذا فقد لعب الفريق الأزرق بتشكيلته الأساسية، وتمكن نجمه المالياني أوليسيه ديالو من تسجيل هدف السبق من ركلة جزاء سددها الى يمين الحارس محمد سنتينا (14). وبعدها عادل العهد بواسطة حسن شعيتو، مستفيداً من تمريرة علي الأتات (27)، قبل أن يعطي التقدّم لفريقه متابعاً الكرة الى الشباك بعدما ارتدت من الحارس عباس شيت إثر تسديدة من الفلسطيني مصطفى الحلاق (35). وانتهى الشوط الأول على وقع هدف ساحلي من توقيع أحمد أيوب الذي انفرد بسنتينا بعد تمريرة من ديالو (40).
وعاد الساحل ليتقدّم في الشوط الثاني بعد كرة ركنية من محمد سالم، لعبها أمير الحاف برأسه الى شباك سنتينا (64)، قبل أن يظهر أيوب مجدداً، مستغلاً مجهوداً فردياً أعقبه تسديدة من ديالو تهيأت أمامه من قبل الدفاع العهداوي (85).
وكافأ ديالو نفسه بهدفٍ آخر هو الرقم 17 له في الدوري ليبقى ثانياً على لائحة ترتيب الهدافين، متخلفاً عن مهاجم الشباب الغازية عماد غدار بفارق هدفين (90). وفي الوقت المحتسب بدل الضائع، سجل مهدي فحص آخر أهداف العهد هذا الموسم بعد مجهود فردي مميّز.





الترتيب النهائي للدوري اللبناني







أكرم سلمان صفاوي إلى الأبد

اعترف مدرب الصفاء، العراقي أكرم سلمان، بأنه رغم تحدث إدارة الصفاء معه للبقاء على رأس الجهاز الفني للفريق، فإن الأمل ضئيل لتجديد ارتباطه ببطل لبنان لأسباب عائلية، حيث سيغادر الى العاصمة الأردنية عمان في 26 الحالي، لكنه شدد على أنه سيبقى صفاوياً الى الأبد، إذ سيكون جاهزاً لمساعدة الصفاء في أي دورٍ حتى لو كان استشارياً.