لا يوجد نص قانوني في النظام الأساسي والداخلي للاتحاد اللبناني لكرة القدم يُلزم بأن يكون هناك توزيع طائفي معيّن لأعضاء اللجنة التنفيذية (اللجنة العليا سابقاً). إلا أن العرف السائد يقضي بوجود أربعة أعضاء مسيحيين، الى جانب سنيين ودرزيين وثلاثة أعضاء شيعة. إذاً الحصة الأكبر هي للمسيحيين، ومن ضمنهم عضو أرمني، وهذا قد يستمر أو لا يستمر في الولاية الجديدة للاتحاد. فعدد المقاعد الأربعة يبدو أنه سيكون هدفاً لأفكار ونقاشات بدأ البعض يتحدث عنها مع كلام عن سحب مقعد لصالح الطائفة السنية، وخصوصاً في ظل الرغبة الأنصارية والنجماوية بأن يكونوا ممثلين في الاتحاد. أضف الى ذلك ضرورة تمثيل محافظة الشمال، إلى جانب إعلان محمود الربعة ترشحه لولاية جديدة، مع ما يعني ذلك من قطع للطريق على أي تغيير، وخصوصاً أن عنوان الانتخابات يبدو أنه سيكون «الأفضلية للأعضاء الحاليين».
ولا تتوقف الإشكالية عند عدد المقاعد، فهذا أمر يمكن تخطيه وخصوصاً صعوبة سحب امتيازات من طائفة لصالح طائفة أخرى في بلد كلبنان. فهناك أيضاً الرغبة العونية بأن يكون هناك ممثل لها (الأفضلية لجو كوبلي) انطلاقاً من التحالف مع عدد من الأطراف الفاعلة في الانتخابات كقطاعات الرياضة في حركة أمل وحزب الله والطاشناق والمردة، وما قدمه الى هؤلاء حين طلبوا الوقوف الى جانبهم. وقد تكون هذه نقطة القوة لدى العونيين في ظل واقعية يعبّر عنها مسؤول الرياضة في التيار جهاد سلامة حين يؤكّد أن التيار لا يملك ثقلاً انتخابياً على صعيد الجمعية العمومية ولا يستطيع أن يخوض معركة، وهو يعتمد على ما قدمه الى الحلفاء في أماكن أخرى رياضياً في اتحادات السلة والتايكواندو والسباحة وغيرها، إن كان على صعيد التعبئة الرياضية في حزب الله أو الطاشناق أو المردة، «حتى إن سوء التفاهم الذي حصل في انتخابات اتحاد السباحة لم يكن مع تيار المردة، بل مع آل الدويهي» يقول سلامة لـ«الأخبار». أما بالسنبة الى حركة أمل، فيعود سلامة بالذاكرة الى انتخابات عام 2009 والاجتماع الذي حصل في فندق الحبتور وضمه الى حيدر ومسوؤل الرياضة في حركة أمل مازن قبيسي والمرشح جو كوبلي، حيث طُلب من سلامة وكوبلي انسحاب الأخير لصالح التفاهم القائم على الأسماء المسيحية والالتزام بها مع وعد يالتعويض في الانتخابات المقبلة. ويبدو سلامة هادئاً في كلامه عن الانتخابات حين يقول بواقعية «إذا كان هناك تفاهم على إبقاء الحال على ما هي عليه والتجديد للأعضاء الحاليين، فحينها ليس باليد حيلة ولا نستطيع فعل أي شيء».
ويبدو أن الطرح الأخير هو صاحب الحظوظ المرتفعة لدى الممسكين بالقرار الانتخابي على صعيد الجمعية العمومية من ناحية أن الأفضلية للأعضاء الحاليين.
أمر عبّر عنه بصراحة نائب رئيس الاتحاد ريمون سمعان والذي يعتبر مسيحياً المرجعية الرئيسية على صعيد كرة القدم. «نحن لا نستطيع أن نقول وداعاً لمن وقف معنا في السنوات الأربع الماضية. وفي حال كانت هناك رغبة من أحد الأعضاء بالبقاء لولاية جديدة فله الأولوية، وخصوصاً أننا نسعى الى اتحاد متجانس وأي تركيبة لا تتوافق مع تطلعاتنا ستعني انسحابنا أنا والرئيس هاشم حيدر. وأتمنى أن تدار الانتخابات بطريقة رياضية بعيداً عن السياسة».
كلام يوافق عليه رئيس الاتحاد حين يؤكّد أن الانسجام والتفاهم بين الأعضاء هما العنوان الأساسي لتركيبة الاتحاد، «وليس هناك مجال للضغوط أو التسويات».
وهل هذا يعني أن تجربة انتخابات اللجنة الأولمبية لا يمكن أن تتكرر في انتخابات اتحاد كرة القدم، حين سار حيدر بتفاهم لم يكن مقتنعاً به؟
يجيب حيدر عن سؤال «الأخبار» بسؤال «كيف تجد تعاطيّ مع اللجنة الأولمبية بعد الطريقة التي جرت بها الانتخابات؟ أنا لم أحضر سوى اجتماع واحد وجاء بناءً على طلب شخص عزيز جداً، كما أنني لست عضواً أو أترأس أي لجنة. فكيف الحال باتحاد كرة القدم، فأنا لن أرضى بأي تسويات داخل البيت الداخلي في اللجنة التنفيذية، وأي تركيبة لا تتوافق مع رؤيتنا ستعني بكل بساطة أنني لن أكون الرئيس المقبل للاتحاد».
كلام واضح لرئيس الاتحاد يشير الى أن تأكيد بقائه رئيساً للاتحاد ليس دقيقاً، حيث إن هذا الأمر له شروطه القاسية من قبل حيدر نفسه الذي لا يقبل أن يفرض عليه أشخاص داخل بيته الداخلي، وهناك تفاصيل يجب الاتفاق عليها وهي مهمة أيضاً وخصوصاً أن الشيطان يكمن في التفاصيل.
نظرة حيدر وسمعان تعني أن رغبة البعض بتغيير عضو الاتحاد جورج شاهين ستبقى في إطار الرغبة غير القابلة للتنفيذ، وخصوصاً حين يقول سمعان «جورج شاهين هو قبلي في الاتحاد الجديد»، ما يقطع الطريق على من يسعى الى إقصائه إن كان من خارج الاتحاد أو من داخله.
من جهته، يقارب أحد الأعضاء المسيحيين وهو سمعان الدويهي موضوع الانتخابات من زاوية أخرى، حين يعتبر أن التمثيل يجب أن ينسحب على أقضية خارج بيروت وتحديداً الى عكار والبترون والكورة، حيث هناك غياب شبه كلي لكرة القدم عن أندية تلك الأقضية. وبالتالي فإن دخول أعضاء من تلك الأقضية سيساعد على نشر اللعبة.
تبقى هناك المسألة الأرمنية، حيث يمثل الطائفة حالياً هامبرسوم ميساكيان، والذي يبدو أن جمعية هومنتمن متمسكة به كما يقول رئيس اللجنة العليا للجمعية في لبنان هاغوب كيشيشيان. فهو يؤكّد أن الجمعية سعيدة بالعمل الذي يقوم به هامبيك وهو مرشحها حتى الآن، بانتظار اجتماع اللجنة العليا واتخاذ القرار النهائي.
إذا يبدو أن الواقع المسيحي في انتخابات اتحاد كرة القدم لن يختلف عن الشيعي الذي يبدو أيضاً أنه لن يشهد تغييراً في حال سارت الأمور كما يريد رئيس الاتحاد وإلا سيكون من يسعى لفرض إرادته أمام عضلة البحث عن بديل.



حيدر: العلاقة مع رضا ممتازة

استغرب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم، هاشم حيدر، ما قيل عن وجود جفاء أو تباعد بينه وبين رضا عنتر. «العلاقة مع رضا كانت ولا تزال مميزة. وأنا لم أكن أعلم بأن رضا موجود في بيروت، أو حتى أنه حضر المباراة مع كوريا الجنوبية. فلو رأيته لكنت توجّهت إليه وسلمت عليه». وتأكيداً على العلاقة الجيدة، أشار حيدر الى أنه أجرى أمس اتصالاً بعنتر على رقمه الصيني، لكن الأخير لم يُجب.