لم يكن فجر أمس الخميس عادياً على صعيد القارة الصفراء. ففي العاصمة الماليزية كوالالمبور، جرت انتخابات الاتحاد الآسيوي وسط تنافس ثلاثة مرشحين، هم: البحريني سلمان بن ابراهيم والإمارتي يوسف السركال والتايلاندي واراوي ماكودي. اقترع 46 مندوباً يمثلون بلدان آسيا، بعدما سمحت الجمعية العمومية لبروناي بالتصويت، في حين أن اتحاد جزر ماريانا الشمالية العضو الجديد لم تتح له فرصة المشاركة في الانتخابات. والنتيجة كانت اكتساح سلمان الذي فاز بفارق 26 صوتاً (33) عن ماكودي (7) والسركال (6). نتيجة أذهلت المتابعين للاتحاد الآسيوي ليس بسبب فوز سلمان، بل نتيجة السيناريو وعدد الأصوات لتكون خلاصة اليوم الانتخابي الآسيوي هي «أحمد الفهد أفضل من يشتغل انتخابات». فالفهد كان رأس الحربة في حملة سلمان، وأثبت أنه الرقم واحد آسيوياً على صعيد الرياضة، في حين جاءت الانتخابات لتعلن نهاية حقبة الرئيس السابق القطري محمد بن همام الذي كان يدعم السركال. وبات سلمان المرشح العربي الثاني الذي يتبوأ هذا المنصب الرفيع بعد بن همام، حيث ستكون مدة ولاية سلمان في رئاسة الاتحاد لسنتين حتى عام 2015 لإكمال الولاية السابقة لبن همام.انتصار الفهد ــ سلمان كان تحت أعين رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني اللذين حضرا الانتخابات. وظهر فعلاً أن شعار حملة سلمان «آسيا متحدة» كان ينقصه إضافة «خلف سلمان» نظراً إلى الدعم الذي لقيه المرشح البحريني من مختلف مناطق آسيا.
ولعل المفاجأة الكبرى كانت في حسم الانتخابات من الجولة الأولى، خلافاً لما كان يأمل السركال الذي اعتبر أن فرصته قوية إذا وصلت الأمور الى الجولة الثانية.
وحسب نظام الانتخابات، فإنه كان يتعين على المرشح الحصول على ثلثي عدد الأصوات في الجولة الأولى من التصويت لكي يعلن رئيساً للاتحاد الآسيوي، وإلا ستذهب الأمور الى جولة ثانية يخرج منها المرشح الذي ينال أدنى نسبة من الأصوات، وتحسم فيها النتيجة بنصف عدد الأصوات زائداً واحداً.
ولم يكن السركال ضحية سلمان الوحيدة، إذ نال القطري حسن الذوادي نصيبه حين فاز سلمان أيضاً بعضوية المكتب التنفيذي للفيفا بعد حصوله على 28 صوتاً مقابل 18 لمنافسه القطري حسن الذوادي. وبخلاف انتخابات منصب رئيس الاتحاد الآسيوي الذي سيكون للمدة المتبقية من الولاية الحالية، أي حتى عام 2015، فإن ولاية عضو المكتب التنفيذي للفيفا تمتد 4 سنوات حتى 2017.
سلمان علّق بعيد فوزه بالانتخابات «اليوم أنا فخور وسعيد لانضمامي الى أسرة كرة القدم الآسيوية. سئلت في الماضي لماذا أخوض الانتخابات مجدداً، فقلت لأنني لم أكمل مهمتي، فمهتي هي إعادة توحيد الاتحاد الآسيوي، والآن أبدأ المهمة رئيساً لهذا الاتحاد».
من جهته، قال السركال «كنت أتوقع أكثر من هذا بكثير، 6 أصوات لا تمثل حتى عدد دول غرب آسيا، ولكن هذه ظروف الانتخابات، لقد اجتهدنا وحاولنا قصارى جهدنا ولم نوفق، هذه حال الدنيا، الإنسان يحاول ويخوض المنافسة».
وتابع «أهنئ الشيخ سلمان، فالانتخابات لن تؤثر على علاقات الدول وعلى علاقات المسؤولين، لقد خضنا الانتخابات، ونحن نعرف حق المعرفة أننا قد نفوز وقد نخسر، فالخسارة واردة، ومثلما كنا سنفرح بالفوز فإننا نقبل الخسارة، إنها مسيرة الحياة».
وأضاف «أكرر وأقول، نقلب هذه الصفحة، كل الكلام الذي صدر لم يصدر من القلب بل من اللسان، إنها تجاذبات انتخابات، فنبارك للشيخ سلمان ونتمنى له التوفيق، فالمنافسة كانت شريفة».
وعن تأثير الخسارة على مستقبله الرياضي، قال السركال «لا تأثير على مستقبلي الرياضي، فأنا ما زلت رئيساً للاتحاد الإماراتي الذي له مكانته في آسيا، وما زلت نائباً للرئيس في الاتحاد الآسيوي، أمامنا مشوار كبير ومسؤوليات وعمل للمصلحة العامة».
وعن الشيخ أحمد الفهد، قال «إنه رجل فاضل وكريم وتربطنا به علاقة جيدة، هذه منافسة، هو اختار الصف الآخر وهذا حق مشروع، نحن مسؤولون عن لاعبين وعن قطاع كبير من الشباب ويجب أن نكون قدوة لهم بأنه في المنافسة الشريفة لا يجب الغضب أو الحقد».
من جهته، علّق بن همام على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس «البقية في حياتك يا آسيا» تعليقاً على نتيجة الانتخابات. وجاء في تغريدة بن همام «هارد لك قوية، والبقية في حياتك يا آسيا، وسيلحق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالاتحاد الآسيوي لكرة اليد (الذي يرأسه أحمد الفهد)، تنظيماً وتطويراً وتخطيطاً».
(الأخبار ــ أ ف ب)