18 لاعباً أرسلت اسماؤهم الى الاتحاد الآسيوي لكرة السلة قبل اختيار التشكيلة النهائية التي ستشارك في بطولة آسيا المقبلة، المؤهلة الى كأس العالم 2014 في اسبانيا. وضمت تشكيلة سركيس كلاً من رودريغ عقل، علي محمود، محمد إبراهيم، فادي الخطيب، إيلي رستم، إيلي إسطفان، جان عبدالنور، أمير سعود، نديم سعيد، حسين الخطيب، مازن منيمنة، روي سماحة، علي كنعان، باسل بوجي، فيليب تابت، بشير عموري، علي حيدر، لورين وودز.

كثيرة هي الامور التي يمكن التوقف عندها في هذه التشكيلة الاوليّة، ولعل ابرزها ورود اسم كابتن المنتخب فادي الخطيب، الذي سبق ان اعلن عدم مشاركته مع المنتخب في البطولة القارية لأسبابٍ عائلية، حيث تفيد مصادر بأن العمل سيكون حثيثاً لاقناع «التايغر» بالعودة عن قراره بالنظر الى ثقله في المعادلة الفنية حيث الحاجة اليه اكثر من اي وقتٍ مضى.
الا ان العمل الاكبر بدأ لناحية اسم آخر لم يتواجد في التشكيلة وهو جوليان خزوع الذي ومنذ وصوله الى لبنان يثير الكثير من الاخذ والرد والاجتهادات، وخصوصاً عندما يختصّ الامر بجنسيته اللبنانية وتمثيله لمنتخب لبنان.
وفي موازاة امكان اعادة ادراج اسمه في التشكيلة الاولية واستبداله باسم لاعبٍ آخر، لكون هذه التشكيلة ضمت اسماء للاعبين قد لا يشاركون بشكلٍ شبه محسوم في البطولة، امثال باسل بوجي المريض، وفيليب تابت الذي سافر الى الولايات المتحدة حيث تشير مصادر الى بقائه هناك لاسباب خاصة (كما يغيب شقيقه شارل بسبب الاصابة).
أولى التحركات بخصوص خزوع كانت قبل ظهر أمس حيث عُقد اجتماع ثنائي بين جان مامو المكلّف بادارة لجنة المنتخبات حالياً ومدرب نادي الحكمة فؤاد ابو شقرا، الذي وضع الاول في اجواء لاعب الارتكاز المهم بالنسبة الى المنتخب الوطني. وكان جليّاً ما رشح من معلومات خلال الاجتماع عن ان ابو شقرا، ومن خلفه ناديه الحكمة، لهم مصلحة كبيرة في تمثيل خزوع للمنتخب الوطني حيث سيكون بامكانه اللعب مع الفريق الاخضر على اساس انه لبنانياً في الاستحقاقات القارية المقبلة.
ويبدو ابو شقرا من المرحّبين بمشاركة خزوع مع المنتخب ويلعب دوراً مساعداً في هذا الموضوع بحسب مامو الذي افاد «الأخبار» بأنه سيقوم بالاتصال بوكيل اعمال اللاعب كخطوة اولى في هذا الاطار، نافياً ان يكون خزوع قد طالب بمبالغ خيالية للعب مع المنتخب.
الا ان المتابعين عن كثب يدركون ان مسألة خزوع هي ابعد من مبلغٍ معيّن قد يتقاضاه جراء مشاركته مع لبنان، حيث تتفرّع المشكلة في اتجاهات عدة. اول هذه الاتجاهات هي ما يقال عن عدم تسهيل وكيل اعمال اللاعب للموضوع انطلاقاً من حسابات خاصة، منها ما يرتبط بخزوع ايضاً الذي يرى فرصة له بتمثيل اوستراليا بعد عامين على ابعد تقدير حيث سيكون قد وصل الى قمة مستواه مع بلوغه سن النضج السلوي (28 عاماً)، في الوقت الذي سيكون فيه اللاعبون الذين يشغلون مركزه قد تقدّموا في السن.
وفي اتجاهٍ آخر، يحكى عن ان طلبات خزوع لا تقتصر على العامل المادي، اذ يريد فترة من الراحة مع عائلته في اوستراليا على ان يلتحق بالمنتخب في وقتٍ لاحق قد يكون قبل فترةٍ قصيرة من مشاركة المنتخب في البطولة الآسيوية.
اما الاتجاه الأخطر فهو ينقسم الى جزءين: الجزء الاول هو امتعاض خزوع من التصريحات المتكررة لسركيس الذي اعتبره عميلاً في مرحلة اولى ثم طالب بوقفه عندما تخلف عن الالتحاق بالمنتخب، في الوقت الذي كان فيه اللاعب في اوستراليا لجنازة والدته.
واذ تبدو الصورة ضبابية حول هذا الجزء، فإن مصادر مقرّبة من اللاعب تؤكد امكان حل المشكلة مع سركيس، لكن تبقى مشكلة الجزء الثاني، وهي ترتبط بالاتحاد حيث لم يكلّف احد نفسه الجلوس على طاولة واحدة مع خزوع للحديث معه حول مسألة التحاقه بالمنتخب رغم ادراك الجميع الحاجة الفنية إلى لاعب بطوله
(2.11 م) وبقيمته الفنية. وهذه المسألة اثارت استياء لاعب الحكمة ايضاً، الذي لم تصل الى مسامعه سوى كلمات التهديد والوعيد من مصادر اتحادية، حيث تم التلويح بتوقيفه في حال رفض الدفاع عن الوان لبنان، علماً انه لا يمكن توقيفه في حال اختار الجنسية الاوسترالية بحسب قوانين الاتحاد الدولي لكرة السلة «الفيبا».
ويفيد مامو بأنه في موازاة العمل على الوصول الى تسوية مع خزوع، سيتم العمل ايضاً على تسوية الوضع القانوني للاعب وسط التضارب في اوراقه الثبوتية، حيث ذُكر على جواز سفره الاوسترالي انه ولد في ملبورن، بينما حدّد اخراج قيده اللبناني مكان ولادته في سيدني «وهو امر يحتاج الى محكمة وامر قضائي لتسويته، لكنها ليست بالمشكلة المستعصية وسنقوم بحلّها قريباً».
كذلك، يؤكد مامو انه ورغم توجهه لمخاطبة وكيل اعمال خزوع «الا ان القانون يسمح لنا باستدعائه الى المنتخب من دون العودة الى وكيل اعماله، لكننا سنعمل في كل الاتجاهات من اجل تذليل العقبات».
كذلك، لفت في تشكيلة سركيس ورود اسم لاعب الرياضي الاميركي لورين وودز الذي سبق ان طالب مدرب المنتخب بتجنيسه في حال عدم تلبية خزوع الدعوة. وما طرح اسم وودز سوى اقتناع من سركيس بعدم تلبية اللاعب لهذه الدعوة او عدم رغبة المدرب به بحسب ما تشير مصادر كثيرة، منها ما تذهب الى الاجتهاد بأن حسابات شخصية ترتبط بهذه القضية، لذا يفترض تعيين مدرب جديد للمنتخب لا ينتمي الى اي نادٍ.
وتبدو مسألة تجنيس وودز متاحة، وخصوصاً ان العملاق الاميركي لا يحتاج الى مبلغٍ مالي كبير بل ان كل ما طالب به هو 30 الف دولار مقابل شهرين من الالتحاق بالمنتخب اللبناني. لكن تبقى الكلمة الفصل عند الرياضي بهذا الخصوص، حيث الاجواء ضبابية ايضاً، وخصوصاً بعد عدم قبول فكرة قدوم المدرب السلوفيني سلوبودان سوبوتيتش لتدريب المنتخب.
اما في حال النجاح في الحاق خزوع بالمنتخب، فإن خيار التجنيس سيذهب في اتجاه آخر، وقد اصبح نجم الحكمة الجديد الاميركي كوينسي دوبي من الاسماء المطروحة بقوة رغم المبلغ الكبير الذي يمكن ان يطلبه وعدم توفر الاموال حالياً في خزينة الاتحاد، وهو الامر الذي يوضح مامو ان «حلّه يمكن ان يتم، وخصوصاً ان شخصيات كثيرة في البلاد لن تألو جهداً في مساعدة المنتخب على بلوغ كأس العالم مجدداً».
فعلاً، منتخب محترم وبلوغ المونديال هو اكثر ما تحتاج اليه كرة السلة اللبنانية حالياً، وهي التي تعيش مرحلة مخاض عسير لم تعرفها في اسوأ ايامها.



عودة علي حيدر إلى المنتخب

اسم جديد يعود الى لائحة المنتخب هو علي حيدر (مواليد 20 تموز 1990). وحيدر الذي يحمل الجنسية الكندية، يدافع منذ 2009 عن الوان فريق جامعة «ميتشيغن تك» الذي ينافس في الدرجة الثانية لبطولة «NCAA». ويمكن لحيدر الذي يبلغ طوله 2.01 م ان يشغل المركزين 3 و4. وسبق للاعب المولود من ابوين جنوبيين ان تألق في صفوف فريق جامعة «ميتشيغن تك». واستدعي حيدر الى صفوف المنتخب عام 2011 حيث شارك معه في دورة الملك عبد الله في الاردن وقدّم اداء لافتاً، مسجلاً ما معدله 9 نقاط و7 كرات مرتدة في حوالي 20 دقيقة خلال المباراة الواحدة. الا انه لم يشارك مع المنتخب في بطولة آسيا في العام نفسه بسبب ارتباطه بدراسته فعاد إلى الولايات المتحدة.



أبو شقرا لإبعاد المصالح الشخصية

رأى مدرب فريق الحكمة، فؤاد أبو شقرا، أن مجرد لعب جوليان خزوع مع منتخب لبنان هو مكسب لكرة السلة اللبنانية عموماً، داعياً إلى إبعاد المصالح الشخصية عن المنتخب الذي يحتاج إلى الالتفاف حوله، في ظل الأجواء السيئة التي تعيشها اللعبة.