يمثل نهائي كأس ملك إسبانيا بين فريقي العاصمة ريال مدريد واتلتيكو مدريد آخر الالقاب الاسبانية هذه السنة حيث يسعى ريال لإنقاذ موسمه في التحدي الأخير له هذا الموسم بالفوز بالكأس المحلية بعد خروجه من دوري أبطال أوروبا على يد بوروسيا دورتموند الألماني وفقدانه لقب «الليغا» لمصلحة برشلونة.
وعلى وقع هذه الخيبات المتكررة كثرت الأقاويل عن رحيل المدرب جوزيه مورينيو الى فريقٍ آخر خارج إسبانيا بعدما أصبح الموسم الثالث له قريباً من الانتهاء. حصيلة «مو» لقب واحد في الدوري وآخر في الكأس، وهو أمر مخيّب، لأن الفريق اعتبر تحت قيادة المدرب الاشهر والافضل في العالم، وكانت الجماهير المدريدية تطمح إلى الكأس العاشرة في دوري الابطال. وبين بقائه أو خروجه تنقسم آراء الجمهور الملكي، إذ بعدما كان الجميع يشعر بالغضب من «السبيشيل وان» بسبب خسارته أمام دورتموند 4-3 في حصيلة المباراتين، خرج مورينيو بتصريح في منتهى الذكاء: «لقد قررت أن أغادر إلى مكان تحبني فيه الجماهير». وما هي إلا دقائق حتى اكتظت الصفحات والمنتديات المدريدية بنداءات تطالب مورينيو بالبقاء.
هذه الكلمات القليلة التي نطق بها «مو» أدركت الجماهير خطورتها على الفريق إذا ما رحل عن ناديها، فقد أثبتت التجارب أن طريقة عمل مورينيو كفيلة بأن تدمر الفريق الذي يدربه بعد رحيله، وهذا ما حدث مع بورتو وتشلسي وإنتر ميلانو. مورينيو يترك بصمة لا تنسى في الأندية التي يشرف عليها، ما يجعل اللاعبين والأندية والإدارات تسعى لعودته بكافة السبل بعد فشلها في تحقيق الألقاب من بعده.
تجربة مورينيو الحالية مع ريال أنقذت النادي الملكي من مشاكله وأعادته الى واجهة الكبار في دوري أبطال أوروبا بتأهله الى الدور قبل النهائي في كل موسم من المواسم الثلاثة الأخيرة، بعدما خرج من الدور الثاني أكثر من مرة. كذلك تمكن من أن يأخذ البطولات من فم برشلونة. برشلونة الذي كان في أقوى مراحله في التاريخ والذي وُصف بالفريق «الآتي من الفضاء».
التكلم عن أن مورينيو فشل بسبب عدم الظفر باللقب الأغلى على صعيد أوروبا يبدو مستغرباً من قبل العديد من المحللين. ففي ثلاث سنوات بنى الرجل فريقاً شاباً بمعدل أعمار 25 عاماً قادر على الوصول به الى نتائج لا مثيل لها مستقبلاً. فالفوز بالكأس ذات الأذنين الطويلتين ليس معياراً للنجاح، إذ إن الاسكوتلندي أليكس فيرغيسون، مدرب مانشستر يونايتد الذي سيغادر فريقه آخر الموسم بعدما أمضى معه 26 عاماً والذي يعتبر من أنجح المدربين الذين عرفهم التاريخ، لم يحرز إلا لقبين في دوري الابطال مع فريقه، وهو شخصياً استغرب الكلام على رحيل مورينيو متسائلاً: «أين سيجد ريال مدريد أفضل من مورينيو؟».
مورينيو حقق أمراً شبه مستحيل مع نادٍ بحجم ريال مدريد. رجل نفخ الروح من جديد في جسد الملكي وأعاد إليه هيبته أمام أوروبا كلها. مورينيو المعرّض لأول مرة في تاريخه لخطر «الزيرو تيتولي»، أي صفراً من الألقاب، وهي العبارة التي سخر بها من «كبار الكالتشو» بعد أن احتكر جميع البطولات هناك مع انتر ميلانو، قادر إذا ما بقي حتى انتهاء عقده في حزيران 2016 على إعادة ريال مدريد الى عهد «الغالاكتيكوس».