رغم أن «ملك» الكرة البرازيلي، بيليه، عُرف بتوقعاته الخاطئة في عالم كرة القدم وتصاريحه، سواء تلك التي لا تليق بمكانته كأحد رموز اللعبة، وتحديداً في «حربه الإعلامية» مع «الأسطورة» الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، ومن ثم مع مواطن الأخير ليونيل ميسي، أو تلك التي يدلي فيها برأيه في هذه الموهبة أو تلك، وتحديداً بخصوص مواطنه نيمار حيث وصل به الأمر إلى اعتبار الأخير أفضل من مارادونا وميسي، فإن تصريحه الأخير اللاذع لنيمار كان في محله الصحيح.
بيليه لم يتوانَ عن اعتبار نيمار «لاعباً عادياً» عندما يتعلق الأمر بمنتخب البرازيل، وأنه «يولي اهتماماً بصورته على شبكات التواصل الاجتماعي ولظهوره الاعلامي أكثر من اللعب».
القراءة بين سطور تصريح بيليه تتخطى طبعاً «غيرته من نيمار»، على حدّ التوصيف الساذج لوكيل أعمال الأخير، فاغنر ريبيرو. ما أراده بيليه من تصريحه ليس سوى «قرصة أذن» لمواطنه الذي «نفخ» به الإعلام على نحو مبالغ، وحتى إن بيليه نفسه يتحمل الكثير من المسؤولية في هذه النقطة لإطرائه المتكرر والمبالغ على نيمار.
كان لا بد لبيليه أن ينتقد نيمار بقسوة، وخصوصاً بعد المباراة التي لعبتها البرازيل أمام إنكلترا ودياً (1-2) في «ويمبلي»، قبل فترة وجيزة، حيث لم يقدّم نيمار أي شيء يذكر رغم الترقّب العالمي لما سيظهر عليه البرازيلي، وهذا ما بدا عليه الأخير في العديد من المباريات الودية الكبرى، ما رسم علامات استفهام كثيرة حول قدراته الفعليه والهالة التي أحيط بها هذا اللاعب، وهذا الأمر دفع، على سبيل المثال، اللاعب الإنكليزي جوي بارتون إلى التأكيد أن «نيمار لا يستحق كل هذا الاهتمام به».
انتقاد بيليه لنيمار يُفهم منه أنه بمثابة دق «ناقوس الخطر» لمواطنه مع اقتراب كأس العالم 2014 التي ستستضيفها البلاد؛ إذ يبدو أن بيليه تنبه، ولو متأخراً، بعد مباراة إنكلترا، إلى أن المراوغات التي يقوم بها نيمار أمام دفاعات فرق الدوري البرازيلي، لا يبدو من المؤكد مطلقاً أن تعرف طريق النجاح أمام الدفاعات الأوروبية الصلبة في المونديال المرتقب.
في حقيقة الأمر، انطلاقاً من كلام بيليه، يبدو «انتحاراً» أن يلقي البرازيليون، في الوقت الحالي، كامل أمانيهم على نيمار للظفر بالمونديال بعدما اتضح حتى اللحظة أن هذا الشاب لا يبدو سوى لاعب «استعراضي» على أرض الملعب و«مراهق» خارجه يستمتع بالشهرة التي هبطت عليه على نحو مفاجئ من حيث لا يدري. وهذا ما يبدو واضحاً من تبذيره في شراء السيارات الفارهة والشقق الفخمة وإلى ما هنالك، أو من قصات شعره الغريبة في كل أسبوع أو من إعلاناته بزي «البقرة» أو «محاربي النينجا» وغيرها. هذه الحقيقة لا تُشطب إلا إذا نضج نيمار وقدّم صورة معاكسة عند انتقاله إلى أحد الأندية الأوروبية الكبرى. عندها فقط يمكن الحديث عن نيمار صاحب الموهبة الكبيرة والـ«سوبر ستار».