لم يخرج جمهور النجمة من صدمة فقدان فريقه الصدارة وهي قد تكون خطوة أولى نحو بقاء كأس الدوري في الخزائن الصفاوية. خسارة النجمة كان لها أسباب داخل الملعب وخارجه، وهو ما استدعى تحركاً إدارياً نجماوياً بدأ بين شوطي المباراة عبر أمين السر سعد الدين عيتاني، الذي دعا اللاعبين الى التواضع واحترام الخصم وتقديم العرض الذي يليق بهم، «وإلا فسيكون الثمن صفعة قوية». وهو ما حصل في نهاية المباراة مع خسارة النجمة للمباراة والصدارة. خسارة بدت أسبابها واضحة على الصعيد الفني، حيث لم يكن الفريق يلعب ضمن خطة فاعلة. أمر عبّر عنه أحد مشجعي النجمة على شبكة الإنترنت حين قال «خطة النجمة: رمي الكرة الى حسن المحمد والباقي على الله». تعليق ساخر، لكنه أفضل ما يعبر عن حال النجمة في اللقاء. تبديلات مبكرة ودخول للمدرب موسى حجيج لم يكن موفقاً، إلى جانب تغيير في المراكز عبر الدفع بفابيو الى الأمام، فلم يستفد منه النجمة في الهجوم وخسره في الدفاع ليتلقى هدف المباراة. أضف الى ذلك الطلب من حسن محمد اللعب في وسط الهجوم، فتاه الأخير ولم يكن فعالاً، وأصبح شريكاً للغابوني أوندو الذي كان عالة على الفريق. خيارات فنية دفعت بإدارة النادي الى تعيين موعد لعقد اجتماع مع الجهاز الفني اليوم لمناقشته وتوضيح بعض الأمور بالنسبة إلى المباراتين المقبلتين، وخصوصاً على صعيد خطة اللعب التي أثبتت عقمها في اللقاء. فالنجمة سيلعب مع الإخاء الأهلي عاليه في الأسبوع الـ 21، حيث ستقام المباراة في التوقيت عينه للقاء الصفاء والعهد. وطلبت إدارة النجمة من الاتحاد نقل المباراة مع الإخاء من ملعب بحمدون حفاظاً على سلامة اللقاء على الصعيد الجماهيري، وتفادياً لأي أحداث قد تعكّر الأجواء. ويرتكز النجمة في طلبه الى كون الاتحاد قد نقل مباراة الإخاء والعهد من بحمدون الى صيدا في الأسبوع 19 للأسباب عينها. ومن المفترض أن يكون الاتحاد قد اتخذ قراره في جلسته أمس.
خسارة النجمة أمام العهد كان لها أسباب من خارج الملعب، وتحديداً مع جمهور النجمة أو بعضه الذي تحوّل الى نقمة أكثر مما هو نعمة. فالجمهور في المباراة قام باستفزاز لاعبي العهد وتحديداً الحارس وحيد فتال، وأمين سر العهد محمد عاصي عبر هتافات معادية وإطلاق شتائم غير مقبولة. وهو أمر دفع لاعبي بعض العهد الى الاستبسال، فكان صراع بين فتال وجمهوره السابق، وفاعور وبعض من أطلق الشتائم بحقه وبحق أمين سره، فكان الاثنان نجمي اللقاء دون منازع.
وسيتطلب من الجهاز الفني إثبات جدارته بإحراز اللقب، وهو أمر بدأت الشكوك تحوم حوله. إذ لا يمكن أن يستحق النجمة اللقب وهو خسر من الراسينغ والساحل والعهد، واحتمال أن ينسحب ذلك على الإخاء، إضافة الى الفوز بصعوبة على التضامن صور والأنصار دون عرض مقنع.
الأسبوع العشرون شهد أيضاً التقويم الأول للحكمين علي رضا ومحمد درويش تمهيداً لضمهما الى حكام النخبة الآسيويين. ومع ختام زيارة المراقب القيرغيزي فيكتور كولباكوف، كانت الأجواء إيجابية بالنسبة الى نظرة كولباكوف للحكمين رضا ودرويش. فالمراقب الآسيوي يرتكز في تقويمه على إدارة المباراة وطريقة تعاطي الحكمين مع اللاعبين، إضافة الى التحركات في الملعب، من دون الوقوف عند قرارات الحكام التي يعتبرها تقديرية وتعود الى الحكم، وبالتالي لا تصنّف من ضمن الأمور التي يقوّم الحكم على أساسها.
وكان لكولباكوف رأيه في كل حكم، حيث أبرز الإيجابيات لدى الحكم علي رضا في لقاء الأنصار والصفاء خصوصاً على صعيد التحركات، فكان رضا الأفضل تحكيمياً مع ضرورة تطوير بعض النواحي الفنية والتقنية. كذلك كان تقويم كولباكوف للحكم درويش في لقاء النجمة والعهد إيجابياً على صعيد إدارة المباراة والتعاطي مع اللاعبين وإتاحة الفرص التي هي ميزة لدى درويش، لكن يجب تطوير مسألة التحرّك في الملعب. وما يسجّل لدرويش قيادته المباراة بحضور جماهيري، حيث حرص المراقب الآسيوي على معرفة عدد الجمهور الحاضر كونه يشكل عامل ضغط على الحكم، الى جانب مستوى المباراة الذي كان أفضل من لقاء الصفاء والأنصار، إضافة الى تعاون اللاعبين أكثر في لقاء النجمة.
ويمكن وصف مهمة كولباكوف بالإيجابية للحكام اللبنانيين، وما ساعد على ذلك وجود ممثل لجنة الحكام والاتحاد رضوان غندور الذي هو صديق لكولباكوف، وكان له دور إيجابي في نجاح المهمة وتكوين رأي إيجابي لدى المراقب الآسيوي. ومن المفترض أن يخضع الحكمان دوريش ورضا لمراقبة أخرى في الفترة المقبلة.
على صعيد آخر، يواصل منتخب لبنان تمارينه على ملعب الصفاء قبل التوجه الى قطر ضمن معسكر يبدأ في 26 الجاري، وتتخلله مباراة مع منتخب عُمان. وينتظر الجهاز الفني رد اللاعب حسن (سوني) سعد حول مدى إمكانية وجوده مع المنتخب في المعسكر. فهذه هي الفرصة الأفضل للجهاز الفني كي يقف على مستوى سعد فنياً وعلى أرض الملعب بعيداً عن كل ما قيل سابقاً. وسيشهد المعسكر غياب اللاعب علي حمام الذي سيتوجه الى كندا للحصول على الجنسية، وهو بالتالي لن يكون مع المنتخب في المباراتين مع كوريا الجنوبية وإيران في 3 و11 حزيران ضمن تصفيات كأس العالم.
تمرين أمس غاب عنه اللاعبون الذين خاضوا مباريات يوم الأحد مع فرقهم، رغم توادّهم في ملعب الصفاء، ومنهم اللاعب محمد حيدر الذي يبدو أنه محط أنظار فريق الكويت الكويتي. فقد أفاد رئيس النادي عصام الصايغ لـ«الأخبار» بأن إدارة الكويت سألت عن اللاعب بعد مشاهدته في كأس الاتحاد الآسيوي. وكان للصايغ موقف لافت وإيجابي حيث أكّد دعمه لأي لاعب يحترف في الخارج، وحتى أن النادي متنازل عن حقه المادي في السنة الأولى في حال كانت قيمة العقد أقل من المتوقع. وأشار الصايغ الى وجود اهتمام بحريني باللاعب محمود الزغبي، من دون أمور إضافية أخرى.



عاصي يرفض

يرفض أمين سر نادي العهد محمد عاصي مقولة أن فريقه أهدى الصفاء الصدارة. فالحاج عاصي كان قاسياً في منصة الشرف خلال المباراة على ملعب المدينة الرياضية، رداً على كلام أحد الزملاء حول «الهدية»، معتبراً أن لاعبيه يقاتلون لتحسين مركز الفريق في الترتيب وعدم الغياب عن كأس النخبة في الموسم المقبل، الذي يسعى العهد لأن يكون مغايراً.