لا يشك أحد في ريال مدريد للحظة بقدرة الفريق الإسباني على قلب نتيجة ذهاب الدور نصف النهائي في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم والتي شهدت هزيمة الفريق برباعية مقابل هدف أمام بوروسيا دورتموند الألماني. مباراة الليلة وصفها مدير العلاقات المؤسساتية في ريال مدريد إيميليو بوتراغوينيو بالأهم للفريق الملكي في آخر عشر سنوات، فالعودة بالنتيجة وقلب الطاولة على الفريق الألماني يبدوان أمراً يقتنع به إدارة الفريق الملكي ولاعبوه ومدربه وجمهوره. «مقتنعون بأننا سنعبر إلى لندن، واثقون من التأهل» قالها القائد إيكر كاسياس. أما المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو فقالها بنبرة من التحدي: «بوسعنا قلب النتيجة... بوسعنا تحقيق الفوز في ليلة مجنونة يؤدي فيها جميع اللاعبين على أعلى مستوى، احكموا علينا من أول 30 دقيقة، سترون مدريد بشكل مختلف».

إذاً 30 دقيقة أولى من المباراة ستكون نارية من جهة المضيف، 30 دقيقة ستكون مشابهة للـ 30 دقيقة الأخيرة التي قدمها ريال في إياب دور الـ 16 ضد مانشستر يونايتد الانكليزي التي انتهت بفوز ريال 2-1 بعدما كان متأخراً بالنتيجة على ملعب «أولد ترافورد».
يوم الأربعاء الماضي، كانت جميع المؤشرات تدل على تفوق مدريدي بسبب فارق المستوى والإمكانات والطموح، لكن دورتموند ضرب بها عرض الحائط ليبرهن أنه أصبح فريقاً من قيمة كبار أوروبا حتى الآن. وقتذاك كان الجميع يحسد ريال على الحظ الذي وضعهم أمام هذا الخصم، من الإعلام الى الجمهور، ما جعل اللاعبين يستهينون بدورتموند ويقدمون أداءً كسولاً على أرض الملعب، هذا الأداء دفعوا ثمنه غالياً، ليضعهم تحت ضغط رهيب.
ببساطة، من المؤكد أن مورينيو الذي جلس مصدوماً وهو يشاهد تفوق دورتموند الأسبوع الماضي، سيستفز أرواح لاعبي فريقه ليظهروا لمسات جنون لأن الوضع أصعب مما يحتمل، والتعثر في هذه المباراة غير مقبول أبداً. مباراة من المرجح بقوة أن تكون بطابع جمالي وحماسي ومثالية من جوانب عدة.
مجازفة مورينيو متوقعة، الكثافة العددية في خط الوسط المهاجم هي المفتاح الذي قد يجعله يتفوق على المدرب الألماني يورغن كلوب. ففي الـ 30 دقيقة الأخيرة ضد مانشستر، قاد الهجوم البرتغالي كريستيانو رونالدو والألماني مسعود أوزيل والكرواتي لوكا مودريتش والبرازيلي كاكا والأرجنتيني غونزالو هيغواين. الهجوم سيتكرر في مضمونه، أما في شكله فالأرجنتيني أنخيل دي ماريا سيكون بدلاً من كاكا. وفي الخلف، حيث عمق الدفاع (الفاضح) لمدريد، لن تتكرر تركيبة البرتغالي بيبي والفرنسي رافايل فاران، إذ ان الانسجام بحده الأدنى لم يكن موجوداً حيث جاءت الأهداف الثلاثة من العمق، لذا ستعود تركيبة سيرجيو راموس _ فاران القوية لتوقف المدّ الألماني المتمثّل بالقناص البولوني روبرت ليفاندوفسكي ومن خلفه ماركو رويس وماريو غوتزه.
هذه اللعبة من الممكن أن تؤتي ثمارها، للوصول الى ملعب «ويمبلي»، كما فعلت من قبل في مباريات عدة هذا الموسم، أبرزها ضد يونايتد ومانشستر سيتي حيث قدّم لاعبو ريال مع فوزهم أداءً بحجم تاريخ النادي الملكي.



مورينيو: «الخروج فشلاً لي»

رأى البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد الإسباني، أن عبور الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بعد الهزيمة الثقيلة أمام بوروسيا دورتموند الألماني 1-4 ذهاباً سيكون نجاحاً للجميع، أما الخروج من المسابقة فسيكون فشلاً له. وعن تأخره في كشف تشكيلته خلافاً لمباراة الذهاب، قال: «الوضع الآن مختلف. نستطيع أن نشرك لاعبين أقل مشاركة وأن نلعب بأسلوب مختلف».