تمارين النجمة توقفت. لاعبو المنتخب غائبون عن تمرين المنتخب. الجمهور مدعوماً من إدارة النادي يتقدم بدعوى جزائية. وزيارة لملعب النجمة تجعلك تسمع كلاماً خطيراً. لكن الأخطر هو المعلومات عن نية بالتحرك من قبل بعض الأفراد خارج إطار النادي والجمهور للنيل من لاعبين وإداريين في أندية أخرى، وتجميع لعناوين تلك «الأهداف». في المعهد المهني والتقني في بئر حسن، يتعرض ثمانية شبان من الطائفة الدرزية للضرب على أيدي شبان من طائفة أخرى. حادثة أوجبت إصدار بيان من شعبة حركة أمل في المجمع تتبرأ فيه من الحادث، معتبرة أنه فردي وليس له خلفيات طائفية أو سياسية، رافضة أن تنتقل الإشكالات من خارج المجمع الى داخله. حادث يأتي على خلفية وعيد نجماوي وكلام من بعض الجمهور بالاقتصاص من الإخائيين في أول فرصة تسنح، علماً بأن اتحاد اللعبة جدول مباراة الإخاء الأهلي عاليه الأخيرة مع الأنصار ضمن الأسبوع الـ 22 من الدوري على ملعب بيروت البلدي. وبالتالي، فإن هذه المباراة قد تشهد أحداثاً خارج الملعب تأخذ البلاد الى مكان خطير. صحيح أن الاتحاد قرر عدم حضور جمهور الإخاء، إلا أن هناك إداريين ولاعبين، وبالتالي يمكن أن تكون سلامتهم مهددة. فالجرح النجماوي يبدو عميقاً. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال ما قيل أمس في ملعب النجمة عصراً، الى درجة أن عقلاء الجمهور والذين كانوا يضبطونهم سابقاً وتحديداً مصطفى العدو بدوا في صورة مغايرة عن المعتاد.
إدارة النادي علّقت تمارين الفريق حتى إشعار آخر، أما السبب فهو إصابة عدد كبير من اللاعبين، كما يقول نائب رئيس نادي النجمة صلاح عسيران لـ«الأخبار». تأتي الخطوة النجماوية لتلاقي دعوة إلى الاعتصام من قبل جمهور النادي في الملعب لمنع إقامة التمارين، لكن إدارة النادي تبدو في هذه الأزمة قد سبقت جمهورها على صعيد رفع السقف لاستعادة حقوقهم. فنبرة عسيران عالية جداً حين تسأله عما تريده الإدارة. «نريد حقنا الذي ضاع، ولا يمكن القبول بقرارات تقليدية كما صدرت عن اتحاد اللعبة. فالمباراة يجب أن تعاد انطلاقاً من الأجواء الإرهابية والمرعبة التي أقيمت فيها وأثرت على اللاعبين بشكل كبير، الى درجة أن عدداً منهم تمارض أو حاول الهروب منها خوفاً على سلامته». ويعتبر عسيران أن الكيل قد طفح مع اتحاد اللعبة، الذي يتحمل المسؤولية في إقامة المباراة على هذا الملعب، وبالتالي يجب تصحيح الخطأ الذي ارتكبه.
وكان اللافت أمس غياب لاعبي المنتخب اللبناني الثلاثة عن التمرين، وهم: عباس عطوي وعلي حمام ومحمد شمص. ورغم تأكيد عسيران عدم وجود قرار بمقاطعة المنتخب وأن الغياب سببه إصابات اللاعبين، إلا أن المعلومات تؤكّد أن الاستياء النجماوي قد يكون وراء غياب اللاعبين. لكن عسيران بدوره يشدد على أن منتخب لبنان ليس ساحة لتصفية الحسابات أو الضغط، وبالتالي لا يوجد قرار بمنع اللاعبين من الحضور الى التمارين.
وفي ظل الأجواء المحتقنة، يبدو أن التحرك يجب أن يكون سريعاً من قبل الاتحاد وإدارتي النجمة والإخاء لحل الموضوع عبر الجلوس حول طاولة واحدة ومناقشة ما يجب القيام به، قبل أن تراق الدماء في الكرة اللبنانية.