لا يختلف اثنان على مدى اللهفة في بايرن ميونيخ الألماني لحمل كأس دوري أبطال أوروبا، من الجماهير الى الإدارة الى المدرب، وصولاً الى اللاعبين، غير أن ثلاثة من بين هؤلاء سيفعلون المستحيل لاحتضان هذه الكأس التي قد تحمل إليهم انتصارات على المستوى الفردي أيضاً، والحديث هنا هو عن: الفرنسي فرانك ريبيري والمحليين باستيان شفاينشتايغر وفيليب لام.
بالنسبة إلى ريبيري، يمكن الجزم بأن هذا الموسم كان الأروع والأكثر تكاملاً للفرنسي مع بايرن ميونيخ الذي التحق به عام 2007. في غضون هذه السنوات، أصبح ريبيري رقماً صعباً في ميونيخ واستطاع أن يدخل الى قلوب البافاريين بسرعة كبيرة. جمع الفرنسي بين الفنيات والمهارة في الملعب، وخفة الظل خارجه، والأهم من ذلك أثبت عن ولاء غير عادي للفريق الألماني عندما آثر البقاء في صفوفه، رغم استماتة ريال مدريد الإسباني قبل سنوات للحصول على توقيعه. ورغم الفشل في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2010 أمام انتر ميلانو الإيطالي، ومن ثم «الفاجعة» الكبرى في نهائي 2012 أمام تشلسي الإنكليزي في «أليانز أرينا»، ظل ريبيري متأملاً بتكرار التجربة والوصول الى المباراة النهائية في هذا الموسم. وهكذا كان، حيث لعب الفرنسي دوراً كبيراً في تحقق هذا الأمر، وكان له بصمة لن تنسى، وخصوصاً أمام برشلونة الإسباني، إذ تختصر اللقطة التي راوغ بها الأرجنتيني ليونيل ميسي وأطاحه أرضاً ما قدمه هذا النجم من إبداع في المسابقة.
ريبيري بدا في هذا الموسم بمثابة «سوبر ستار» حقيقي لا يقل شأناً عن ميسي ولا عن كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد. كيف لأحد أن يقول غير ذلك، فالفرنسي لم يكتف بلمحاته الفنية المميزة ولا بمراوغاته الاستعراضية، بل حقق الأرقام على غرار النجمين السالفين، إذ صنع 18 هدفاً لزملائه، وتمكن من تسجيل 11 هدفاً، بينها هدف خيالي هو الأروع في مسيرته، على حد ما وصفته وسائل الإعلام وذلك في المباراة الأخيرة في الـ«بوندسليغا» أمام بوروسيا مونشنغلادباخ، عندما سدد الكرة «على الطائر» من خارج منطقة الجزاء.
كل هذا يؤدي الى أن ريبيري لن يتهاون مطلقاً أمام بوروسيا دورتموند لتحقيق أول لقب كبير في مسيرته بعد فشله مرتين مع بايرن في ذلك، فضلاً عن خسارته نهائي كأس العالم 2006 مع فرنسا، وذلك ليتوّج موسمه الأفضل في مسيرته مع النادي البافاري، على حد وصفه، بأحسن طريقة ممكنة، حيث لم يخف هذا الطموح بقوله: «آمل أن نتمكن هذه المرة من الفوز بهذا النهائي. لقد خسرت نهائيين سابقاً، ولا أود أن أخسر الثالث».
غير أن مكسب ريبيري لن يتوقف، في حال الفوز على دورتموند، على احتضان الكأس الغالية، بل من الممكن (أو يفترض) في حال لعب دوراً في هذا الانتصار أن يقوده هذا الأمر الى الدخول ضمن المرشحين الثلاثة على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، ولمَ لا الظفر بها بعدما ملّ مشجعو الكرة صورة ميسي ورونالدو على المنصة.
ما ينطبق على ريبيري، ينطبق أيضاً على شفاينشتايغر ولام.
بالنسبة إلى الأول، فإن هذا النجم أثبت بما لا يدّعي مجالاً للشك أنه لاعب الارتكاز الأفضل في العالم حالياً. فمن يتفوق على التشيلياني أرتورو فيدال وأندريا بيرلو لاعبي يوفنتوس وعلى تشافي هرنانديز لاعب برشلونة، ومن يعطل ميسي بشكل تام، فإن أقل ما يقال عنه أنه الأفضل في مركزه.
وإذا كان ريبيري قد فقد ثلاثة نهائيات مع بايرن وفرنسا، فإن الأمور وصلت الى حدود المأساة مع «شفايني» حيث يقترب من منافسة مواطنه النجم السابق، ميكايل بالاك، على لقب «الأسوأ حظاً» وذلك بعد خسارته مباراتين نهائيتين في دوري الأبطال مع بايرن وخروجه مع ألمانيا من نصف نهائي كأس العالم عام 2006 و2010، ونصف نهائي كأس أوروبا 2012 ونهائي المسابقة ذاتها في عام 2008.
ما هو مدهش في هذا النجم أنه حافظ على رباطة جأشه، لا بل ازداد شجاعة وقوة وقتالية هذا الموسم، رغم إضاعته ركلة جزاء في المباراة النهائية العام الماضي أمام تشلسي، حيث لا تزال لقطته، وهو يذرف الدموع ندماً وحزناً، ماثلة في الأذهان.
«شفايني» بدوره لم يخف توقه الشديد لحمل الكأس ذات الأذنين وهو، على غرار ريبيري، يستحق في حال نسجه ضد دورتموند على منوال مباراتيه أمام يوفنتوس وبرشلونة أن يدخل ضمن المرشحين الثلاثة للكرة الذهبية.
يبقى أن لام، ذلك «الجندي المجهول» وصاحب الدور الفعال والكبير في دفاع البافاري وهجومه، ينتظر بدوره أن يمحو خيباته في المباريات النهائية مع بايرن وألمانيا على غرار شفاينشتايغر، وأن يكون، باعتباره القائد، صاحب الشرف في أن يرفع أول كأس لبايرن في المسابقة بعد الكبير شتيفان إيفنبرغ عام 2001، وأين؟ في قلب لندن.



نهائي 2015 في برلين

حدد الاتحاد الاوروبي لكرة القدم المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لعام 2015 على الملعب الاولمبي في برلين، أما نهائي مسابقة «يوروبا ليغ» فسيقام في وارسو. يذكر أن ملعب «دا لوز» في لشبونة سيحتضن نهائي المسابقة الاولى العام المقبل، أما نهائي الثانية فيحتضنه ملعب يوفنتوس.