«مهمة زيدان (التعاقد مع بايل)» و«بايل الرصاصة الذهبية». هذان العنوانان اللذان خرجت بهما صحيفتا «ماركا» و«آس» المدريديتان صباح أمس مع صورة للنجم الويلزي غاريث بايل الى جانب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الأولى، ولبايل وحده في الثانية. إذاً، الامور باتت واضحة، وعلى المكشوف في العاصمة الاسبانية: بايل هو الهدف الأول لريال مدريد حالياً. هكذا، لم تحتمل مدريد الفشل في الحصول على البرازيلي الصاعد نيمار، لاعب سانتوس، الذي خطفه فريق المدينة الغريمة برشلونة، فأرادت التعويض بقوة عبر ضم النجم الويلزي. ففي حقيقة الامر، يبدو من الصعب ان يغمض لرئيس الملكي، فلورنتينو بيريز، جفن إزاء فقدان صفقة نيمار امام برشلونة، هو الذي هزم الاخير سابقاً مراراً حتى في عقر داره عندما خطف البرتغالي لويس فيغو من صفوفه عام 2000، فضلاً عن تعاقده مع نخبة من عمالقة كرة القدم طيلة السنوات الماضية.
اذاً، الحصول على توقيع بايل بات بمثابة تحدٍّ بالنسبة لبيريز لاسترداد اعتباره في الميدان الذي برع فيه اكثر من غيره ليس في زمنه فحسب، بل في تاريخ رؤساء الاندية في الكرة الاوروبية.
لكن بغض النظر عن هذه النقطة، يمكن القول هنا إن القدر سيبتسم لريال مدريد في حال التعاقد مع بايل عوضاً عن نيمار، حيث ان الويلزي الموهوب هو بالضبط ما يبحث عنه النادي الملكي، إذ ان الجهة اليمنى التي ينتظر ان يشغلها بايل في حال انتقاله الى ريال كانت احدى المشاكل التي عانى منها الأخير في الموسم الماضي. حيث ان الأرجنتيني انخيل دي ماريا والألماني مسعود اوزيل تناوبا على شغلها والاثنين لم يعطيا النتائج المرجوة، فالاول بدا غير ثابت المستوى، ليس في الموسم الماضي فحسب بل منذ التحاقه بالملكي، حيث اتسم اداؤه بالتسرع والانانية المفرطة فضلاً عن عدم انضباطه واصاباته. اما الثاني فلم يستطع أن يتأقلم في مركز الجناح الأيمن وبدا واضحاً انه لا يجيد سوى اللعب خلف المهاجم في مركز صناعة الألعاب، وهذا ما ادى في كثير من الأحيان الى افقاد ريال مدريد نقطة قوة حقيقية بعدم تواجد اوزيل في مركزه المحبب.
من هنا، يبدو بايل الخيار الانسب حالياً في العالم والأمثل للتواجد في هذا المركز، اذ ان الويلزي قادر بامتلاكه عامل السرعة والمراوغة على فتح جبهة لن يستطيع أحد ان يقف فيها بوجهه، هذا فضلاً عن قدرته العالية على التسديد البعيد والتسجيل حيث نجح في الموسم المنتهي في انكلترا في تسجيل 21 هدفاً وهي المرة الاولى التي يستطيع فيها لاعب من توتنهام أن يتخطى حاجز العشرين هدفاً منذ المهاجم الألماني الفذ يورغن كلينسمان في موسم 1994-1995.
أضف الى ذلك، فإن الفائدة الأخرى من قدوم بايل الى ملعب «سانتياغو برنابيو» هي ايجاد لاعب ثان قادر على حمل ريال مدريد على كتفيه الى جانب رونالدو خصوصاً في حال غياب الأخير، اذ ان المباريات القليلة التي غاب عنها «الدون» أثبتت بوضوح مدى تأثير هذا النجم حيث يبدو الملكي من دونه كمن يفتقد نصف قوته. من هنا تبدو الحاجة ملحة للاعب آخر يتحمل هذه المسؤولية في حال تعرض رونالدو لاصابة. وبطبيعة الحال، وبالارقام، لا يوجد حالياً في العالم من يمتلك تأثيراً كبيراً على فريقه بخلاف «سي آر 7» سوى الارجنتيني ليونيل ميسي وبايل، وخير دليل على ذلك أن الويلزي، على سبيل المثال، حسم بمفرده 8 مباريات لفريقه في الدوري الانكليزي هذا الموسم ما مجموعه 19 نقطة، وقد شارك على نحو فعال طبعاً في حصد النقاط الأخرى.
مسألة اخرى ستفرق كثيراً في حال قدوم بايل مقارنة لو تم التعاقد مع نيمار، هي أن الأخير يبدو من المستحيل أن «يركب» في تشكيلة واحدة مع رونالدو، نظراً للتعالي وحب الظهور والأضواء التي تطبع شخصية البرازيلي تماماً كالبرتغالي، ما من شأنه أن يدب الغيرة بين الاثنين، اما الويلزي فغير ذلك كلياً وهو رغم اشادة الجميع به هذا الموسم، فإنه عبّر اكثر من مرة عن اعجابه برونالدو وأكثر فإنه لم يتوان عن التصريح بأن الأخير قدوته حالياً في الملاعب.
بالفعل، سيكون من المثير للاهتمام رؤية بايل بقميص ريال مدريد يشغل الجهة اليمنى ورونالدو على اليسرى وبينهما اوزيل في تشكيلة الموسم المقبل، هذا مع الاضافة التي سيشكلها تواجد مهاجم عالمي امامهم حيث يحكى كثيراً عن الأوروغوياني لويس سواريز أو مواطنه ايدينسون كافاني أو البولوني روبرت ليفاندوفسكي لارتداء قميص الملكي. فباختصار سنكون عندها امام ريال مدريد تاريخي بكل ما للكلمة من معنى.



بايل يفتح أبوابه لريال مدريد

لم يخف جوناثان بارنيت، مدير أعمال غاريث بايل، أن الأخير مستعد للاستماع الى أي عرض مقدم من ريال مدريد. وقال بارنيت لبرنامج «فوتبوليروس» الخاص بتلفزيون «ماركا»: «إذا جاء أحد مثل (رئيس ريال فلورنتينو) بيريز وقال إنه مهتم ببايل، فسيكون ذلك شرفاً كبيراً وسنستمع إليه. نحن لا نتحدث حالياً مع
أحد (...)».