بوادر انفراط عقد الهيئة الإدارية لنادي الحكمة بدأت تظهر الى العلن، مع تقديم كل من أمين السر جان حشاش وأنطوان مونّس استقالته على خلفية الدعوى التي قُدّمت لدى القضاء الإداري، على خلفية أخطاء في تواقيع أعضاء للجمعية العمومية التي تمّ على أثرها انتخاب الإدارة الحالية للنادي. مونّس أوعز أسباب استقالته من عضوية اللجنة الإدارية الى سقوط القِيَم التي تأسس عليها الحكمة، ودخوله في تجاذب سياسي أعقبه رفع دعاوى، آسفاً للانحدار الأخلاقي «الذي وصل إليه النادي في هذه الأيام السوداء من تاريخه المجيد في الوطنية والأخلاق والبطولات». وناشد رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر وليّ الحكمة «الذي نعرف جيداً أن ما يحصل في النادي وعلى مدرجات الملاعب يؤلمه كثيراً». وفي اتصالٍ مع «الأخبار»، كان مونّس واضحاً بأنه لا يسمح بأن يكون هناك دعوى بحقه «وقد جاءت استقالتي وحشاش عن قناعة تامة لأننا لا نريد إطلاقاً الذهاب الى المحاكم والوقوف أمام القضاء، ونرفض طبعاً أن نوضع في موقف مماثل». وختم: «نادي الحكمة هو ضحية صراع سياسي بحت».
الواضح أن استقالة كل من حشاش (للمرة الثالثة) ومونّس، أكدت أن المخرج الوحيد أمام الإدارة الحكموية هو الاستقالة، رغم اقتناع أعضاء آخرين بأن المحامين سيرجّحون الكفة لمصلحتهم، لكن الأكيد أنه سيكون من الصعوبة حصول هذا الأمر، بحسب مصدر إداري حكموي الذي أشار الى أن الوعد بردّ الدعوى لم يحصل، وبالتالي فإن الجميع في موقفٍ صعب الآن.
إذاً استقالة الإدارة كلّها هي الحل الأمثل لأنها ستوجّه ضربة للمعسكر الآخر كونها ستعطي الطرف المدّعى عليه حق تصريف الأعمال الى حين إجراء انتخابات جديدة، ذلك أن السبب وراء الدعوى المرفوعة أي الأخطاء التي حصلت في الجمعية العمومية، سيزول مع استقالة اللجنة الإدارية، التي لا تستطيع العمل حالياً بسبب قرار قاضي الأمور المستعجلة بتجميدها.
وهذا التجميد قد يمتد الى فترة أطول، إذ إن الجهة المدّعية ستطلب اليوم تمديده 15 يوماً إضافياً، بانتظار احتمال صدور قرار، الخميس، يقضي بوقف العمل بمحضر الجمعية العمومية الخاصة بالانتخابات الى حين بتّ الدعوى، وهي مسألة قد تأخذ سنوات!
أضف، إن نيّة التوجّه نحو القضاء الجزائي لم تسقط عند أعضاء متضررين مما حصل، وهو الأمر الذي سيشكل ضربة قاضية للإدارة وللنادي في موسمٍ يطمح فيه الى المنافسة. ولهذا السبب، استقدم أخيراً النجم الأميركي كوينسي دوبي، وقد أشارت مصادر اتحادية الى شبه استحالة مشاركته الليلة في المباراة أمام المتحد (22.30 - غزير) بسبب وصول مستند انتقاله الدولي أو استغنائه في 13 الحالي (وقّع قبل هذا التاريخ على عقدٍ مع الحكمة لا في الاتحاد) أي بعد تجميد عمل اللجنة الإدارية، التي يبدو أنها تراهن اليوم على عدم تمديد قاضي الأمور المستعجلة جلنار سماحة فترة التجميد، وبالتالي فإنها ستسارع الى أخذ الإجراءات اللازمة من أجل وضع دوبي لتوقيعه على الكشوفات الاتحادية.
إلا أن مصدراً حكموياً متفائلاً ينفي هذا الأمر، مشيراً الى أن عدم مشاركة اللاعب حتى الآن لا دخل لها بالأمر الحاصل، بل إن مسألة انضمامه الى الحكمة منتهية. ويذهب المصدر عينه في التفاؤل عندما يشير الى اجتماع لإدارة الحكمة والقيادي في القوات اللبنانية عماد واكيم، حصل في الأيام الأخيرة مع المحامي سليمان لبس، الذي تحدث عن إمكان ترتيب الأمور مع سماحة بحكم معرفته بها، وبالتالي إنقاذ النادي من هذه الورطة.
مباراة «كل النجوم»
مهرجان مميّز عاشته قاعة مجمع ميشال المر بعد ظهر أمس، وكانت مناسبته مباراة «كل النجوم»، والتي جمعت بين فريقين من لاعبي أندية بيروت وآخر مؤلف من لاعبين من خارجها، وقد أسفرت عن فوز الأخير 131-124.
الأجواء الاستعراضية التي بدأت مع التقديم المميز للاعبي الفريقين عبر الزميل غياث ديبرا، غلبت على الجديّة في المباراة، حيث تفنّن لاعبو الطرفين اللذين قادهما المدربان فؤاد أبو شقرا (بيروت) وجو مجاعص (خارج بيروت)، في الوصول الى السلة، بشكلٍ أثار حماسة المشجعين الذين ملأوا المدرجات.
الحدث الذي يقام للمرة الثانية بعد عام 1999، كان استثنائياً، وحمل أهدافاً عدة، أولها بالنسبة الى لاعبَي الحكمة إيلي رستم وجان عبد النور هي «تنفيس الاحتقان والعصبية الموجودة بسبب حدّة المنافسة في البطولة هذه السنة»، بحسب ما قالا لـ«الأخبار». أما كابتن عمشيت صباح خوري، الذي كان أفضل مسجلي المباراة بـ 33 نقطة (11 ثلاثية من 17 محاولة)، فاعتبر «أن المدرجات الممتلئة ردت على كل الذين قالوا بأن شعبية كرة السلة انطفأت».
بدوره، أشار عضو الاتحاد اللبناني لكرة السلة رامي فواز الى أن هذا الحدث «يمثّل أفضل تسويق للسلة اللبنانية، وهو مناسبة سنوية يفترض التوقف عندها»، مبدياً سروره بالجمهور الكبير الذي واكب المباراة.