فرانشيسكو توتي، النجم الإيطالي الذي تنقسم حوله آراء مشجعي بلاده بين فئة تعشقه وأخرى تتمنى لو أنه لم يولد بجنسية إيطالية، أمام العودة إلى المنتخب، بعدما أعلن المدرب تشيزاري برانديللي أن الفرصة مواتية أمام نجم روما للمشاركة في المونديال المقبل.
«اللغز» كما وصفت توتي بعض الصحافة الإيطالية بسبب ظهوره سابقاً بمستويات غير مشابهة، عاد إلى أيام عزّه ليقدّم أداءً رائعاً للغاية. توتي يثبت أحقيته بالاستمرار لاعباً مع روما بعد أن تعالت الأصوات في العام الماضي وقبله لتطالبه بضرورة الاعتزال وترك العرش الذي تربع عليه.
أبى توتي أن يشكك أحد في ما هو قادر على تقديمه في الـ 37 من العمر؛ إذ عرف كيف يعود إلى سابق عهده، فتعامل بذكاء مع ناقديه، وعرف أنه لم يعد بالقوة البدنية نفسها ولم يعد يستطيع أن يجري ويقاتل ويلتحم كالأيام السابقة. هكذا لم يعد توتي يلعب المباريات كاملة، كما تعددت مراكز لعبه، فهو تارة يلعب صانع ألعاب، وتارة رأس حربة مخفياً، وأحياناً يعود إلى الوراء قليلاً ويضبط إيقاع الفريق من الخلف. تعددت مراكزه بحسب ما تقتضيه حاجة الفريق للاعب بموهبة «الملك» وقدراته وخبرته. كل هذا سيقلل من المجهود والركض، مفضلاً الهدوء والتمرير والتسديد من بعيد.
ورغم أن توتي فقد الكثير من سرعته، إلا أنه لا يزال يتمتع بالرؤية الثاقبة عينها، وخصوصاً في عملية توزيعه للكرات، أضف إلى تمريراته الخيالية في الملعب وإجادته الركلات الثابتة، حيث بإمكانه وضع الكرة في المكان الذي يريده. كذلك، لا يزال «الملك» يحافظ على لمساته الفنية والسحرية في آنٍ واحد، وكان آخرها في مباراة فريقه ضد بارما في الدوري الإيطالي عندما قدّم كرة بالكعب إلى زميل له وضعه فيها أمام المرمى. هذه اللقطة انتشرت على مواقع التوصل الاجتماعي تحت عنوان «توتي لم يفقد بريقه بعد». أما تسديداته القوية فلا تزال هي نفسها، آخرها هدفه الصاروخي في المباراة نفسها ضد بارما من ركلة حرة، وأيضاً سبقتها تسديدة رائعة في مرمى حارس يوفنتوس جانلويجي بوفون.
من هنا، يبدو أن برانديللي بحث في احتمال استدعائه لتوتي بعد عودته عن اعتزاله، في عملية بحث المدرب الوطني عن مساند لأندريا بيرلو الذي حمل منتخب إيطاليا على كتفيه أخيراً، ليصبح لديه بالتالي مهندسان خبيران في خط الوسط، وذلك لقيادة مجموعة من الشبان في مونديال 2014 الذي تستضيفه البرازيل.
انطلاقاً من هذه النقطة، لا يمكن وصف خطوة استدعاء برانديللي لأفضل لاعب في إيطاليا 5 مرات بالمفاجأة؛ إذ إن المنتخب الحالي لا يحتاج الى عناصر سريعة إضافية بوجود لاعبي الوسط ريكاردو مونتيليفو ودانييلي دي روسي وكلاوديو ماركيزيو المعروفين بسرعتهم وقدرتهم على شغل الأطراف ومساعدة المهاجمَين ماريو بالوتيللي وستيفان الشعراوي على تسجيل الأهداف.
الأكيد أن لا أحد يختلف على اعتبار توتي لاعباً استثنائياً بكل ما للكلمة من معنى، فهو لم يكن يوماً لاعباً عادياً؛ إذ يعدّ من افضل لاعبي أوروبا والعالم رغم أن الاتحادين الدولي والاوروبي لم ينصفاه يوماً، ولعل دعوة برانديللي له بالعودة الى «الآزوري» بعد كل ما قدّمه اخيراً ستكون منصفة لتاريخه الكبير.



ثاني أفضل هدافي الدوري

انفرد فرانشيسكو توتي بالمركز الثاني في قائمة أفضل هداف في تاريخ الدوري الإيطالي بعد أن سجل لفريقه الهدف الثاني ضد بارما (2-0) الذي رفع به رصيده التهديفي في الـ«سيري أ» الى 226 هدفاً. ويبقى الهداف الأول هو سيلفيو بيولا (1913-1996) بـ 274 هدفاً.