ما حصل بعد نهاية مباراة النجمة ومضيفه الإخاء الأهلي عاليه من أعمال شغب وضرب للاعبي النجمة من قبل بعض مشجعي الإخاء الأهلي عاليه بعد دخولهم إلى أرض الملعب سيبقى وصمة عار. رئيس نادي الإخاء علي عبد اللطيف، رأى أن هؤلاء جمهور صفاوي ولا يمثلون الإخاء، مشدداً على فتح تحقيق لمعرفة من وراء هؤلاء المندسين. ويأتي كلام عبد اللطيف ليلتقي مع همس دار عن جهات صفاوية دفعت هؤلاء إلى ارتكاب ما ارتكبوه. وهنا تحرّكت إدارة الصفاء عبر بيان أكّدت فيه استنكارها «لما حصل الأحد خلال مباراة الإخاء والنجمة من اعتداء طاول لاعبي نادي النجمة الشقيق وصديق الصفاء المدرب الخلوق موسى حجيج، لكن النادي يستغرب زج اسم الصفاء فيه، ويستغرب كذلك الهجمة غير المبررة التي يتعرض لها النادي منذ فترة طويلة، ولا سيما من جانب بعض وسائل الإعلام، مذكراً من خانَته الذاكرة بأن نادي الصفاء هو من حافظ على لعبة كرة القدم في لبنان في الأيام العجاف، على أمل أن يتوخى هؤلاء الحذر بكتاباتهم، لأنهم لن يفلحوا بالإيقاع بين نادينا ونادي النجمة وجميع النوادي التي نحترمها ونقدرها، مع تأكيدنا عدم مسؤوليتنا كفريق أو جمهور عن الذي حصل في بحمدون، لأن جمهورنا، في توقيت مباراة بحمدون عينه كان موجوداًَ في صيدا بتوجيه من إدارتنا لمواكبة الفريق وتشجيعه أمام فريق العهد الشقيق».
وبدا من خلال الكلام والهمس الدائر وجود مشكلة بين ناديي الإخاء والصفاء، وهي يبدو أنها تتكرر في كل موسم، وقد تكون أسبابها التنافس بين الناديين اللذين ينتميان إلى المرجعية السياسية عينها.
ما حصل على ملعب بحمدون معيب بحق الكرة اللبنانية وبحق كل من يشدد على استضافة مباراة. لكن ما حصل لم يكون وليد الساعة أو بالأحرى كانت له أسبابه التي يتحمل مسؤوليتها نادي الإخاء بالدرجة الأولى عبر إصراره على إقامة المباراة على ملعب بحمدون. علماً أن الاتحاد كان قد نقلها إلى ملعب آخر، لكن الإخاء أرسل كتابين يطالب فيهما بإقامة المباراة على ملعب بحمدون بعد تأمين مستلزمات النقل التلفزيوني. واللافت أن جلسة الاتحاد التي نوقشت فيها الاستضافة شهدت الكثير من الأخذ والرد في الموضوع، انطلاقاً من أنّ الملعب غير مؤهل لاستضافة مباراة بهذه الحساسية، وكان الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف على رأس المطالبين بنقل المباراة من ملعب بحمدون حفاظاً على سلامتها. لكن إصرار زميله وائل شهيب على إقامة المباراة على ملعب بحمدون حال دون تغيير مكانها، كما أفاد أحد الأعضاء الذين كانوا حاضرين في الجلسة.
وهنا تظهر مسؤولية الإخاء في الدرجة الأولى في ما حصل عبر الإصرار على ملعب بحمدون. وبالتالي حين يصرّ نادٍ ما على مكان ملعب المباراة، فهو يتحمل كامل المسؤولية عن ما يحصل لاحقاً. فالجمهور الحاضر في اللقاء، من مسؤولية إدارة الإخاء. وصحيح أنها بذلت جهوداً كبيرة لتأمين سلامة اللقاء، لكنها في النهاية فشلت في حماية ضيوفها، علماً بأن الجمهور الذي دخل إلى اللقاء حصل على بطاقات من نادي الإخاء، ولا يمكن التحجج بمسألة فتح الأبواب قبل عشر دقائق من نهاية المباراة. فالذي يستضيف يقوم بواجبه من قبل المباراة إلى حين مغادرة الفريق الضيف وجمهوره. وتكمن المسؤولية الأساسية على الإخاء في كونهم يعلمون سياسة «النأي بالنفس» التي تتبعها القوى الأمنية، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها لتأمين المباراة. كذلك، لا يملك اتحاد اللعبة المقومات اللوجستية لمراقبة الأبواب، وقد تكون مسؤولية الأخير في عدم إصراره على نقل المباراة من بحمدون.
ولا يمكن إعفاء الإخائيين من المسؤولية لمجرد اتهام من دخلوا إلى أرض الملعب بأنهم مندسون وبأنهم صفاويون؛ فهناك نقطة تبرز لدى إقامة أي مباراة بين النجمة والإخاء، هي الحساسية التي يشعر بها الإخائيون تجاه النجماويين بعد فوزهم عليهم في ذهاب الموسم الماضي على ملعب المدينة الرياضية وما أُطلق من هتافات بحق النائب أكرم شهيّب. فمن حينها أصبحت هناك حساسية إخائية تجاه النجمة، وهي تبلغ درجتها القصوى على ملعب بحمدون. فالسعي الإخائي إلى عرقلة النجمة لم يكن لمصلحة الصفاء، بدليل أن الإخاء فاز على الصفاء مرتين ذهاباً وإياباً، وحتى إن لاعبي الصفاء تعرضوا للاعتداء من قبل جمهور الإخاء. وبالتالي، إن الاستقتال الإخائي للفوز على النجمة سببه تصفية حسابات سابقة. وقد يكون هذا مشروعاً، ولكن ضمن الأصول والروح الرياضية، لا ضمن أعمال «البلطجة».
للإخاء الحق باللعب على أرضه، ولكن يجب أن يستحق هذا الحق ويظهر أنه أهل للاستضافة، ليس عبر فتح تحقيقات بعد «خراب البصرة»، بل بالقيام بكل ما يلزم لعدم حصول ما حصل، أو حينها يكون من الأفضل إبعاد ملعب بحمدون عن الاستضافة.
نجماوياً، تبدو الأمور متأزمة مع زيارة قام بها رئيس النادي محمد أمين الداعوق لمقر الاتحاد أمس، يرافقه عضو الإدارة أسعد السبليني لتقديم شكوى ومطالبة بتخسير الإخاء، وهو أمر مستحيل قانوناً. لكن المقلق الكلام على عدم نية النجمة خوض المباراة مع الصفاء يوم الجمعة المقبل في ختام الدوري، والمطالبة بتأجيل المباراة، نظراً إلى الحالة الجسدية والنفسية للاعبي الفريق. علماً بأن ما حصل على ملعب بحمدون بدأ من خلال حادثة عرضية عبر اصطدام أحد المشجعين الذين يحملون علم الصفاء بالمدرب موسى حجيج دون قصد، ولم يكن هناك نية لوضع علم الصفاء على كتفي حجيج كما يظهر في شريط التسجيل الموجود في الاتحاد. وقام المشجع بالاعتذار من حجيج كما بدا في شريط الفيديو، لكن توتر الأعصاب وتدخل مشجعين آخرين أدى إلى انفلات الأمور في ظل تسيّب واضح في الملعب.
ورغم تفهّم وضع النجماويين، إلا أنه لا يمكن قبول فكرة عدم الحضور إلى ملعب وخسارة النادي 6 نقاط تبعده عن المركز الثاني في حال فوز الراسينغ.
اتحادياً اتخذت اللجنة العليا خلال جلستها أمس أقصى ما يمكن أن تتخذه من قرارات حيث إستبعدت ملعب بحمدون موسماً كاملاً وأجلت مباراة النجمة والصفاء حتى 16 حزيران. إلا أن الخطأ كان بعدم نقل المباراة رغم أن المسؤولين كانوا يعرفون مدى صوابية القرار. لكن اللافت كان ما صدر عن جمهور النجمة من بيان أعلنوا فيه مقاطعة تدريبات ومباريات منتخب لبنان حتى إشعار، ودعوة الفريق الى عدم خوض المباراة مع الصفاء في حال لم يتم تخسير الإخاء. كما دعا الجمهور الى تعليق مشاركة الفريق في أي من المسابقات الرسمية ودعوة الجمهور الى التواجد بكثافة في تمرين الفريق اليوم.
ويأتي تحرك الجمهور على وقع استقالة مدرب فريق النجمة موسى حجيج من منصبه حيث أعلن قراره عبر برنامج غول على شاشة المنار أمس.



فوز الاجتماعي على الغازية

لم تنحصر الإشكالات بمباراة النجمة والإخاء؛ إذ إن لقاء الاجتماعي والغازية تعطّل لبعض الوقت بعد إطلاق نار خارج ملعب طرابلس وإصابة مشجع، إلا أن المباراة عادت واستكملت لاحقاً، رغم كلام على إيقافها من قبل القوى الأمنية عبر طلب ذلك من الحكم هادي سلامة حيث عاد الاجتماعي وفاز 5 - 3.