السداسية التي دكّ بها ليفربول مرمى نيوكاسل هي الانتصار الاكبر للفريق الاحمر بقيادة المدرب براندن رودجرز. انتصار ترافق مع مستوى جماعي مميز واداء فردي لافت لعدد من اللاعبين، وعلى رأسهم البرازيلي فيليبي كوتينيو، الذي كان «مهندس» غالبية هجمات «الريدز» في اللقاء المذكور.
وهذا الفوز كان مهماً على اكثر من صعيد، اذ بعيداً من النتيجة، اعطى الفريق ثقة لجمهوره العريض الذي خشي الانهيار او العقم الهجومي عقب ايقاف ابرز مهاجمي الفريق الاوروغوياني لويس سواريز 10 مباريات، لكن مع كوتينيو ودانيال ستاريدج، ظهر فريق رودجرز قادراً على السير على نحو طبيعي، لا بل على نحو افضل حتى تشرين الاول المقبل، أي عند انتهاء عقوبة «الولد المشاغب». ويحسب لرودجرز كيفية تعامله مع الوضع سريعاً، حيث وضع كوتينيو في مركز صناعة الالعاب وخلف ستاريدج تحديداً، ناقلاً جوردان هندرسون الى الميسرة ليقدّم بدوره اداء طيباً. والواقع ان غياب سواريز سمح لكوتينيو بالعمل بحرية اكبر، اذ لم يعد اسيراً لوجود الاوروغوياني على ارض الملعب، حيث يطلب الكرات على نحو دائم من لاعبي الوسط، فشرع البرازيلي في ايجاد المساحات بين خطي الوسط والدفاع لفريق «الماغبايز». وهذا الامر بدا واضحاً في الدقائق الـ 30 الاولى والاخيرة، حيث ظهرت ثقة لاعبي ليفربول كبيرة بكوتينيو، فكانت كل الكرات تمر من خلاله ليطلق هجمات سريعة كان من الصعب قراءة اتجاهها، ما يفسّر هذه النتيجة العريضة. وهذا العمل الكبير للبرازيلي حرّر هندرسون وستاريدج، اللذين استغلا انشغال السنغالي الشيخ تيوتي ولاعبي الوسط الآخرين في كيفية ايقاف كوتينيو فضربوا مراراً باتجاه مرمى نيوكاسل.
والاذكى من قبل رودجرز او كوتينيو، كان تمركز الاخير دائماً في مساحة بين خطي الوسط والدفاع للفريق المنافس، ما خلق تضارباً في المهمات عند لاعبيه الذين لم يحسموا بسرعة مسألة تحديد الخط المسؤول عن مراقبة هذا اللاعب، الذي كان وراء الهدف الاول الذي وقّعه الدنماركي دانيال آغر. وبعدها كانت كرته الى ستاريدج قاتلة لدفاع نيوكاسل الذي عجز عن اللحاق بالاخير قبل ان يلعبها الى هندرسون ليضيف الثاني. وبعد استراحة ما بين الشوطين، كان كوتينيو اول من قام بحركة مؤثرة، عندما لعب كرة ذكية الى ستاريدج الذي اضاف الهدف الثالث، قبل ان تقف العارضة في وجهه بعدما اظهر مهارة عالية.
اذاً ليفربول وجد سريعاً الحل لمشكلة غياب سواريز، وهو امر يعود الفضل فيه قبل كوتينيو الى المدرب رودجرز، الذي احسن قراءة تباعد الخطوط عند اصحاب الارض، لكن غير المعترضين على ترحيل سواريز بعد ازدياد مشاغباته يرون ان الفريق اكد انه يمكنه التسجيل عندما تتساوى الفرص المتاحة لجميع لاعبيه، وخصوصاً المهاجمين منهم، اذ ان الاوروغوياني يستحوذ عادة على كل الامدادات ولا يسجل الاهداف من كل الفرص التي تلوح امامه.
من هنا، قد يكون ما حصل انطلاقة جديدة لليفربول، وهي انطلاقة لبدء الاختبارات الفعلية على الخيارات المتاحة من اجل اجراء التحسينات للموسم المقبل، حيث لا يزال «الحمر» يطاردون لقباً غائباً عن خزائنهم منذ سنوات طويلة، ويكتفون بالتفرج على الغريم مانشستر يونايتد يحتفل به على غرار ما فعل اخيراً.
السداسية التي سجلها ليفربول بعد ظهر السبت، اذا كانت تدل على شيء، فهي انه ليس هناك فريق يعيش بفضل لاعب واحد، والافضل توزيع النجومية على مجموعة بدلاً من حصرها بلاعب واحد.