حان الوقت لإقالة روبرتو مانشيني. هو أمر أصبح متفقاً عليه في مدينة مانشستر بشقّها الأزرق وشارعها الذي يشجع سيتي. وبالطبع، تعزّزت هذه الفكرة مع اجتماع مدير النادي الإسباني تشيكي بيغيريستاين مع المدرب التشيلياني مانويل بيلليغريني في خطوة تهدف الى استقدامه من ملقة ومن الدوري الإسباني، حيث برهن عن فلسفة استثنائية من دون أن يفوز بالألقاب لينطبق عليه لقب مدرب بطل في انتظار التتويج.
لكن مهلاً، مانشيني سبق له أن أعاد مانشستر سيتي الى منصات التتويج عبر كأس إنكلترا وبطولة الدوري الإنكليزي الممتاز، فهل يستحق هذا المصير البائس؟
ببساطة، فإن سيتي يتصرف بواقعية حالياً، وقد لمس هذا الموسم تراجعاً مخيفاً في فريقه الذي تحوّل من بطل الى مجرد مجموعة تقدّم كرة قدم بمستوى متذبذب، والسبب وراء هذا الأمر هو خيارات المدرب دون سواها. والأسوأ أن هذا المدرب، الذي تعجّ تشكيلته باللاعبين أصحاب الأسماء المهمة في كل المراكز، ذهب الى التذرّع بأنه كان بحاجة الى مهاجم كبير آخر ليبقى على مسافة واحدة من الجار مانشستر يونايتد الذي استعاد اللقب المحلي.
وهنا يمكن التوقف عند مسألة تناسي مانشيني أنه يملك تشكيلة هي الأفضل على الورق لناحية الأسماء في الـ«برميير ليغ»، مع وجود لاعبين لهم ثقلهم، وهؤلاء يمكن أن ينازلوا أعتى الفرق الأوروبية، لكن الصدمة الأولى هذا الموسم كانت الخروج المخزي من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي وبقيادة مانشيني أيضاً!
ويرى البعض أن مانشيني ليس بمستوى المشروع الذي حمله الإماراتيون الى سيتي، وخصوصاً أنه فاز بالدوري بفارق الأهداف، ما يرجح أن الحظ كان الى جانبه بشكلٍ كبير وخان مانشستر يونايتد في المحطة الأخيرة المفصلية. والمشروع المخطط له، والذي جلب عقولاً وأقداماً مهمة الى النادي، يفترض أن يترافق مع استقدام مدربٍ يمكنه وضع خطة متكاملة طويلة الأمد، في موازاة استثمار الأموال الموجودة بطريقة مثالية على غرار ما فعل مدرب مانشستر يونايتد المعتزل أليكس فيرغيسون في الأعوام
الـ 26 الماضية التي لم تخل من الألقاب والأمجاد.
فإذا ذهبنا الى مقارنة الأموال التي دفعها سيتي مقارنة بتلك التي صرفها يونايتد، يميل الميزان بقوة الى الفريق الأزرق، الذي يمكن تشبيهه اليوم بتشلسي، إذ إن الفريق اللندني سبق له أن صرف الكثير ولم يتمكن من الفوز بأكثر من اللقب المحلي دونه الأوروبي الذي كان الهدف الأسمى عند إطلاق ثورة الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش. وهذا الأخير كان سبباً أيضاً في عدم اعتماد فلسفة واحدة بفعل تغييره المدربين، ما قضى على عملية بناء استراتيجية واضحة تدوم لفترةٍ طويلة.
من هنا، لا شك في أن بيلليغريني أو أي مدرب مثقف على صورته وبفضل وجود الإسبان القادمين من برشلونة تحديداً لإدارة النادي، يمكن نسخ تجربة «لا ماسيا» وإعطاء سيتي هوية كروية من خلال خلق نظام إنتاج للاعبين واعدين يمكنهم فهم بعضهم البعض على أرض الملعب أكثر من أولئك القادمين من كل حدب وصوب ويحملون جنسيات مختلفة، حيث كانت عملية انصهارهم صعبة جداً رغم كل الأموال التي حصلوا عليها حتى الآن.
هي النهاية بالنسبة الى مانشيني، فهو مدرب جيّد، لكن الأكيد أن المشروع المخطّط له في سيتي هو أكبر بكثير من قدراته التدريبية.